حض المجلس النرويجي للاجئين في بيان أمس الخميس، الأردن على فتح حدوده أمام نازحين سوريين فارين من القتال في درعا، محذرًا من كارثة. وقال المجلس إن "القتال العنيف في جنوبسوريا ينتج أكبر موجة نزوح منذ بداية الحرب التي اندلعت عام 2011"، محذرًا من كارثة على وشك الحدوث الآن يجب إيقافها. وحض أمين عام المجلس يان إيجلاند الأردن مع زيادة الدعم الدولي، على فتح حدوده أمام السوريين الذين باتوا معزولين الآن ويخشون على حياتهم، وأكد أن "هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن حمايتهم فيها حقًا من الهجمات المقتربة". وينفذ الجيش السوري منذ 19 يونيو الماضي بدعم روسي عملية عسكرية واسعة في محافظة درعا، مكنته من توسيع نطاق سيطرته من 30 إلى أكثر من 60% من مساحة المحافظة الحدودية مع الأردن. وأشار إيجلاند إلى أنه "أصبح من الملح الآن منحهم ملجأً آمنًا أكثر من أي وقت مضى، وللمجتمع الدولي أن يساعد الأردن بقوة في التعامل مع هذه الأزمة". وبحسب البيان فإن القتال يتزايد بشكل خطير قرب الحدود الأردنية، حيث لم يتبق لآلاف النازحين أي مكان آخر للذهاب إليه، وقدر الأردن عدد النازحين قرب حدوده بنحو 95 ألفًا، فيما دعت الأممالمتحدة المملكة لفتح حدودها أمامهم، ولكن عمان جددت اليوم التأكيد على عدم قدرة الأردن على استيعاب مزيد من اللاجئين وإبقاء حدوده مغلقة لحماية أمنه ومصالحه. وقالت وزيرة الدولة لشئون الإعلام المتحدثة الرسمية باسم الحكومة جمانة غنيمات، في بيان إن "الأردن اتخذ قرار إغلاق الحدود لحماية أمنه، ولتجنب أي مخاطر قد تهدد أمنه ومصالحه". وأضافت أن "طلب الأممالمتحدة من الأردن توفير مأوى للنازحين السوريين يصطدم بهذه المصالح"، مؤكدة ضرورة أن يتحمّل المجتمع الدولي والأممالمتحدة مسئوليّاتهما ويقوما بدورهما بإغاثة اللاجئين. وطالبت غنيمات المجتمع الدولي والأممالمتحدة بالضغط تجاه التوصل إلى حلّ سياسي ينهي الأزمة في الجنوب السوري، مؤكدة أن إنهاء العنف والقتل هو الدور الأساس والأهم الذي يجب أن تتكاتف الجهود من أجله. وأعلن الأردن منذ السبت الماضي إدخال شاحنات محملة بمساعدات إنسانية إلى الجنوب السوري وتوزيعها هناك، وبلغ عددها حتى صباح اليوم نحو 150 شاحنة، ويوزع الجيش الأردني باستمرار منذ السبت مساعدات تشمل غذاء وماء ودواء ومواد إغاثية أخرى من 3 نقاط قرب الحدود على النازحين فيما يقدم العلاج عبر مستشفيين ميدانيين، في وقت حذر من وجود مندسين. ويستضيف الأردن نحو 650 ألف لاجئ سوري مسجلين لدى الأممالمتحدة، فيما تقدر عمان عدد الذين لجأوا إلى البلاد بنحو 1.3 مليون منذ اندلاع النزاع السوري في 2011، وتقول عمان إن كلفة استضافة هؤلاء تجاوزت 10 مليارات دولار.