نحو ثلاثة آلاف من المؤمنين من مختلف الكنائس الكاثوليكية في المملكة، أحيوا يوم الحج المسيحي إلى المزار المخصص للسيدة العذراء "سيدة الجبل" في بلدة عنجرة، بمحافظة عجلون، شمال الأردن، والذي يعد أحد المواقع الرئيسية المعتمدة من قبل الفاتيكان للحج منذ عام اليوبيل الكبير سنة 2000. وحيا مترئس الاحتفال المدبر الرسولي للبطريركية اللاتينية، رئيس الأساقفة بييرباتيستا بيتسابالا، الحضور القادم من مختلف مناطق المملكة، لإكرام السيدة العذراء، كما رفع شكره لكهنة وراهبات 'الكلمة المتجسد‘ على اهتمامهم بالرعية والمزار المريمي منذ سنوات. يذكر أن المزار "سيدة الجبل" قد أسسه الأب الراحل يوسف نعمات، من كهنة البطريركية اللاتينية، كتكريم للسيدة العذراء، وذلك بحسب التقاليد القديمة التي تفيد بمرور السيد المسيح وأمه في مغارة في تلال جلعاد في شرقي وادي الأردن. وألقى مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام الأب رفعت بدر عظة الاحتفال، وقال فيها: نجتمع أسرة واحدة متحدة نطلب نعمة السماء ومغفرة الخطايا والبركة لجميع الناس. كم جميل أن نكون حول مريم البتول، شاكرين لها على كل نعمها وعطاياها. كم جميل أن نتأمل بدعوة الملاك لها: 'لا تخافي يا مريم، ولا تسمحي للخوف أن يتغلل في نفسك‘. قالها الملاك لا تخافي، فاطمئنت مريم وطلّقت الخوف إلى الأبد. وأصبحت دائمًا تتأمل بأقول الرب بثقة وفرح وسرور ويقين. إن طمأنة الملاك لمريم هي طمأنة مريم اليوم لنا بأن لا نخاف أبدًا. مضيفًا: لا تخافوا، فالكلمة ليست للشرّ والخطيئة، وإنما للغلبة على الشيطان وأعوانه وكل من يتبعونه. ليست الكلمة للكراهية إنما للمحبّة. تقول مريم: 'لا تخافوا! فالحروب حولنا لن تدوم للأبد، بل ستشرق شمس العدل والسلام على منطقة الشرق التي مرّ بها ابني الحبيب يسوع. لا تخافوا يا أبنائي؛ فقد قالها الملاك لي يومًا، وأنا أقولها لكم اليوم. لا تخف أيها المريض فالشفاء قادم. لا تخف أيها الحزين فالعزاء قادم. لا تخافي أيتها العائلة فالرب كريم وقادر على مساعدتك، على تخطي الانقسام، وعلى أن تكوني دائمًا كنيسة بيتية. لا تخف أيها الطالب فالنجاح قادم. لا تخف أيها الفقير. لا تخف أيها القادم إلينا من سوريا والعراق الشقيقين. لا تخف أيها العاطل عن العمل، فإن محبة القريب لك لن تجفّ‘. مريم العذراء تقول لنا: أنا أم العمانوئيل، أنا أم الله معنا". وقال مدير المركز الكاثوليكي "نشكركِ يا مريم البتول على هذا الحج السنوي إلى هذا المزار التاريخي، الذي ابتدأ الحج إليه عام 1978، وها نحن نعيّد اليوم الأربعين لهذا الحج. نشكرها على محبتها للأردن الحبيب، وعلى المزارات المريمية التي شيدت في وطننا قديمًا وحديثًا. نشكرها على دموعها الدموية التي سكبتها في هذا المكان قبل ثماني سنوات. نشكرها على بكائها معنا ومن أجلنا، من أجل مغفرة الخطايا، ومن أجل السلام. نشكرها على باب الرحمة الذي فتح هنا في باب المزار في سنة يوبيل الرحمة، ووهب الانتعاش الروحي للعديد من الحجاج من داخل الأردن ومن خارجه. نشكرك يا مريم من أجل كهنة وراهبات الكلمة المتجسد، من أجل بيت الرجاء الذي تم الانتهاء منه هذا العام". يذكر أن المزار 'سيدة الجبل‘ قد أسسه الأب الراحل يوسف نعمات، من كهنة البطريركية اللاتينية، كتكريم للسيدة العذراء، وذلك بحسب التقاليد القديمة التي تفيد بمرور السيد المسيح وأمه في مغارة في تلال جلعاد في شرقي وادي الأردن.