يناقش المؤرخ البريطانى، مارتن فرامبتون، فى كتابه الجديد الصادر عن جامعة «هارفارد»، تحت عنوان «جماعة الإخوان المسلمين والغرب: تاريخ من الارتباط والعداوة»، علاقة الجماعة الإرهابية بالدول الغربية، تحديدًا بريطانياوالولاياتالمتحدةالأمريكية، منذ تأسيس الجماعة عام 1928، على يد مؤسس الجماعة، حسن البنّا، حتى حدوث ثورة يناير عام 2011. ويكشف «فرامبتون»، الأستاذ فى جامعة «كوين ماري» بلندن، التناقضات التى شابت علاقة «تنظيم الإخوان» من جهة وبريطانياوأمريكا من جهة أخرى، باعتبارهما الدولتين الأكثر تأثيرًا على مجريات الأمور فى منطقة الشرق الأوسط؛ حيث قال فى ديباجة كتابه: «تستحقر بريطانياوأمريكا هذه الجماعة، لكن كليهما عمل معها». وينقسم الكتاب لجزأين؛ الأول يناقش المؤلف، علاقة بريطانيا بالجماعة الإرهابية، منذ التأسيس، وحتى عام 1952، ويعرض نظريات ووجهات النظر حول إسهام بريطانيا فى تأسيس الجماعة، لمحاربة التيار الليبرالى العربى، الذى يدعو إلى التحرر من الاحتلال البريطانى للدول العربية. ورغم رؤية سفراء بريطانيين فى مصر وصحف بريطانية ل«الإخوان»، فإنها جماعة متشددة تُجند الشباب وتدفعهم للتطرف، فإن ذلك لم يقف عقبة أمام التعاون مع الجماعة أثناء الحرب العالمية الثانية، التى كانت بريطانيا أحد أطرافها الرئيسيين، ووصف المؤرخ البريطانى هذه العلاقة بالجماعة الإرهابية بأنها «علاقة مع أفضل الأعداء». ويتناول «فرامبتون» التحولات التى مرت بها علاقة الحكومة البريطانية بالجماعة خلال فترة إدارة مؤسس الجماعة حسن البنا، الذى قتل فى حادث إطلاق نار من مجهولين عام 1949، وكيف تَطوَّر التواصل مع الإخوان وإدارة بريطانيا لعلاقتها مع الحكومة المصرية فى ذاك الوقت. ويبحث الجزء الثانى من الكتاب، العلاقات الأمريكية مع الجماعة الإرهابية، وكيف بدأت وتطورت بعد صعود أمريكا لقيادة العالم عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية، والرغبة فى وجود نفوذ أمريكى قوى فى منطقة الشرق الأوسط الغنية بالنفط لتحل محل بريطانيا. ويشرح المؤرخ البريطانى، كيف كانت السياسة الخارجية الأمريكية متجاهلة جماعة الإخوان، حتى بدأت الحرب الباردة مع روسيا، ومحاولة استخدام الدين ضد التوجه الشيوعى للاتحاد السوفييتى، كما حفز إعلان قيام نظام إسلامى فى إيران، من دفع أمريكا أكثر، لفهم طبيعة الجماعات الإسلامية المختلفة. ويتحدث «فرامبتون» عن هذه الفترة فى كتابه، قائلًا: «بدأت الولاياتالمتحدة البحث عن شركاء محليين لتعزيز وتطوير العلاقات الأمريكية مع شعوب المنطقة، وكانت النتيجة هى التعاون مع جماعة الإخوان». ويشير الأستاذ فى جامعة «كوين ماري» بلندن، إلى علاقة الجماعة الإرهابية بأمريكا؛ حيث وصلت أقوى مراحلها عندما دعمت أمريكا تمرير السلطة فى مصر للجماعة، عقب قيام الثورة ضد حكم نظام الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك عام 2011، والإسهام فى توفير انتقال سلس للسلطة إلى الجماعة الإرهابية.