عندما كنا أطفالا ويسألنا الكبار ماذا تريدون أن تصبحوا عندما تكبرون، كان الجواب دائما إما دكتور لأعالج المرضى، أو ضابط لأحمي الوطن، وكان أصحاب الطموح المادي يتمنون أن يصبحوا لاعبي كرة قدم، أو حتى فنانين مشهورين سواء مطرب أو ممثل، ومن كانت خيالها يجمح من الفتيات لاعتقادهن أنه عمل أسهل أو أسرع ثراءً، تتمنى أن تصبح راقصة، أما الآن لم يعد حلم الشباب أي من هذه المهن أو أن يكون مثل نجيب محفوظ أو أحمد زويل أو طه حسين، بل الجميع أصبحوا يحلمون أن يصبحوا نشطاء سياسيين، رغم أنها في الأساس عمل تطوعي، إلا أنهم يعتقدون أنه الطريق الأسهل والأسرع للشهرة والثراء وامتلاك النفوذ ، ويتبادر إلى ذهنهم ما يملكه النشطاء من حريات وثراء أصبحوا فيه نتيجة عملهم في السياسة، والشهرة، فأحدهم سرقت سيارته فتحدث مع وزير الداخلية فعادت سيارته في غضون 24 ساعة، وفي نفس الوقت لو تعرض أي مواطن آخر للقتل من بلطجي ربما لن يجد حتى سيارة إسعاف.