مازالت الحضارة المصرية القديمة مليئة بالألغاز والغموض، ورغم أن الباحثين حاولوا اكتشاف بعض الأسرار المرتبطة بالقبور والكهنة والفراعنة القدامى، إلا أن هذه الحضارة العريقة ظل يحوطها الغموض الذي أعجز كبار العلماء والأثريين عن تفسيره أو فك لغزه. يقول أمير جمال، منسق حركة "سرقات لا تنقطع": عثر عالم الآثار، إدوارد ايرتون، على أوانى كانوبية داخل مقبرة kv55″"، وكانت تستخدم لحفظ الأحشاء، لكن لم يكن هذا هو الشىء العجيب، فهو أمر تقليدى وجود أوانى كانوبية داخل أى مقبرة، فهى من أساسيات المقابر المصرية القديمة، لكن الغريب أنها كانت خالية، ليس بها أحشاء كما متوقع، الأمر الآخر، أنها تعود إلى "الملكة كيا"، بينما لا يوجد فى القبر أى أثر لمومياء الملكة، فالمومياء الوحيدة الموجودة فى المقبرة لذكر. وأضاف "جمال" أن العلماء فسروا هذا أنه ربما سرقت الآثار، بينما قال آخرون إنه تم نقل المومياء من المقبرة بعد سرقتها، ووضعت فى مقبرة أخرى تعرف باسم "kv35″، لكن السؤال الذى فرض نفسه "لما لم يتم نقل تلك الأوانى أثناء عملية نقل المومياء، فهذا مرتبط بذاك؟". وتابع: اعتقد أنه عندما رأى الكهنة حجم الدمار فى القبر والسرقة التى حدثت، وجدوا أن الأوانى الكانوبية خالية وليس بها أحشاء، فربما سرقت لأنه كان يتم وضع توابيت من الذهب داخل تلك الأوانى، كما فى حالة الملك توت، فربما سرقت فلم يعد لها فائدة، ولذا لم يبالوا بنقلها وقاموا بنقل المومياء فقط من القبر، أو ربما تم نسيان الأوانى وسط تلك الفوضى. وأشار منسق حركة سرقات لا تنقطع إلي أن "الملكة كيا" مجهولة لا توجد لها آثار كثيرة سوى تلك الآوانى التى شكلت بصورة مذهلة مما جعل الكثير يستنتج شكلها، ويعتقد أنها أم الملك توت، حيث اختلف العلماء فى تحديد أم الملك توت، فمنهم من قال إنها "تى" زوجة الملك امنحتب الثالث، ومنهم من قال إنها "نفرتيتى". وأوضح أن هناك من قالوا إنها الأميرة "سات آمون" ابنه الملك امنحتب الثالث، لكن أجمع الكثير أنها "كيا" من خلال منظر فى مقبرة الملك إخناتون فى تل العمارنة يصور المنظر الملك إخناتون ونفرتيتى أسفل أشعة آتون وهما فى حالة حزن شديد أمام سيدة راقدة على سرير الموت ومن خلفها تقف امرأة مرضعة تحمل طفلا صغيرا، متابعا: "الباحثون يفسرون بأن الطفل هو الملك توت، والسيدة التى على سرير الموت هى كيا، مما يعنى أن الأخيرة ماتت بعد ولادة الملك توت، لكن هذا يعتبر تفسيرا ضعيفا". واختتم: الأوانى التى عثر عليها أربعة، كانوا موجودين داخل المقبرة فى كوه صغيرة، ثلاثة من الجرار الكانوبية معروضة في المتحف المصري بالقاهرة، والرابعة في متحف متروبوليتان للفنون في نيويورك، وكان العادة يتم صنع غطاء الأوعية من رؤساء أبناء حورس الأربعة، واختلف شكل غطاء كل إناء عن الآخر، وهي عبارة عن أواني تحتفظ فيها الأعضاء الداخلية للمتوفى، حيث تنزع وتحفظ فى الأواني، وتحتوي الأواني على الأعضاء الداخلية المنزوعة "أمعاء الإنسان ومعدته" ويترك القلب في جسم المتوفى، وللأواني الكانوبية أغطية برءوس آدمية، وصور غطاء هذه الأواني على شكل رؤوس الإلهة لحمايتها، وكانت تعرف باسم رءوس أبناء المعبود حورس الأربعة الذين كان من واجبهم حماية الأعضاء الداخلية للمتوفى.