قال سيد مهدى عنبة؛ كاتم أسرار الشيخ إمام ورفيقه فى آخر أعوام عمره، ومؤسس جمعية محبى الشيخ إمام، إننى تعلقت بالشيخ إمام قبل أن ألتقيه بفترة طويلة، منذ أن سمعت عام 1975 بالصدفة أغنية فاليرى جيسكار ديستان، وقرأت أن الشاعر أحمد فؤاد نجم كتبها إثر زيارة للسادات الذى بالغ مبالغة كبيرة فى استقباله والحفاوة به شأنه شأن استقبال نيكسون عام 1974 وشدتنى بساطة الكلمات وعمقها والأداء الكاريكاتيرى العظيم للشيخ إمام، ومن بعدها بدأت أبحث أين أسمع هذا الرجل. يضيف «عنبة»: فى هذا الوقت كانت توجد إذاعة مصر العروبة وإذاعات ليبيا وبدأت أتتبعه، وفى عام 1990 كان اللقاء المباشر وجها لوجه شخصيا، وفى منزلى مع الشيخ إمام، وكان عقب صلاة المغرب حدثنى صديق لى أنه سيأتى ليزورنى ومعه الشيخ إمام، وبعد المقابلة بدقيقتين أذن المغرب وصلى الشيخ إمام، وكانت بالنسبة لى مفاجأة لأنه كان يتردد وقتها أن الشيخ إمام شيوعي، ومع أول لقاء بينى وبينه عرفت أن روحه خفيفة ومقبل على الحياة وسريع البديهة، فمبجرد أن قدمت لهم العنب غنى قائلا: «عنبوا عنبوا عند الأستاذ عنبة» وكانت أول أغنية غناها الشيخ إمام تحت اسم «الطنبورة»، وبالصدفة فى هذه المقابلة جاء الفنان عدلى فخرى ومعه أخوه لزيارتى فى نفس التوقيت الذى أتى فيه الشيخ إمام، وكان أخو الفنان عدلى فخرى مدرسا معى عندما كنت أعمل بالتربية والتعليم، ومنذ ذلك اليوم تفاعلت مع الشيخ إمام وأحببته جدا. يتابع عنبة: بعد ذلك بأسبوع ذهبت إلى «حوش آدم»، وكنت كل أسبوع أذهب للصلاة بمسجد الشيخ يحيى الملاصق لمنزل الشيخ إمام، وكان وقتها قارئ خطبة الجمعة فى سنواته الأخيرة، حتى إنه ذكر هذا المسجد فى قصيدة حوش آدم، وكان يترك سيارته فى أبعد نقطة ممكنة عن المسجد، لأنه يحب المشى جدا وكنا نجلس سويا وننتظر الأصدقاء ونعمل سهرة إلى أن توفاه الله، ولا يفوتنى أن أقابل الشيخ إمام كل أسبوع فى حفلة أو أمسية أو سهرة عند أى منا فى المنزل، وأصبحت هذه المسألة عادة، حتى أننى لو تأخرت عليه بعض الوقت يبدأ عليه القلق. واستطرد: وبينى وبين الشيخ إمام علاقة متينة، وفى يوم من الأيام طلب منى أن أطلب له نمرة كانت لأسرة فى المعادي، وقال لى إن هذه الأسرة اهتموا بى من 1972 وحتى وفاته أسرة نور الدين تجمع كل فواحل وأغانى الشيخ إمام وبعض الأشياء من البدل ونظارته والأوسمة والشهادات التى حصل عليها موجودة لديهم، وهم كانوا فاتحة خير بالنسبة لى وكنزا بالنسبة لى وتوطدت بينى وبينهم علاقة قوية وجمعت من عندهم كل أغانى الشيخ إمام.