مجرم بلا قلب ذاع صيته الإجرامى وسط شوارع منطقة الجمالية، تدرج فى عالم الجريمة، بدءًا من استعراض القوة مرورا بالسرقة وتجارة المخدرات، وصولًا إلى ترهيب المواطنين البسطاء، اسمه كفيل بأن يبث الرعب فى قلوب سكان المنطقة، حيث اتخذ اسم «صاجة» للشهرة فى عالم البلطجة، متوجا سجله الإجرامي، بجريمة قتل بشعة، أنهى خلالها حياة جاره، بسبب ركن السيارة. بشارع الجيوشى، وسط البازارات السياحية، وداخل إحدى حارات حى الجمالية، لفظ صاحب محل أنفاسه الأخيرة، بطعنة قاتلة من جاره البلطجي، الذى طالما عطف عليه، ليقوده فى النهاية إلى الموت، وسط دهشة المارة وسكان الحي. انتقلت «البوابة» لمسرح الجريمة لكشف ملابسات الحادث، واستوقفنا بأول الطريق، هانى اللبان، صاحب ورشة استانلس قائلا: «صاجة شاب بلطجى، وقتل جاره عادل، الشهير بمشمش، اللى كان بيصرف عليه وخان العيش والملح، وطعنه بالمطواة، عشان كان بيرش بخرطوم المياه، ومرضيش يغسله هدومه بالشارع وجاب العربية وركنها». وأضاف الشاهد، بأن المتهم كان يقوم بفرض سيطرته، على الكبير والصغير، من أهالى المنطقة، وصباح يوم الواقعة، وأثناء ذهابى للمحل، شاهدت عادل القتيل بقوم برش المياه أمام محله، وبعد أن انتهى أصر القاتل، على غسيل ملابسه بالطريق، فحدثت مشادة بينهما، ولم نكن نعلم بأن «صاجة» القاتل سيغدر به ويطعنه طعنات قاتلة فى بطنه. مضيفا: «سبق ل«صاجة»، أن ذبح كلبه، أمام الناس فى الشارع بالمطواة، عشان مكنش بيسمع كلامه، وبيعمل صوت فى شهر رمضان، بالرغم من عدم صيامه، وعادل القتيل كان دائما يحضر له الطعام ويعطف عليه، وفى الأيام الأخيرة حاولت إحدى العائلات قتل «صاجة»، واختطافه، بسبب كسره ذراع أحد أبنائها، ودافعنا عنه، وفى النهاية قتل جاره الذى رعاه منذ أكثر من عشر سنوات». وأخذ شقيق القتيل أطراف الحديث قائلا: «صاجة، شر وماشى على الأرض من صغره، وملوش خير فى أهله، أبوه مات وهو غضبان عليه، وأخوه أصابه من شهر فى كتفه، بسبب تعاطيه المخدرات، وكان مقيما ويعيش فى دكان صغير بالشارع، وكل يوم كان بيعمل خناقة، ويعور نفسه، وكل شوية أخويا كان بيخرجه من السجن، وقبل الحادث بساعة، أخذ من شقيقى بنطلون وتيشرت». متابعا: «يوم الواقعة، أسرعت بالنزول عندما سمعت صرخات عالية من القاتل، مرددا عبارة، أنا هكمل عليك وهموتك يا مشمش، ومش هتروح فى مكان، وعندما شاهدت شقيقى غارقا فى دمائه، بداخل الحارة، حملته لإنقاذه، وهو ما رفضه صاجة، وحاول أن يعتدى عليه مرة أخرى، فقمت بالاتصال بالشرطة، لأخذه من الطريق، لكن أخى كان بينزف واتصفى دمه فى الحارة، قبل وصول الشرطة والإسعاف». وقال «غزال» أحد أصدقاء القتيل: «يوم الحادث تلقيت اتصالا من القتيل، لكى أجلس معه، وأثناء جلوسى سمعت المتهم يصرخ فى عادل قائلا، روح شيل عربيتك أنا عايز أركن مكانك، وبعد ذلك حاول التعدى بسلاحه على القتيل، فحاولنا التدخل لإنهاء الأمر، وفجاة أسرع المتهم من خلف ظهورنا وطعنه أكثر من مرة، ونزف الدماء فى وسط الطريق، وعندما قمت بصده قام بإصابتى فى وجهى، وقمنا بنقل القتيل، لمستشفى سيد جلال، لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة قبل الوصول للمستشفي، بسبب نزفه طوال الطريق». وقال أحد أطفال الحارة، لايتعدى الحادية عشر من العمر: «صاجة كان بياخد منى إتاوة، 20 جنيها، كل يوم عشان يشترى بها علبة سجاير، وسرق من فوق بيتى جوز حمام، ولما شوفته فتح عليا المطواة وعورنى، وهددنى لو جبت سيرة لحد هيقتلنى وكنا خايفين منه، وصحابه كانوا بيخافوا منه، لأنه دائم الشتيمة، ومكنش بيهمه حد، وكان بيجلس بملابسه الداخلية بالشارع يعاكس الستات». وقال عم القتيل، ويدعى «يسري»: «أخويا كان شغال فى القوات المسلحة، وعادل ابنه، كان محترم وعمره ما عمل مشكلة، بس «صاجة» ده إبليس على هيئة إنسان، مسجل وحرامى، ولما بيعمل مشكلة فى الشارع يقوم يغسل نفسه بجردل المياه، لإخفاء جريمته، ولما الحكومة تمسكه كان بيطلع فى نفس اليوم، وأنا أطالب بالقصاص العادل، لحق القتيل الذى نطق الشهادة قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة». وأمرت نيابة الجمالية الجزئية، برئاسة المستشار أحمد زيتون، رئيس النيابة، بحبس المتهم، أربعة أيام على ذمة التحقيقات، كما أمرت النيابة بتشريح جثة المجنى عليه وإعداد تقرير بسبب الوفاة وكيفية حدوثها، ثم التصريح بدفنه، كما كلفت رجال المباحث بإجراء تحرياتها حول الواقعة.