من المحتمل ان يتحول اى واحد منا الى مجرم وقاتل او الى قتيل ومجنى عليه فى اى لحظة .. مع اجواء الانفلات الامنى وامبراطورية "البلطجية" و"السوابق" الى بدأت تتكون وتفرض سطوتها حول المجتمع المصري كله. فلم يتخيل "محمد.ف"28 سنة مقاول بالبساتين - يوماً أن تتلوث يده بدماء بلطجى يدعى " عادل .م 25 سنة" ولم يتخيل ابدا ان يكون هذا البلطجى مدفوعا من قبل اخوته الذين نغصوا عليه حياته لاسباب تبدو تافهه لا تستحق ان تسيل فى سبيلها دماء.
والحكاية كما يرويها المقاول الجانى والمجنى عليه فى نفس الوقت امام رجال مباحث قسم البساتين أن شجارات نشبت بينه وبين اشقائه الذين يقطنون فى نفس البيت بسبب خلافات على الميراث .. وخلافات بين الزوجات نكدت عليه حياته.. ولم يتوقع من أشقائه أن يلجوا فى العداء ويتجاوزوا حدود المعقول فى معاملتهم السيئة له ولاسرته لدرجة جعلت احدهم يتعدى على ابنته جنسيا بعدما استغل وجوده خارج المنزل برفقة زوجته وتسلل فى الخفاء إلى ابنته وهتك عرضها.
واسترسل الرجل يتحدث وهو لا يعرف كيف سيكون مصيرة ومصير ابنته وزوجته من بعده .. وبالطبع من يفعل هذه الجريمة الشنيعة فى ابنة اخيه يمكنه ان يفعل ما هو اقل والاستعانة بمسجل خطر لإرهابه واعتراضى اثناء الذهاب والحضور وترويعى وترويع أسرتي.
وقال حينما هتك شقيقى عرض ابنتى صدمت بشدة ولكن لم استطع معاقبته او حسابه ولجأت الى محاولة التستر حماية لى ولزوجتى ولحياة ابنتى ايضا خاصة أن اشقائى الثلاثة لا يفيقون من تناول المخدرات وهم فى حالة غيبوبة مستمرة .. وبالطبع وقعت الجريمة تحت تأثير المخدرات.
لكن كان لابد لى من ايقاف تلك المعاناة .. بعدما تهمنى الجميع بما فيهم ابنتى وزوجتى بالسلبية ..لابد ان اتصدى لهذا البلطجى الذى نكد على حياتى واهاننى امام الناس.. وقررت ان اقاومه فى اى مرة قادمة يعترضنى او يعترض افراد اسرتى.
وفى يوم الحادث كنت فى طريقى إلى إحدى الصيدليات لشراء أدوية لوالدتى المريضة والتى تقيم معى فى المنزل والتى كانت غاضبة بشدة لما حدث لابنتى وتجبر اخوتى على الذين طالما عاملوها بشكل مسئ لا تعامل به أم ابدا ، وأثناء مرورى على الطريق شاهدت أشقائى يجلسون برفقة البلطجى القتيل ليتعاطون المواد المخدرة.
ما ان راونى حتى سخروا منى وقذفونى بالفاظ خادشة ، حاولت الا أعبأ بكلامهم وعرفت انهم يحاولون احداث اية مشكلة بينى وبينهم ، فاستكملت طريقى الى الصيدلية وبعد شرائى للأدوية واثناء عودتى للمنزل اعترض طريقى هذا البلطجى وكان بمفرده وأشهر فى وجهى سلاحا أبيضا عبارة عن "مطواة"، وحاول التعدى بها علي.
قاومته وخطفت المطواة من يده ولم ادرى بنفسى الا وقد طعنته بها فى بطنه خوفا من ان تسقط تلك المطواة مرة ثانية فى يده فينتقم منى بشده ، وبعده سقط غارقاً فى دمائه، ثم هربت الى هنا.
انتهى كلام المقاول الجانى .. والذى قد يكون كلامه صحيحا فيصبح فى نظر الناس وليته فى نظر القانون مجنيا عليه .. ولكن يجب ان نعترف بان هناك خطأ نعيشه فى حياتنا .. خطأ فى حب النفس والانانية .. وتكسيرنا لكل القواعد حينما نختلف.. خطأ فى التربية .. وضعف الاداء الامنى قبل الثورة وبعدها .. خطأ فى عدم رادعية القوانين .. نحن نعيش حالة شاملة من الخطأ.