تميز القدماء المصريين ببراعتهم في مختلف مناحي الحياة، فقد أزهلوا العالم بفنونهم في العمارة والطب والفلك، والنحت، ومن أبداعتهم التي لا حصر لها صنعهم للأواني الكانوبية، وهي أواني أستخدمت في عملية التحنيط والتخزين وحفظ أحشاء الموتى، وقد تم صنع هذه الأواني من الحجر الجيري أو الفخار، وكان القدماء المصريين يعتقدون أنهم سيحتاجون هذه الأحشاء كلها بعد موتهم في الحياة الآخرى، ولم تكن الأحشاء كلها تحفظ في إناء كانوني واحد، لكن كانت تحفظ في أربع أواني كانونية كل أناء يحفظ به عضو معين، مثل المعدة والأمعاء الرئتين والكبد، لكنهم لم يحتفظوا بالقلب في وعاء لأنهم أعتقدوا أن القلب هو مقر الروح لذلك ترك المصريين القلب داخل الجسم. تميزت الأواني الكانوبية في عصر الدولة القديمة بأنها كانت نادرًا ما تُنقش، وفي العصور الوسطى قد أصبحت النقوش أكثر شيوعًا، وصار هناك أغطية للأواني على شكل رؤوس بشر، وقد أطلق علماء الآثار على الأواني الصغيرة الحجم هذا الأسم في القرن التاسع عشر لوضع أحشاء الموتى في مقابر المصريين القدماء، وأستمد هذا الأسم من مدينة كانوب التي تُعرف حاليًا بأسم أبوقير، وكان السبب في هذه التسمية أنها ظهرت في هذه المدينة عبادة للإله أوزير على شكل إناء له غطاء على هيئة رأس الإله، واوحت العبادة لعلماء الآثار أن يطلقوا أسم الأواني الكانوبية على تلك الأوعية، وقد صنعت أغطية الأواني الأربع بحيث أن كل منها يصور واحدًا من أبناء حورس الأربعة، كحراس للأعضاء داخل الأواني. وقد نجحت البعثة المصرية الأمريكية المشتركة لمشروع ترميم جبانة جنوب العساسيف أمس الأثنين في الكشف عن مجموعة من الأواني الكانوبية بالبر الغربي بالأقصر، وقد وجدت الأواني جميعها في حالة جيدة من الحفظ ما عدا واحدة فقط مكسورة في قطع وأجزاء صغيرة نتيجة لتعرضها لضغط مياه الفيضان عبر السنين، وقام فريق من مُرممي وزارة الآثار بأعمال التنظيف والترميم والتدعيم الأولى لها.