قبل أن أحكي لك التفاصيل عزيزي القارئ دعني أؤكد لك أن هذا درب من "اللايت" ولا تأتي لي بمرجعية غيرنا، فلما لا نكون نحن أول من يقفز فوق المسموح به مادام الخيال رحب واللغة طوعا لنا و"البوابة لايت" تمنحنا الدعم والثقة لنناقش مشاكلنا الاجتماعية بما يفيد الناس.. لنعود الآن إلى الشارع حيث أبو محمد وزوجته يتعاركان؛ في هذا الجو شديد الحرارة استيقظت أم محمد من الفجر تجمع "الجبنة" من على الحصيرة والبيض من تحت الفراخ، ثم تنزل الأرض وتجمع باذنجان وطماطم وخيار من "التخضيرة"؛ جهزت النشطة وذهبت إلى غرفة النوم: "قوم يا أبو محمد السمس كلت الباب.. يالا علشان نروح لفاطمة في بولاق.. المشوار طويل من البحيرة لحداها هناك"، حاضر يا أختي حد قالك تجوزيها في الغربة؛ ترد: " البت كانت كبرت يا رجل 20 سنة أسيبها تبور وأتعاير بيها.. نصيبها بقى". اصطحبا محمد وجري على محطة القطار حيث لا موضع قدم حتى لفأر والفقر يمنعهم من ركوب القطار المكيف ولا حتى المميز ولا حتى الميكروباص" بعد مرمطة ونعاس وقوفا تارة وعلى الأرض تارة وصلوا ومعهم عرقهم وهمهم إلى "محطة رمسيس" وهنا بدأت رحلة البحث عن أتوبيس "بولاق".. " شهلي يا ولية طول عمرك مأخراني شايفة النسوان شايلة وعلى سنجة عشرة؛ أنا بس اللي ربنا ابتلاني" ترد:" لو وأنا يعني اللي متجوزة إسماعين ياسين ده أنت عمرك ما زغزغتني يارجل طول عمرك بوزك شبرين".. محمد:" خلاص يا أبا أنا تعبت هي دار أختي فين؟" يرد:" لسه شوية قولتلك كل عشان يبقى عندك عافية منها لله أمك غربت أختك وشحطتتنا ماله يعني عويس ابن عمك خفير أد الدنيا وبيعزق في الأرض زي الحمار.. تقولك لا البت تتجوز صنايعي كسيب أدي أخرتها سباك في بولاق وكل شهر مشوار ربنا اللي يعلم بيه".. أم محمد: ما هو إنت لو كنت وعيت للقرش يارجل مكنش بقى ده الحال حتى لما سافرت العراق رجعت لي بتسجيل وشوية شرايط وحوالات صفرة؛ وضيعت عافيتك هناك.. قولت لك اقعد اخدم أرضك هتسترك وتديك لكن طول عمرك بتدور على الخسارة" أه يا ولية يا فقرية على اليمين لو اتنفست تاني لكون سايبك عند بنتك ده عشرة الحمار ولا عشرتك.. صحيح شورة المرة تأخر سنة ورا"، تمصمص شفتيه وترد" المرة اللي مش عاجباك بقيت وزيرة وانت لسه بتجمع في التخضيرة يا فالح، البت ربنا رحمها منك، محمد:"كل يوم نقار ومش عارف بوي ولا أمي اللي على حق؟".