أطلق عليها لقب «المطربة الطائرة» لأنها كانت دائمة السفر إلى الدول العربية الشقيقة لإحياء الحفلات، وقدمت عبر مسيرتها أكثر من 400 أغنية. وذكرت الفنانة حورية حسن، خلال حوار من ذاكرة ماسبيرو فى برنامج «المشاهير»، أنها عاشت طفولتها فى طنطا، ولكن طموحها دفعها إلى القاهرة عام 1948 وكان عمرها وقتئذ لم يتجاوز السادسة عشرة، وكانت أمنيتها الوحيدة أن تغنى فى الإذاعة. وأوضحت «حورية» أنها اشتهرت بغناء الأوبريتات حتى وصفت بمطربة الأوبريت الأولى، ومن أهم الأوبريتات التى غنتها: «معروف الإسكافى» وهو أول أوبريت تغنيه فى الإذاعة، ثم أوبريت «البيرق النبوى، شهرزاد، يوم القيامة، الباروكة». قدمت «حورية» للسينما ستة أفلام كان أولها «الصبر جميل» ثم فيلم «أحبك يا حسن»، التى غنت فيه أغنيتين من أنجح أغانيها وهما «يا أبوالطاقية الشبيكة» و«من حبى فيك يا جارى» وتوالت أفلامها «عنتر ولبلب، بابا عريس، فى صحتك، وأخيرا فيلم العلمين». وكشفت حورية حسن عن أنها عرفت خلال الوسط الفنى ب«الفنانة الطائرة» لكثرة الحفلات الإذاعية التى أحيتها، كما عُرفت أيضا بالأوبريتات والصور الغنائية التى قدمتها فى الإذاعة، والتى أصبحت اليوم كنوزًا خالدة فى مسيرة الإذاعة مثل «معروف الإسكافى، خوفو، الراعى الأسمر، مناسك الحج، أفراح بلدنا، القسمة كده، حمدان وبهانة، سوق المغاربة». وقالت حورية حسن، إن حب الموسيقى والغناء كان القاسم المشترك فى نشأة محمد قنديل وحورية حسن، ففى حى شبرا ولد قنديل فى الحادى عشر من مارس عام 1929 لأسرة فنية بامتياز، فقد كانت جدته مطربة ذائعة الصيت فى أوائل القرن العشرين وتدعى سيدة السويسية، وعُرف عنها أنها مطربة علية القوم، أما والده فقد كان يجيد العزف على العود والقانون، ووالدته كانت تمتلك صوتًا جميلًا وتجيد العزف على العود، لكنها لم تحترف الغناء، وأما شقيقه الأكبر عبدالله فقد سبقه إلى عالم الطرب والغناء لكنه لم يحظ بشهرة قنديل. قنديل وحورية كانا يفتقدان إلى اليد التى تأخذ بهما إلى طريق الغناء، وما أسعد حظهما، فقد كانت الأيادى التى امتدت نحوهما أيادى فنية كبيرة، أما قنديل فقد تبنته سيدة الغناء العربى أم كلثوم، حين اختارته طفلا يغنى مع مجموعة الأطفال «تابلوه القطن» فى فيلم «عايدة» عام 1942، وعندما سُئلت أم كلثوم فيما بعد عن أقوى الأصوات، أجابت: «شادية وقنديل»، وأما حورية حسن فقد اكتشفها مداح الرسول محمد الكحلاوى، وقد أثرت طريقته فى الغناء على تلميذته، لا سيما الأغانى البدوية التى غنتها مثل «يا صحرا لمهندس جاى». ترك قنديل وحورية حسن بصمة مميزة حين اشتركا معا فى صور غنائية للإذاعة مثل «ابن عروس، عين الحسود، والموكب».