التفكك الأسرى والانفلات الأخلاقى والتكالب على جمع المال الذي أصاب المجتمع المصرى، أدى إلى انتشار الجريمة بشكل لافت خلال الأعوام الماضية، فلم تعد قصة قابيل وهابيل مجرد قصة تاريخية ودينية تروى للعظة والعبرة، بل أصبحت واقعا يتجسد كل يوم من جديد، والنتيجة تدمير أسرة بأكملها بعدما يدخل الشيطان بين الأشقاء ويسد كل الحلول وفى النهاية يقتل الأشقاء بعضهم متناسين أنهم إخوة ويحملون اسما واحدا ودما واحدا ولكن القدر يلعب لعبته ويقتل الشقيق شقيقه. آخر تلك الوقائع الدامية تكشف تفاصيلها أوراق المحضر رقم 2438 جنح مُنشأة ناصر لسنة 2015، حيث قام أحمد السيد محمد أحمد بكر 35 عاما بقتل شقيقه الأكبر محمد لخلافات مالية بينهما، حيث كان القتيل يستأجر جراجا وأسند إدارته لأخيه. ويقول جيران المتهم إنه كان دائم الشجار مع شقيقه بسبب الخلافات المادية وحاول الأخ الأكبر أن يلبى طلباته التي لا تنتهى، وطالبه أكثر من مرة بالاعتماد على نفسه، حاول محمد جاهدا الإصلاح من حال أخيه، ولكنه لم يستجب حتى تصاعدت الخلافات بينهما وانتهى الأمر بجريمة قتل فيها الأخ أخاه. «البوابة» التقت بالمتهم الذي قال: «في يوم الواقعة كنت جالسا بالمنزل أتناول العشاء وطلبنى أخى أحمد وقال لى أنا منتظرك في شارع السكة الحديد تعالى ضرورى، فقمت مسرعا للنهوض اعتقدت أن يكون أصابه مكروه وعندما ذهبت وجدته يطلب منى مبلغا ماليا فقلت له ليس معى وحدثت مشاجرة بيننا ولكنه حاول أن يأخذ الفلوس بالقوة وفجأة رفع على سلاحا أبيض (مطواة) وحاول قتلى وبعد شد وجذب دار بيننا وقعت المطواة على الارض فقمت بأخذها ووجدت نفسى أقوم بطعنه بالجنب الأيسر والفخذ وقمت بإلقاء جثته في أحد الجراجات في شارع السكة الحديد وهربت ولكنى كنت أشعر بالخوف وحاولت الرجوع لبيتى حتى أبعد الشبهات عنى ولكن الحقيقة اكتشفت». وقامت قوة من رجال مباحث قسم منشأة ناصر بقيادة المقدم «محمد مكاوى» رئيس المباحث ومعاونه الرائد «محمد مجلى» بالقبض على المتهم «محمد السيد محمد أحمد» 41 عاما عامل ومقيم في حارة الشرقاوى من شارع السكة الحديد منشأة ناصر، بتهمة قتل أخيه أحمد السيد محمد أحمد 36 عاما وشهرته «عبده المريسى» ومقيم معه بنفس العنوان، بعد قيام الأهالي بإبلاغ القسم بالعثور على جثة المتوفى بأحد الجراجات بمنطقه عزبة بخيت، وبعد التحريات والفحص تبين حدوث المشاجرة بين المجنى عليه وشقيقه المتهم وقام بالتعدى على المجنى عليه وإحداث ما به من إصابات أدت لوفاته. بينما قال «أسامة» أحد جيران المتهم إن القتيل صاحب جراج بالمنطقة على الطريق الرئيسى، وأسند لأخيه القاتل إدارة الجراج، وفى يوم الحادث جاء ليطالبه بالإيراد اليومى، ودار حوار بينهما تطور إلى خلاف ومشادة كلامية شديدة، فقال القاتل لشقيقه «مش هتاخد فلوس منى تانى ولو حاولت هقتلك» وهنا أخرج القيتل مطواة من جيبه وأعطاها لشقيقه قائلًا «خد المطواة وورينى هتقتلنى إزاى».. فلم يتردد القاتل والتقط المطواة بسرعة البرق وسدد له عدة طعنات أسقطته قتيلا في الحال. تم تحرير محضر بالواقعة رقم 2438 جنح مُنشأة ناصر لسنة 2015.. وجار عرض المتهم على النيابة العامة لمباشرة التحقيق. من النسخة الورقية