سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رئيس بعثة الأمم المتحدة: "مرتزقة" يرغبون في إفساد ليبيا وينبغي أن تجرى في ميعادها.. "حفتر" يؤكد سير الأمور بسلام.. والاتحاد الأوروبي يدعم سرعة الانتخابات الرئاسية
«البلد يغرق أمامنا والوضع الراهن لا يمكن أن يستمر» هكذا وصف غسان سلامة رئيس بعثة الأممالمتحدة لمجلس الأمن الأوضاع الليبية، معربًا عن قلقه من عدم إجراء انتخابات رئاسية في موعدها المتفق عليه نهاية العام الجاري. جاء ذلك بعد ساعات قليلة من إعلان حكومة الوفاق الوطني في العاصمة طرابلس ميزانية لصالح المفوضية العليا للانتخابات، فيما حدد البرلمان الليبي المنعقد في طبرق أمس جلسة نهاية الشهر الجاري، موعدًا للتصويت على قانون «الاستفتاء» على الدستور. وفى السياق ذاته دفع سلامة الدول الأعضاء في مجلس الأمن على الضغط على مجلس النواب لتحقيق مسئولياته التاريخية، قبل أن يكشف النقاب عن محاولة مرتزقة أجانب السيطرة على النفط في ليبيا. وعلى جانب آخر، أيد الموفد الدولي مطالبة رئيس حكومة الوفاق الوطني فائز السراج، مجلس الأمن، بتشكيل لجنة تحقيق دولية بشأن الإنفاق المالي في ليبيا، ودعا إلى تنفيذ طلب السراج بمراجعة مصاريف المصرفين المركزيين في طرابلس والبيضاء. وقال: إن الشعب الليبي يتوق إلى التخلص مما وصفه ب«المؤسسات الفاسدة»، والعيش في رفاهية وظروف اقتصادية مناسبة، على حد تعبيره. فيما أعلنت حكومة السراج في وقت سابق تخصيصها أكثر من 66 مليون دينار ليبي، للتجهيز لتنفيذ الانتخابات البرلمانية والرئاسية. ووجه سلامة في كلمته خلال إحاطته لمجلس الأمن في نيويورك أمس الإثنين، رسالة لمن لا يريد الانتخابات "بأن ما تقومون به يجب أن يتوقف". وقال: "صبر الليبيين بدأ ينفد وهم يريدون الانتخابات، وهنا نحذر النواب الذين انتهت ولاية مجلسهم بأن يقوموا بواجبهم التاريخي". وأضاف "حفنة من الناس تتحدى هذه الرغبة الشعبية، القلة القليلة التي تستفيد من الوضع الراهن، ستفعل ما بوسعها لعرقلة الانتخابات، إذا تركت دون مراقبة.لسوء الحظ، يمكنهم فعل الكثير، خاصة وأنهم يشغلون مناصب رسمية حاسمة ومربحة في كثير من الأحيان بدون شروط صحيحة، سيكون من غير الحكمة إجراء انتخابات وبدون رسائل واضحة وقوية إلى من يحاولون إيقاف هذه الانتخابات أو تعطيلها، لن تتحقق الشروط." وأكد سلامة على ضرورة أن يصل الليبيون للتوافق حول الأساس الدستوري للانتخابات قبل الموعد المحدد في باريس، قائلًا: "الوقت يداهمنا". وحذر المبعوث الأممي مجموعات مختلفة، لم يسمه، قال عنها إنها تريد أن تعوق الانتخابات خاصة الذين يتقلدون مناصب رسمية مهمة في ليبيا. وأكد سلامة أن الاستعدادات تسير على قدم وساق لإجراء الانتخابات نهاية هذا العام، مشيدًا بإقرار المجلس الرئاسي الليبي، الأحد، ميزانية مفوضية الانتخابات المقدرة ب66 مليون دينار ليبي. وتابع: "في اجتماعي مع رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، وعد بإتمام التصويت بخصوص قانون الاستفتاء وقانون الانتخابات قبل الموعد المحدد في باريس بهذا الخصوص وهو شهر سبتمبر المقبل". وشدد سلامة على أن الشعب الليبي يتوق إلى التخلص من "المؤسسات الفاسدة" والعيش في رفاهية وظروف اقتصادية مناسبة. ومن جانبه أكد قائد الجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر، على التزامه بتنفيذ مخرجات مؤتمر باريس، وتعهد بالتزامه بالحل السياسي للأزمة الليبية. ووفق بيان نشرته وزارة الخارجية التونسية حول زيارة وزيرها خميس الجيهناوي، إلى ليبيا ولقائه المشير حفتر أن الأخير "أكد التزامه بالحل السياسي وانخراطه في تنفيذ مخرجات اجتماع باريس يوم 29 مايو الماضي". وأضاف البيان أن حفتر وجه الشكر إلى وقوف تونس إلى جانب الشعب الليبي وبالجهود التي يبذلها رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي للدفع باتجاه إيجاد تسوية للأزمة في ليبيا تحظى بإجماع مختلف الأطراف الليبية بعيدا عن التدخلات الخارجية. وأكد وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي خلال اللقاء على " تطلع تونس إلى عودة الاستقرار والأمن إلى ليبيا في أقرب الأوقات واستعدادها لوضع كل خبراتها على ذمة الأشقاء الليبيين لتسريع نسق الإعداد للانتخابات القادمة". وعلى صعيد آخر قالت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي فديريكا موغيريني، إن العمل لإنجاز الانتخابات الليبية يجب أن يتم بسرعة، والاتحاد الأوروبي يدعم هذا التوجه والمفوضية العليا للانتخابات. وأضافت موغيريني، في اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، أن القاعدة الدستورية والإطار القانوني يجب أن يتم إعداده للانتخابات، مبينة أن الاجتماع ناقش الحالة الاقتصادية في ليبيا، وهو الأمر الأهم بالنسبة للشعب. وذكرت موغيريني أن الوزراء وافقوا على زيادة جهودهم للعمل مع الأممالمتحدة، لإنهاء أزمة توزيع العائدات النفطية في ليبيا بحيث توزع بشكل لائق. وأكدت أن الاتحاد الأوروبي، كان دومًا حاضرًا في ليبيا عبر الدعم المالي والسياسي، والآن عاد فعليا إلى طرابلس، مضيفا أن عمل الاتحاد اليومي في ليبيا سيتم تقويته كل يوم، وهذا ما رحب به وزراء خارجية الاتحاد. وأشارت إلى أن الاتحاد الأوروبي يملك شراكة قوية مع ليبيا، ويدعم البلد بأكثر من 350 مليون يورو تذهب دعما لليبيا، في برامج يمولها الاتحاد الأوروبي، وتديرها منظمات الأممالمتحدة والمجتمع المدني في ليبيا. وقالت موغيريني إن معظم عمل الاتحاد مع ليبيا يركز على دعم العملية السياسية، فعمل المبعوث الخاص للأمم المتحدة غسان سلامة للتجهيز للانتخابات، مدعوم بشدة من الاتحاد الأوروبي.