عقوبة تصل ل مليون جنيه.. احذر من إتلاف منشآت نقل وتوزيع الكهرباء    عاجل - آخر تحديث.. سعر الدولار اليوم في مصر.. الأخضر يسجل 47.48 جنيه    ارتفاع سعر الفراخ البيضاء والبيض الأبيض والأحمر بالأسواق اليوم الأحد 9 يونيو 2024    يربط ب"طريق مصر أسيوط الزراعي".. صورة ترصد تطوير طريق أبو ربع في البدرشين بالجيزة    زراعة القاهرة تحصل على شهادة الأيزو لجودة المؤسسات التعليمية.. وعميد الكلية: جهد جماعي    هل يتكرر تخفيف الأحمال لمدة 3 ساعات مرة أخرى؟.. متحدث البترول يوضح    عاجل - أخبار فلسطين.. طائرات الاحتلال تقصف منزلا في النصيرات وإصابات برصاص المسيّرات الإسرائيلية وسط غزة    الولايات المتحدة وفرنسا تقدمان خارطة طريق لرؤيتهما حول القضايا الملحة في العالم    عاجل - "نيويورك تايمز" تفضح بايدن بشأن ما يحدث من الاحتلال في غزة: "قنبلة أمريكية صغيرة تقتل العشرات"    عائلة الضابط الإسرائيلي القتيل بالنصيرات ترفض حضور بن غفير لجنازته    أيمن موكا: الجونة لم يبلغني بمفاوضات الزمالك ولم أوقع    مدرب حراس المنتخب: مصطفى شوبير حارس متميز وشخصيته في الملعب أقوى من والده    ياسر إدريس : لا ينقصنا لاستضافة الأولمبياد سوى إدارة الملف (فيديو)    لأول مرة.. عدلي القيعي يكشف سبب ضم إمام عاشور رغم إهانة رموز الأهلي    عاجل.. انفراجة جديدة في مفاوضات بن شرقي وحقيقة عرضين الخليج ل "الأخطبوط"    رئيس مكافحة المنشطات يكشف آخر تطورات أزمة رمضان صبحي    منتخب إسبانيا يكتسح أيرلندا الشمالية بخماسية قبل يورو 2024    تصفيات مؤهلة لكأس العالم.. مواعيد مباريات اليوم والقنوات الناقلة    انخفاض طفيف فى درجات الحرارة.. الأرصاد تعلن حالة الطقس اليوم الأحد 9 يونيو 2024    موجة حارة جديدة تضرب البلاد الثلاثاء.. هل تستمر حتى عيد الأضحى؟    ننشر أوائل الشهادة الابتدائية بمنطقة الوادي الجديد الأزهرية    علم بعلاقتها مع آخرين.. اعترافات قاتل عشيقته ب13 طعنة في الخليفة    عمرو أديب: ما يحدث في أسوان كارثة طبيعية... استثنوها من تخفيف الأحمال    عاجل..ليلي عبد اللطيف: عودة ياسمين عبد العزيز وأحمد العوضي في عمل فني    تعليق غريب وصادم من عارفة عبد الرسول على واقعة عمرو دياب..ماذا قالت؟    ما هي أيام التشريق 2024.. وهل يجوز صيامها؟    دعاء ثالث ليالي العشر من ذي الحجة.. اللهم بشرنا بالفرح    وزير الصحة يتفقد مستشفى رأس الحكمة والضبعة المركزي بمحافظة مطروح    وكيل صحة الإسماعيلية تتفقد انتظام سير العمل بعيادة الجلدية ووحدة طوسون الصحية    مع عودة البنوك.. سعر الدولار مقابل الجنيه والعملات العربية والأجنبية الأحد 9 يونيو 2024    استقرار سعر الحديد والاسمنت بسوق مواد البناء اليوم الاحد 9 يونيو 2024    أول تعليق من شقيق صاحب واقعة الصفع من عمرو دياب: إحنا صعايدة وهناخد حقنا بالقانون    ليلى عبداللطيف تكشف حقيقة توقعها بأن أول يوم عيد الأضحى سيكون حزينًا جدًا على مصر (فيديو)    السعودية تبعد 300 ألف شخص من مكة لعدم حملهم تصاريح الحج    قومي حقوق الإنسان يكرم مسلسل بدون سابق إنذار (صور)    انتصار ومحمد محمود يرقصان بحفل قومي حقوق الإنسان    «تخلص منه فورًا».. تحذير لأصحاب هواتف آيفون القديمة «قائمة الموت» (صور)    وزير الصحة يوجه بسرعة توفير جهاز مناظير بمستشفى الضبعة المركزي    تشيس أوليفر.. أصغر مرشح لرئاسة أمريكا ينتقد ترامب وبايدن وحرب غزة    وزير التعليم الفلسطيني: تدمير 75% من جامعاتنا والمدارس أصبحت مراكز للإيواء    حظك اليوم برج العذراء الأحد 9-6-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    حظك اليوم برج الميزان الأحد 9-6-2024 مهنيا وعاطفيا    وزيرة الثقافة تُعلن انطلاق الدورة السادسة من«مواسم نجوم المسرح الجامعي» وتُكرم عددًا من نجومه    إصابة 6 أشخاص إثر تصادم سيارة مع تروسيكل فى القنطرة غرب بالإسماعيلية    تحرير 40 مخالفة تموينية فى حملة على المخابز والمحال والأسواق بالإسماعيلية    الصومال: مقتل 47 إرهابيا خلال عملية عسكرية بمحافظة جلجدود    ليلى عبداللطيف تكشف لأول مرة حقيقة توقعها سقوط طائرة الرئيس الإيراني (فيديو)    أهم الأخبار العالمية والعربية حتى منتصف الليل.. حماس: مقتل عدد من المحتجزين الإسرائيليين بالنصيرات.. استقالة 8 مسئولين أمريكيين احتجاجا على سياسة بايدن بشأن غزة.. وروسيا: العالم العربى يحترم حقوق الإنسان    هل بدأت إثيوبيا في توليد الكهرباء من سد النهضة؟.. عباس شراقي يُجيب    جامعة المنوفية تشارك في مبادرات "تحالف وتنمية" و"أنت الحياة" بقوافل تنموية شاملة    فضل صيام العشر من ذي الحجة 1445.. والأعمال المستحبة فيها    وكيل صحة الشرقية يتفقد سير العمل بمستشفى أبو كبير المركزي    أسماء أوائل الشهادة الابتدائية الأزهرية بشمال سيناء    رئيس الوزراء يتابع جهود منظومة الشكاوى الحكومية الموحدة خلال مايو 2024    وزير الأوقاف: الأدب مع سيدنا رسول الله يقتضي الأدب مع سنته    العمل: تشريع لحماية العمالة المنزلية.. ودورات تدريبية للتعريف بمبادئ «الحريات النقابية»    «الإفتاء» توضح فضل صيام عرفة    صور.. بيان عاجل من التعليم بشأن نتيجة مسابقة شغل 11114 وظيفة معلم مساعد فصل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إقرأ في نيويورك تايمز: إعلام الدولة يعلن الحرب على مرسى
نشر في التحرير يوم 15 - 07 - 2012


إعلام الدولة يعلن الحرب على مرسى
ديفيد كيركباتريك
ترجمة: سارة حسين
وسائل الإعلام الإخبارية التابعة للدولة، التى تعتبر المؤرخ الإخبارى التقليدى للرئيس، فى حرب مع الرئيس الجديد. وللتأكد، القنوات والصحف الحكومية هنا تبدو مستمرة فى الاحتفاء بالرئيس محمد مرسى من جماعة الإخوان المسلمين، كأول رئيس مصرى منتخب بطريقة ديمقراطية، وهو أيضا الموقف الرسمى لكبار جنرالات مصر الذين تسلّموا السلطة بعد الإطاحة بحسنى مبارك، وهم الآن يصرّون على أن تنصيب مرسى وفاء بوعدهم بديمقراطية مدنية.
لكن مع تحرك السيد مرسى هذا الأسبوع فى تحد للجنرالات، سرعان ما تحالف إعلام الدولة مع الجنرالات، بإصرار على إضعاف صورة الرئيس الجديد، فى الوقت الذى يكرمونه فيه ظاهريًّا بسبب توليه المنصب. هذه النتيجة المتناقضة، وضّحت مَن لا يزال ممسكًا بالسلطة الحقيقية فى ما يتعلق بالبيروقراطية المصرية.
يوم الثلاثاء، على سبيل المثال، أعاد السيد مرسى البرلمان الذى تم انتخابه بطريقة ديمقراطية وقام الجنرالات بحله بموجب حكم سريع من المحكمة. لكن لم يتضمن العنوان الرئيسى لصحيفة «الأهرام» سوى بيان الجنرالات الحاكمين: «القوات المسلحة تنتمى إلى الشعب وستظل بجوار الدستورية والشرعية».
وركز المقال الوحيد فى الصفحة الأولى على قرار السيد مرسى بإعادة البرلمان، ملقية باللوم عليه فى هبوط سوق البورصة المصرية. كما أظهرت الصورة فى الصفحة الأولى أيضا الرئيس بجوار المشير محمد حسين طنطاوى -مرسى كان قصيرًا بشكل ملحوظ.
فى الوقت الذى أجرت فيه القنوات الإخبارية الخاصة مقابلات مع النواب المتمردين الذين تركوا البرلمان، انشغلت الشبكة الإعلامية الأساسية بعرض أفلام وثائقية، بما فى ذلك إحياء الذكرى السنوية لشرطة مصر السرية.
حملة إعلام الدولة ضد مرسى هى جزء من الصراع المُربك على السلطة فى الشوارع، والمحاكم، والغرف الخلفية، التى شلّت جميعا الحكومة المصرية. وباقتصادها المتعثر، وعملتها التى تواجه خطر الانهيار، تعتبر مصر فى حاجة ماسة إلى حكومة مستقرة يمكنها تقديم التزامات موثوقة للمقرضين، بدءًا بصندوق النقد الدولى، لكن مع المواجهة المستمرة بين الرئيس مرسى والجنرالات، لا يوجد شخص واحد تقريبًا يمكنه تأكيد مَن الشخص المسؤول.
امتدت الحرب الهجومية داخل إعلام الدولة المصرية ضد الرئيس إلى زيارة مخططة عطلة هذا الأسبوع لوزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون. وأخذت تشدد «الأهرام» طيلة الأسبوع أن واشنطن منقسمة وحذرة من أول رئيس من الإخوان المسلمين، الجماعة الإسلامية التى طالما كانت منتقدة لإسرائيل والغرب.
لكن الصفحة الأولى من نسختها الإنجليزية الأسبوعية اتخذت سبيلًا معاكسًا، لإضعاف الرئيس من خلال وصفه بأنه أصبح «عسكرى شطرنج» بالنسبة إلى واشنطن، وعلى الرغم من الحدس القوى، أسهمت نظرية المؤامرة هذه فى عدم الثقة الشعبية العميقة هنا حول الولايات الأمريكية.
اقتبست «الأهرام ويكلى» عن ضياء رشوان من مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، قوله إن قرار مرسى بإعادة البرلمان «كان بهدف بعث رسالة إلى العسكر والسلطات الأخرى، محذرا أياهم بأن الأمريكيين يريدون أن يتسلم السلطات كاملة، وأنهم مستعدون لحمايته حتى يحقق أهدافه».
وأشار التقرير إلى أن السيد مرسى أصدر الأمر بعد فترة قصيرة من لقائه مع نائب وزير الخارجية الأمريكية ويليام بيرنز، حتى إن الصحيفة اقتبست عن المرشح اليسارى الرئاسى السابق أبو العز الحريرى، اعتقاده أن الولايات المتحدة كانت تأمل فى استغلال تأسيس دولة إسلامية ليكون سببًا للغزو.
عماد شاهين أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية فى القاهرة، قال إن هجمات إعلام الدولة على الرئيس جعلت الموقف واضحًا جدًا: السيد مرسى يمثل تهديدا مزدوجا كونه الرئيس المدنى الأول، والرئيس الإسلامى الأول. يضيف السيد شاهين: «هذه حملة مدروسة ومنسقة بشكل جيد لهز صورة مرسى، وضمان فشله وإحباط الصورة».
أحمد أبو بركة، محام من الإخوان المسلمين، قال المسألة كانت أعمق من الانحياز. مضيفا أنه «مرض غير قابل للشفاء منه فى وسائل الإعلام التابعة للدولة، ويحتاج إلى جراحة»، ملقيا باللوم على 60 عاما من ترديد أيديولوجية الديكتاتورية العلمانية.
تقول تغريد وافى، مخرجة فى تليفزيون الدولة، إنها وزملاءها فى «حيرة»، وتضيف «لا يعلمون من الشخص المسؤول»، مشيرة إلى إرخاء الجنرالات قبضتهم على وسائل الإعلام الإخبارية منذ انتخاب مرسى. قالت إنها تمكنت للمرة الأولى من إجراء مقابلات مع نشطاء انتقدوا العسكر بخصوص المحاكمات العسكرية للمدنيين، كما أضافت «أعرف أنه لا يمكننا العمل وحدنا، نحتاج إلى موافقة على ضيوفنا».
«أعتقد أن هذا أشبه بالفترة بعد الثورة مباشرة، حينما كان لا يفهم أى شخص أى شىء وكنا نقدم أى شىء نرغب فيه، لكن عندما تولى العسكر السيطرة على المبنى، أصبح من المحظور ذكر العسكر، إذا قمت بشىء كهذا، ربما يطلق عليك أنك تعمل وفقًا أجندة ذات دوافع خفية»، حسب وافى.
لكنها أقرت أيضا أنها وكثيرًا من زملائها لا يثقون فى خلفية الرئيس مرسى فى الإخوان المسلمين، قائلة «ربما فى المستقبل يتم اتهام أى شخص يتحدث عن الإخوان، بأنه أجندة أيضًا».
آخرون من العاملين فى إعلام الدولة متمسكون بصف الجنرالات الذين أصبح الرئيس مرسى رئيسهم الجديد.
يقول أسامة عبد العزيز مدير تحرير ب«الأهرام»: «انتخب الرئيس من قبل العامة، ومن الطبيعى أن يكون الشخص المتمتع بالسلطة»، لكنه أقر أن السيد مرسى لم يتسلم كل سلطاته بسبب الإعلان العسكرى الأخير الذى يمنحهم السلطة التشريعية والميزانية. ويصر على أن «الأهرام» لم تعد «صحيفة ذات قارئ واحد» -الرئيس مبارك، لكنها ترسل الآن مراسليها إلى الخارج لتغطية الأخبار بصدق.
ميت رومنى: من أين لك هذا؟
بول كروجمان
ترجمة: محمود حسام
يحكى أن رجلا ثريا اسمه رومنى ترشح لمنصب الرئاسة. كان بمقدوره أن يزعم، بكل الإنصاف، أن ثروته جاءت بطريق مشروع، وأنه فى الواقع بذل كثير لخلق وظائف جيدة للعمال الأمريكيين. ومع هذا، فالشعب أراد -وله العذر- أن يعرف كيف أصبح الرجل بهذا الثراء وما الذى فعله بثروته؛ وكان لزاما عليه أن يكشف معلومات وافية عن سجله المالى.
لكن هذا كان قبل 44 عاما. والتناقض بين جورج رومنى وابنه ميت -وهو تناقض فى الحياة العملية ورغبتهما فى أن يكشفا عن السجل المالى لكل منهما- يوضح بشكل دراماتيكى كيف تغيرت أمريكا.
يدور كثير من الجدل حاليا حول تحقيق استقصائى فى مجلة «فانيتى فير» يسلط الضوء على «المناطق الرمادية» فى السجل المالى لرومنى الابن. سأوافيك بمزيد عن هذا بعد دقيقة. مع هذا، دعنا نتحدث عما يعنيه أن يصبح المرء غنيا فى أمريكا التى عاش فيها جورج رومنى، وكيف نقارن هذا بالوضع اليوم.
ما الذى فعله جورج رومنى ليحقق ثروته؟ الإجابة مباشرة: أنه أدار شركة سيارات، هى «أمريكان موتورز». أدار الشركة بشكل جيد للغاية فى الواقع. انتقل رومنى فى وقت كان الثلاثة الكبار فى صناعة السيارات يركزون على السيارات الفارهة ويهملون المد الصاعد من الواردات، انتقل إلى تركيز ناجح للغاية على التعاقدات التى استعادت فرص الشركة، ناهيك بأنها وفرت وظائف لكثير من العمال الأمريكيين.
جعل هذا رومنى يحقق ثراء شخصيا أيضا. عرفنا ذلك لأنه خلال فترة ترشحه لمنصب الرئيس، كشف عن ما دفعه من ضرائب، ليس عن سنة واحدة أو سنتين، بل عن 12 سنة، موضحا أن سنة واحدة ربما تكون غير مجردة ضربة حظ. ومن تلك العوائد الضريبية نتعرف على أنجح أعوامه، وهو عام 1960، حيث ربح أكثر من 600 ألف دولار- ما يعادل نحو 5 ملايين دولار اليوم.
إن تلك العوائد الضريبية تكشف أيضا أنه دفع كثيرا من الضرائب -حيث دفع ما يوازى 36% من دخله فى 1960، و37% من دخله على مدار ال12 عاما. كان ذلك يرجع ضمن عدد من الأسباب -حسبما ما جاء فى أحد التقارير آنذاك- فإن جورج رومنى «نادرا ما استغل ثغرات للهروب من التزاماته الضريبية». لكن من بين الأسباب الأخرى أيضا أن الضرائب على الأغنياء كانت أعلى فى الخمسينيات والستينيات من القرن الماضى مقارنة بالوقت الحالى. وواقع الأمر أنه بمجرد أن تدرج التأثيرات المباشرة للضرائب على أرباح الشركات، فإنك تكتشف الضرائب على الأشخاص بالغى الثراء كانت نحو ضعف معدلات الضرائب المفروضة عليهم اليوم.
والآن نعود سريعا إلى رومنى الابن، الذى جمع أموالا أكثر فى أثناء عمله فى شركة «باين كابيتال» للاستثمارات المالية. وعلى خلاف والده، فإن رومنى مع هذا، لم يثر من خلال إنتاج ما أراده الناس؛ بل إنه حقق ثروته عبر هندسات مالية بدا فى كثير من الحالات أنها تركت العمال فى أوضاع أسوأ، وأدت إلى إفلاس شركات فى حالات أخرى.
والنقيض الآخر بين الرجلين، أن جورج رومنى كان شخصية منفتحة وصريحة عما يفعله بثروته، لكن ميت رومنى أحاط أموره المالية بسياج من السرية. كشف -على مضض- عن العوائد الضريبية عن سنة واحدة إضافة إلى تقدير عن الضرائب التى سيدفعها العام القادم، يظهر أنه دفع ضرائب بمعدل قليل بشكل مذهل. لكن مثلما يشير تقرير «فاينيتى فير»، فإننا ما زلنا بشكل كبير فى منطقة ظلامية حول استثماراته، وبعضها يبدو غامضا للغاية.
فكر فى الأمر على هذا النحو: هل وجد على الإطلاق مرشح رئاسى كبير كان لديه حساب بنكى بملايين الدولارات فى بنك سويسرىن، علاوة على عشرات الملايين التى يستثمرها فى بنك كايمان أيلاندز المشهور كملاذ للاختباء من الضرائب.
وهناك كذلك حساب التقاعد الفردى الخاص به. حسابات التقاعد الفردية من المفترض أن تكون أداة ادخار ذات امتيازات ضريبية بالنسبة إلى المدخرين من أبناء الطبقة الوسطى، حيث لا تتجاوز الإسهامات فيها عدة آلاف من الدولارات. لكن انتهى الحال برومنى إلى أن يفتح لنفسه حسابا من هذا النوع به ما يترواح ما بين 20 و101 مليون دولار.
هناك سبل مشروعة كان من الممكن أن يسلكها رومنى، تماما مثلما هناك أسباب مشروعة محتملة لتكديس مبالغ ضخمة فى ملاذات من الضرائب فى الخارج. لكننا لا نعرف أيا من تلك الأسباب تنطبق على حالة رومنى -لأنه رفض أن يكشف أى تفاصيل عن أموره المالية. إن هذا الرفض يرجح أنه ومستشاريه يعتقدون أن الناخبين يمكن أن يكونوا أقل احتمالا لأن يدعموه إذا عرفوا حقيقة استثماراته.
لهذا تحديدا لدى الناخبين الحق فى أن يعرفوا الحقيقة. إن الانتخابات تقوم، رغم كل شىء، على الشخصية المتصورة عن المرشحين، وما يفعله رجل بأمواله هو بالتأكيد من المفاتيح الهائلة لشخصيته.
إن ثمة شيئا آخر، وهو عن مدى امتلاك رومنى لسياسة متماسكة، فهى تتضمن خفض معدلات الضرائب على الأشخاص بالغى الثراء -التى هى بالفعل مثلما قلت، أقل بمقدار الضعف عن معدلات الضرائب فى زمن والده. وبالتأكيد فإن رجلا يدافع عن مثل تلك السياسات عليه التزام خاص بأن يكون صريحا مع الناخبين حول المدى الذى سيستفيد هو شخصيا به من السياسات التى يدافع عنها.
ومع هذا فمن الواضح أن هذا الأمر هو شىء لا يريد رومنى أن يفعله. وإذا لم يكشف حقيقة استثماراته، فإن بمقدورنا فقط أن نفترض أنه يخفى شيئا فى غاية الخطورة.
ثورات الربيع العربى تفضح الخلل فى أداء «الجنائية الدولية»
ليديا بولجرين
ترجمة: هند الغمرى
إذا أردنا معرفة طبيعة القضايا التى تنظرها المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق، فعلينا النظر إلى قضية الرئيس اليمنى المستبد الذى ظل متشبثًا بالسلطة، وفى سبيل ذلك وجّه رشاشات قواته الأمنية إلى وجه معارضيه العزّل؛ تاركًا خلفه المئات من القتلى وكثيرا من المشوهين.
لكن عندما سافرتْ توكل كرمان -الناشطة اليمنية الحاصلة على جائزة نوبل للسلام- إلى لاهاى؛ مطالبة الادعاء العام بالتحقيق فى القضية، تم إبلاغها أن المحكمة ستحتاج إلى الحصول على موافقة من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وهو ما لم يحدث حتى وقتنا هذا؛ ليظل على عبد الله صالح، الرئيس اليمنى السابق، ينعم بحياة مريحة فى العاصمة اليمنية ممارسًا نفوذه عليها.
الآن يتكرر المشهد مرة أخرى؛ حيث يواجه العالم أدلة متزايدة على الممارسات الوحشية التى ترتكبها حكومة الرئيس السورى بشار الأسد على نطاق واسع فى مواجهة المتمردين، إلا أن المؤشرات تشير إلى احتمالات إفلاته من المساءلة كما حدث مع صالح.
هذان الزعيمان لم يتعرّضا للمحاكمة لما لهما من حلفاء أقوياء؛ مما يؤكد النقد الموجَّه إلى هيئة المحكمة بأن لها أخطاء جسيمة، وهو أمر يمثل تهديدا بتقويض الإجماع الدولى -الهش- الذى تم إنشاء المحكمة بناءً على أساسه عام 2002، والقائل بأنه لا بد من إلقاء القبض على الرؤساء لمساءلتهم عن الجرائم التى ارتكبوها بحق شعوبهم.
إن الفشل فى اتخاذ إجراءات ضد بعض القادة الذين تصدى لهم الربيع العربى، يعزز من آراء المنتقدين الذين يرون أن المحكمة ما هى إلا مجرد مظهر آخر من مظاهر النظام العالمى غير الديمقراطى. لذا فالعدل المزعوم الذين يتحدثون عنه موجه فقط لحماية الزعماء المنبوذين مثل تشارلز تايلور (رئيس ليبيريا) ومجموعة من الزعماء الأفارقة القادمين من دول ضعيفة ومعهم أنصارهم الأقوياء القلائل.
فى هذا السياق، ذكر رامى نخلة الناشط السورى المنفى وعضو المجلس الوطنى؛ قائلًا: «لدينا شعور بأن العدل الدولى لا يتحقق بالقانون وإنما تتحكم فيه السياسات والظروف وفقًا للموقف ومدى أهمية هذا الشخص وبالتالى فهذا ليس عدلا حقيقيا».
منذ أن تأسست المحكمة الجنائية الدولية، بلغ عدد الدول الموقعة على قانون تأسيسها نحو 120 دولة متضمنة عديدا من الشعوب التى عانت من الممارسات الوحشية الشنيعة خلال القرن العشرين مثل: ألمانيا وبولندا وكمبوديا والكونغو وسيراليون والأرجنتين وكولومبيا.
واليوم أصبح الحلم الذى طال انتظاره أقرب ما يكون ليصبح حقيقة قائمة على أرض الواقع، ذلك الحلم بوجود محكمة ذات صلاحية قضائية مطلقة تسمح لها بمحاكمة مرتكبى الجرائم ضد الإنسانية أينما كانت.
تم حبس ثلاثة من القادة السابقين على ذمة التحقيقات من قِبل المحاكم الدولية بينما تمت إدانة آخر- تشارلز تايلور، الرئيس الليبيرى السابق- بارتكاب جرائم حرب. هذا وقد بدأت المحكمة الجنائية الدولية فى إجراء تحقيقات متعددة حول أسوأ الحرائق التى حدثت خلال العقد الماضى، كما أدانت أحد المتهمين وهو قائد عسكرى كونغولى بقتل صبية صغار.
وعلى مستوى الشرق الأوسط، وقّع عدد قليل من الدول على المعاهدة، بينما اعتمدت دول كثيرة على الروابط القوية التى تربطها بالدول الأعضاء فى مجلس الأمن فتشجع القادة المستبدون على الاستمرار فى تجاوزاتهم دون عقاب. الأمر الذى يهدد بتقويض الثقة بالنظام بأكمله.
بدأت المحكمة الجنائية الدولية فى تولى مهامها -منذ عقد مضى- فى ظل أجواء من تدنى التوقعات والدعم المحدود من القوى الكبرى فى العالم، حيث رفضت ثلاث دول من الدول الخمس أصحاب حق الفيتو بمجلس الأمن، وهى الولايات المتحدة وروسيا والصين أن تخضع لتشريعات المحكمة. على الرغم من ذلك، تحولت المحكمة لتصبح بمثابة المقياس بالنسبة إلى المطالبين بتحقيق العدالة بدرجة كبيرة حتى إن لاهاى أصبحت هى الوجهة الرئيسية التى يقصدها أى مستبد فى أى مكان. هذا وقد سمح مجلس الأمن للمحكمة الدولية بالتحقيق مع الرئيس السودانى، عمر البشير، الذى انتهى به الأمر ليصبح متهمًا بارتكاب جرائم حرب فى دارفور غير أن المحكمة لم تتمكن من إلقاء القبض عليه. وفى فبراير 2011، صوّت مجلس الأمن بالإجماع على مطالبة المحكمة الجنائية الدولية بالتحقيق مع الحكومة الليبية بقيادة العقيد معمر القذافى. وأصدرت المحكمة حكمًا قضائيا باتهامه وعدد من كبار المسؤولين فى إدارته على الرغم من أنه تم قتله فى ليبيا قبل أن يمثُل للمحاكمة.
فى ما عدا ذلك، لم تتخذ المحكمة الجنائية الدولية أى إجراء فى دول الثورات العربية الأخرى بسبب الروابط القوية التى تجمع هذه الدول والدول الحاملة لحق الفيتو بمجلس الأمن. فالبحرين واليمن كلاهما حليف قوى للولايات المتحدة الأمريكية التى لم توقع على معاهدة تأسيس المحكمة. وكذلك الأمر بالنسبة إلى روسيا والصين فكلتاهما غير موقعة على المعاهدة وتربطهما علاقات قوية مع الحكومة السورية؛ لذا يحولون دون أى محاولة لإحالة القضية إلى المحكمة
منح الصغار قدرا من السلطة يحولهم إلى أطفال سيئى التربية!!
ك ج دى لانتونيا
ترجمة: فاطمة عبد الفتاح
كم شخصا أرسل إليك مؤخرا مقال «مدللون جدا» لإليزابيث كولبرت الذى نشر بمجلة «نيويوركر»؟ وما عدد المرات التى ظهر فيها رابط المقال على صفحتك على «فيسبوك» (98000 ضغطة أعجبنى «لايك» حتى الآن)؟ وكيف تشعر حيال تربية أطفالك بعد قراءة هذا المقال، على افتراض أنك لا تزال نشطا فى لعبة تربية الأطفال؟
كتبت كولبرت أن الأطفال الأمريكيين المعاصرين هم الأطفال الأكثر فسادا وسوء تربية فى تاريخ العالم.
وأضافت «أن المسألة ليست فقط أنهم يحصلون على كم هائل وغير مسبوق للعديد من الأشياء، لكنهم أيضا منحوا قدرا غير مسبوق من السلطة، نحن لا نقول لهم لا أبدا، نربط لهم أحذيتهم، ونقوم بالأعمال المنزلية الخاصة بهم، وهكذا، حتى نهاية المقال (السيدة كولبرت تقول إنها هى أيضا ليست بريئة بأى حال من الأحوال من الإسهام فى هذا الفشل القومى فى تربية الأطفال).
ترك الأمور تنزلق هو دائما أسهل ما يمكن فعله، فى تربية الأبناء كما فى مجال الخدمات المصرفية، والتعليم العام وحماية البيئة، وعدم الانضباط واضح تماما هذه الأيام فى كل جوانب المجتمع الأمريكى. فلماذا ينبغى أن نهتم كثيرا بهذه المسألة؟، هذا هو واحد من الأسئلة التى نفكر بها ونحن نقوم بإخراج القمامة أو ربط الحذاء للأطفال».
ربما يكون رد الفعل لكل هذا الآن هى حركة تثاؤب جماعى مع عبارة «نعم، نعم، نحن نعلم» نحن جميعا آباء وأمهات سيئون، نحن نهتم كثيرا، إلا عندما نقضى الكثير من الوقت فى تبادل الرسائل النصية بينما نتجاهل أعز الناس لدينا (أطفالنا) وهم يهتفون «انظروا لنا، شاهدونا!» فى الحديقة. نحن (و نحن هنا تعنى الطبقة المتوسطة العليا بطبيعة الحال) نقوم بالواجبات نيابة عنهم، إلا أننا ندفعهم دفعا للقيام بالمزيد من الواجبات المدرسية الصعبة والكثيرة للوصول إلى الكلية.
ما زلت أشعر بالذعر فى كل مرة أقرأ مقالا مثل مقال السيدة كولبرت، أظل مستيقظة لساعات، متوجسة وأفكر. أولادى يقومون بتنظيف أطباقهم، ولكن أحدهم لا يزال ينسى وضع الأطباق فى غسالة الصحون. نعم هم يأخذون القمامة للخارج، ولكن ليس دائما دون تذمر. كما يمكنهم أن يمروا عبر مدينة ملاهى دون أن يطلبوا شراء الهدايا، ولكنهم ما زالوا يحدثون جلبة كبيرة عند النوم. هل ما نقوم به من أجل أولادنا كاف، أو ترانا نبالغ فى ما نفعله؟
الكتابات المتميزة فى كل المواضيع للسيدة كولبرت هى التى تدفعنى إلى قراءة، وإعادة قراءة، مقال «أطفال مدللون». وهى الأسباب التى دفعتنى إلى طلب شراء كتاب «الحياة المنزلية فى القرن الحادى والعشرين»، على الرغم من أننى بالفعل لدى إنفلونزا، بل هى أيضا الأسباب التى تجعل كتب «علموا أولادكم جيدا» و«تنظيف البيت» بجوار سريرى.
ففى كل مرة نعيد النظر نفعل الأشياء بشكل مختلف قليلا. فكل كتاب أشتريه أو مقال قرأته لا يعنى بالضرورة أن هناك خطأ ما ارتكبته وسأتوقف عن ارتكابه، بقدر ما يعنى المزيد من الوقت الذى قضيته فى التفكير فى كيفية الوصول إلى ما أريده أنا وزوجى فى تربية أطفالنا: فتربية أربعة أطفال ليكونوا على درجة من المرونة، قادرين على الاعتماد على أنفسهم، وليصبحوا فى المستقبل أشخاصا بالغين متواصلين وقادرين على تربية أطفالهم فى نهاية المطاف.
لذلك، حسنا، أجلبوا لى أطفالى المدللين (فى الواقع، فى هذه اللحظة، ثلاثة منهم بالإضافة إلى اثنين من أصدقائهم محتشدون فى الحديقة، فى انتظارى توصيلهم إلى حوض السباحة). سوف أتذكر، مرة أخرى، أن أعطيهم مصروفا حتى يتمكنوا من شراء الحلوى الخاصة بهم من مطعم الوجبات الخفيفة. وسوف أجعلهم يحملون الكراسى والحقيبة. وسأذكرهم أنه شىء يستحق التقدير والشكر أن يكون لديهم مكان يذهبون إليه للسباحة. وصباح الغد، عندما يكون الجو باردا، سنقوم برعاية حديقة الخضراوات معا.
ربما بحلول الشهر القادم، أو فى العام المقبل، قد أحتاج إلى كتاب آخر أو مقال لتذكيرى بفشل الجهود لدفعى إلى الذهاب إلى حيث ينبغى أن أكون. إلا أننى لا أشعر بالقلق، لأنه على الرغم من ذلك فعندما سأكون بحاجة إليها، فإنها ستكون هناك.
التحرر من أسر التليفزيون يطيل عمرك
هيلث داى
ترجمة: محمد عطية
أن تقلل كمية الوقت التى تقضيها فى مشاهدة التليفزيون جالسا يوميا، فهذا يعنى إضافة المزيد من السنوات إلى عمرك، هذا وفقا لدراسة صدرت حديثًا.
قام الباحثون بتحليل المعلومات والبيانات التى جاء بها مسح فحص الصحة والتغذية الوطنية الأمريكى (NHANES) فى الفترة ما بين 2005 /2006 و2009 /2010، لتحديد الفترة الزمنية التى يقضيها البالغون من الأمريكيين جالسين أمام شاشة التليفزيون يوميا.
وقاموا بدمج تلك البيانات فى نتائج دراسات أخرى، التى كانت تفحص الصلة بين الفترة التى يقضيها الأشخاص فى مشاهدة التليفزيون، وبين حالات الوفاة التى جاءت لأسباب مختلفة.
ووجد الباحثون ما أسموه علاقة سببية بين فترة المشاهدة والوفاة، مستنتجين أن تقليل البالغين لتلك الفترة لأقل من 3 ساعات يزيد من متوسط أعمارهم عامين إضافيين، مما يعنى أن تقليص زمن المشاهدة لأقل من ساعتين يوميا قد يطيل الحياة بمقدار عام وربع. هذه النتائج تم نشرها فى ال9 من يوليو على الموقع الإلكترونى لمجلة «بى إم چيه» (المجلة الطبية البريطانية والتى تصدرها نقابة الأطباء فى لندن).
«نتائج هذه الدراسة تؤكد أن إطالة الوقت فى مشاهدة التليفزيون ربما تقلل من متوسط عمر الشخص فى الولايات المتحدة الأمريكية»، هكذا أعلن الباحثون فى بيان صحفى نقلته المجلة الطبية.
الباحثون أضافوا أن الاستطلاع كشف عن قيام البالغين من الأمريكيين بأنشطتهم جالسين، وذلك بنسبة 55% من زمن اليوم، فى المتوسط، مما يعنى أن الغالبية العظمى من السكان تحتاج إلى تغييرات واسعة فى سلوكياتها لتحقيق تحسن ملحوظ فى متوسط أعمارهم.
عديد من الدراسات السابقة ربطت بين فترة مشاهدة التليفزيون وبين تدهور الحالة الصحية، والإصابة بأمراض السكر وأمراض القلب والسكتة الدماغية التى تؤدى إلى الوفاة.
الرغبة فى تناول الكربوهيدرات تسيطر على الجائعين
آناهاد أوكونور
ترجمة: سماح الخطيب
هل لديك عادة تخطى الوجبات فى أثناء اليوم؟ أثبتت دراسة جديدة أن الأشخاص الذين يجلسون لتناول الطعام بعد صيام ليلى أكثر احتمالًا لأن يتجاهلوا البروتينات والدهون والخضراوات فى مكونات غذائهم ويتوجهون مباشرة نحو الكربوهيدرات ذات السعرات الحرارية العالية والنشويات أولًا.
قد لا تكون هذه المعلومات مفاجئة بالنسبة إلى متبعى الحمية الغذائية لوقت طويل، أو أى شخص يفرط فى تناول المكرونة أو رقائق البطاطس على معدة خاوية. ولكن الدراسة كشفت أيضا عن بعض التفاصيل عن اختيارات الطعام والترتيب الذى نأكل به الأصناف المختلفة من الطعام. حين ننظر إلى فرصة تناول سلطة وصحن من شرائح البطاطس المقلية -مثلا- نجد أن الأشخاص الذين بدؤوا بتناول النشويات يلتهمون سعرات حرارية فى الوجبة أكثر ممن فعلوا عكس ذلك.
تحمل النتائج مضاعفات بالنسبة إلى الأشخاص المعتادين على تفويت الوجبات، إما بسبب زخم جداول أعمالهم أو لهدف متعمد لفقد الوزن. وفى أنحاء البلاد، يقول نحو 15% من البالغين إنهم قد صاموا لتخفيف الوزن، وعدد من الحميات الغذائية المشهورة تشجع على الصيام المتقطع.
آنر تال زميل أبحاث ما بعد الدكتوراه فى مختبر فود آند براند (معهد أبحاث غير ربحى) فى جامعة كورنيل، والباحث الذى ترأس الدراسة التى نشرت فى المجلة الطبية المتخصصة أركايفز أوف إنترنال ميديسين، قال: «أعتقد أن هذا يؤكد أهمية التحكم فى ظروفك بقدر أصناف الطعام التى تتعرض لها عندما تكون جائعًا والكمية التى يمكنك الحصول عليها من تلك الأصناف». وأضاف «لأنه بخلاف ذلك، ستتجه بغفلة لاختيار الأطعمة الأقل صحية لك». أدرك تال وزملاؤه من البحث السابق أن الجوع يؤثر على اختيارات الطعام. بعد تفويت وجبة أو اثنتين، يستهلك الأشخاص سعرات حرارية أكثر مما قد يستهلكوا حين يُمنحوا أخيرا الفرصة للأكل. أظهرت الدراسات أيضا أن الأغذية عالية السعرات تبعث بطاقة أكبر إلى مراكز الاستقبال فى المخ عندما يتناول الناس تلك الأغذية بعد تفويت وجبة الفطور.
لكن أراد الباحثون أن يعرفوا إذا ما كان الجوع -بالإضافة إلى التسبب فى حرق أكبر للسعرات الحرارية- قد يكون سببا كذلك فى انجذاب الأشخاص نحو أصناف معينة من الطعام حين تكون لديهم اختيارات متنوعة. ولاكتشاف ذلك، قاموا بتجنيد 128 طالبًا من طلاب جامعة كورنيل، وتم تقسيمهم إلى مجموعتين.
وطُلب من إحدى المجموعتين أن تصوم لمدة 18 ساعة -بدءًا من الساعة السادسة مساء- ثم تأتى فى اليوم الثانى لتناول غداء يختارونه بأنفسهم. أما المجموعة الثانية -التى تأخذ دور المجموعة المتحكمة- لم تصم الليلة السابقة.
قال تال «لا نريد أن نفعل شيئا مبالغا فيه»، وأضاف «لا يختار الناس عادة الصيام الذى يستمر لأيام، لكنى مررت بأيام كنت مشغولًا فيها ولم أتناول أى شىء حقًا حتى المساء، لذلك كانت وجبتى الأخيرة هى وجبة الليلة السابقة. اعتقدنا أن هذا قد يتطابق بشكل أكبر مع حياة الناس اليومية».
على مدى 12 وجبة غداء فى أيام الأسبوع، حلل الباحثون شخصيات الطلاب عند وصولهم إلى طاولة الغداء. كانت موضوعات البحث عن اختيارهم للنشويات متضمنة أقراص الخبز والبطاطس المقلية، بالإضافة إلى الخضراوات والمشروبات والبروتينات كالدجاج والجبن. ولمنع تأثير امتحان الأغذية على النتائج، أعاد الباحثون ترتيب الأشياء فى كل وجبة. قاموا أيضا بقياس الكميات التى قدمتها موضوعات البحث مستخدمين الموازين المدمجة فى الطاولات.
وكما اتضح، فإن هؤلاء الطلاب فى المجموعة التى صامت كانوا أكثر احتمالا لبدء وجباتهم بالنشويات، حيث تناولوا الخبز أو شرائح البطاطس المقلية قبل أى شىء آخر بثلث الوقت تقريبًا، مقابل أكثر من 10% من الوقت مع المجموعة المتحكمة. كان الطلاب الذين صاموا أيضا أقل احتمالا لتناول الخضراوات أولًا. ربعهم فقط فعل ذلك، مقابل نصف الأشخاص تقريبًا فى المجموعة المتحكمة.
كتب الباحثون «على نحو مهم، فبدء وجبتهم بطعام معين دفع كل المشاركين لاستهلاك سعرات حرارية أكثر بنسبة 46.7% مقارنة بالأطعمة الأخرى». اكتشفوا أيضا أن الأشخاص الذين اختاروا أن لا يأكلوا الخضراوات أولًا استهلكوا 20% أقل ممن سبق ذكرهم. أما هؤلاء الذين توجّهوا مباشرة نحو النشويات تناولوا فى النهاية نحو 20% من السعرات الحرارية أكثر من كل زملائهم، وأشار تال قائلا «هذا يظهر أن ما تختار تناوله أولا أمر مهم حين يتعلق الأمر بكم الطعام الذى تتناوله فى النهاية».
خمّن تال أن الجوع يطلق الرغبة فى تناول الكربوهيدرات بسبب ميول الجسم لزيادة كفاءته، وقال «إنها مصدر أعلى وأسرع للطاقة. فأنت تزيد السعرات لكل مرة أساسًا، لذا فأنت تعيد ملء النقص عندك بشكل أسرع».
بالنسبة إلى متبعى الحمية الغذائية المنتظمة والأشخاص الذين كثيرًا ما يجدون أنفسهم جائعين بشدة بعد تفويت الوجبات، فقد قال تال إن الدرس هو أن يبقوا الأطعمة عالية السعرات بعيدة عن متناول أيديهم، أو على الأقل أن لا يجعلوها ظاهرة للعين فى رفوف خزانات المطبخ، لكنه أشار أيضا إلى أن النتائج قد تكون مفيدة للمستشفيات التى تتطلع لتقديم اختيارات غذائية أفضل للمرضى المحرومين من الطعام، بما أن الصيام ضرورى غالبا قبل العمليات والإجراءات الطبية الأخرى.
ساعدوا صغاركم على قضاء صيف ملىء بالنشاط
هيلث داى
ترجمة: محمد عطية
إنه فصل الصيف، ورغم ما ينعم به الأطفال من راحة بعيدا عن الدراسة، فإن أولياء الأمور ملزَمون بملء حياة صغارهم بالنشاط فى هذا الطقس الحار.
الأكاديمية الأمريكية للتغذية وعلومها قدمت عدة اقتراحات تساعد فى قضاء الأطفال عطلة صيفية ممتعة وصحية:
* شجعا الصغار على زيارة أصدقائهم شخصيا، بدلا من التحدث معهم هاتفيا.
* أغلقا جهاز الكمبيوتر وألعاب الفيديو جيم، وادفعا أطفالكما إلى ألعاب رياضية خارج المنزل، كالتنس أو كرة القدم أو لعبة التسلق، أو التزلج.
* ألحقا الصغار بفرق رياضية أو سجلا أسماءهم لممارسة رياضة العدو أو السير 5 كيلومترات.
* ادفعا الأبناء إلى التطوع فى معسكر صيفى وأعمال النظافة وزراعة الحدائق وبناء المنازل الصغيرة الخاصة بالأطفال.
* على الوالدين الاعتناء بالصغار وتحمل مسؤولية ركوبهم الدراجات واصطحابهم للتنزه.
أبناؤك «حصن» لك ضد نزلات البرد
هيلث داى
ترجمة: سارة حسين
توصلت دراسة حديثة إلى أن الآباء أقل احتمالًا للإصابة بنزلات البرد مقارنة بالذين لم ينجبوا بعد، بغض النظر عن درجة المناعة التى يتمتعون بها بالأساس. يقول الباحثون إن «الاختلافات النفسية أو السلوكية بين الآباء وغير الآباء، ربما تساعد على تفسير النتائج التى توصلوا إليها».
وفقًا لمؤلفى التقرير ومن بينهم رودليسيشا سنيد من جامعة كارنيجى ميلون فى بتسبرج (مدينة فى ولاية بنسيلفانيا بالولايات المتحدة الأمريكية): «وجدنا أن الآباء أقل احتمالًا للإصابة بنزلات البرد بين الأفراد الأصحاء الذين تعرضوا إلى فيروس البرد».
فى ما يتعلق بالدراسة، اعتمد الباحثون على نتائج اختبارات 3 دراسات سابقة ضمت 795 متطوعًا من البالغين، وضعت لهم قطرة أنف تحتوى على فيروسات تسبب نزلات البرد، أو الانفلونزا.
بعد التعرض للفيروس، أصُيب نحو ثلث المشاركين بالبرد. وتوصلت الدراسة إلى أن الإصابة بالبرد كانت أقل بنسبة 52% بين الآباء مقارنة بالمتطوعين الذين ليس لديهم أبناء.
كان الآباء أقل احتمالًا للإصابة بالبرد بغض النظر عما إذا كانوا يتمتعون بمستويات وقائية من الأجسام المضادة، وفقا لما لاحظه مؤلفو الدراسة فى بيان صحفى لهم. ولم يكن للزواج تأثير على النتائج. لكن لم تكن مخاطر الإصابة بنزلات البرد أقل بالنسبة إلى الآباء الشباب، الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و23 عامًا.
يقول الباحثون إن العوامل النفسية والسلوكية ربما تكون قد لعبت دورًا فى النتائج التى توصلوا إليها فى الدراسة. كما أشار الباحثون أيضا إلى أن الأبوة ربما تعمل على تطوير نظام عوامل المناعة الذى يعمل استجابة للعدوى. لكن يحتاج الأمر إلى مزيد من البحث، كما قالوا، لشرح كيفية تأثير الأبوة على استجابة الجسم لنزلات البرد.
خلص باحثو الدراسة إلى أن نتائجهم على الرغم من كونها مثيرة، فإنها فتحت مجالًا لدراسات مستقبلية لمتابعة كيف ترتبط الخصائص المختلفة للأبوة (مثل عدد مرات التواصل مع الأبناء، ومدى جودة العلاقة بين الآباء والأبناء) بالصحة الجسمانية وكيف يمكن أن تكون الأبوة فاعلة جدًا للتأثير على الصحة الجسمانية.
لندن مدينة أشباح.. أهلها نَكِدون وغاضبون.. لكنهم ليسوا وقحين!
ترجمة: محمود حسام
لندن.. إذا كنت قد احتفظت بهذا المقال لزيارتك إلى لندن التى تخطط لها منذ وقت طويل، وتقرؤه الآن لتتعرف على هيثرو، فأنا آسف إذن. ربما لا تزال هناك لأن الطوابير عند قسم التحكم بجوازات السفر أصبحت غير مروضة. يقفون فى صفوف متعرجة تصل إلى مدارج الطائرات، أناس متجهمون، يكظمون غيظهم، غير قادرين على استعمال هواتفهم، وممنوعون من إظهار أى شىء سوى الطاعة التامة للأداة الباردة التى هى موظف الهجرة الذى يجلس على مكتبه على مسافة منهم.
وبينما تقف هناك، لساعات، تنظر إلى جماعتين (المواطنين البريطانيين والزوار) سوف تلاحظ شيئا، وهو شىء جيد، وحميمى وبه بعض العزاء. تبدو الجماعتان متشابهتين، لا فرق بينك وبيننا، لا فى اللون والعرق والملبس والتصرف. هؤلاء الذين يعيشون فى لندن ومن يزورونها متشابهون تماما.
إذا كنت تريد أن ترى رجالا متصلبى الشفاه يرتدون قبعات لاعبى البولينج وأناسا وقحين من شرق لندن يضعون إبهامهم فى معاطفهم، فأنا آسف لك. هؤلاء لم يعودوا موجودين هنا. لا توجد مدينة تختلف الصورة المصدرة عنها بعيدا عن صورتها الصحيحة، أكثر من لندن، لذا فلنبدأ بما لن تجده. نحن جميعا نبحث عن أهل شرق لندن الصفيقين، والملوك المتلألئين وملِكاتهم، وبائعى الفاكهة المتجولين.
لن تجد فِرَق «سيكستيز سايكيديليا» ولا سيارات البيتلز فى شارع كارنابى. لا توجد عاهرات دون ال50 فى طريق الملك، والنادل الخشن صاحب الشارب لم يعد موجودا فى بلومسبيرى، ولا هارى بوتر فى منطقة «كينجز كروس». أصحاب رابطات العنق البيضاء الذين يدخنون السيجار خارج ملاهى بول مول، ليسوا هناك كذلك.
كثير من الصور المأخوذة عن لندن ليس موجودا فى الأساس. لم يكن هناك لندن ديكنز أو لندن شكسبير أو لندن الموضة. لندن الموجودة فى الأدبيات من الأفضل البحث عنها فى الكتب وفى المكتبات التاريخية مثل سوذيرانز الموجودة فى شارع ساكفيل ستريت.
لندن مدينة أشباح، تشعر بهم هنا. لا أشباح الناس فقط بل والحقب الزمنية المختلفة. أشباح الإمبراطورية، أو القصف أو الطاعون، أو الشبح الدخانى للحريق العظيم الذى أعطانا كنائس كريستوفر رين ومهد للمدينة الجورجية. يمكن للندن أن ترى الأموات، وتحتضنهم من قرب. إذا كانت نيويورك رجلا حكيما، وباريس سيدة فاتنة وروما راقصا محترفا وبرلين عما شريرا، فإن لندن سيدة عجوز تتكلم بهدوء ولديها الرؤية الثانية. لديها صَمَم طفيف ولا تستسيغ الحمقى.
أدرك أن لندن قد تكون عاصمة عظيمة، لكنها ليست جذابة جدا للناس. نحن لسنا ودودين. ليس معنى هذا أننا وقحون، مثل أهل باريس بغطرستهم السخيفة الواضحة، أو أن لنا عدم صبر النيويوركيين. اللندنيون فقط نَكِدون وغاضبون. أعتقد أننا نستيقظ من نومنا لنرتكب جرائم. وما كل أخلاق الإتيكيت الإنجليزى وكلمات «من فضلك» و«شكرا» المبالَغ فيها، سوى كمامة نضعها على أخلاقنا القصيرة. هناك على سبيل المثال عشرات التصريفات لكلمة «sorry»، لكن واحدا فقط منها يعنى «أنا أعتذر»!
لذا، ما لا يجب أن تتوقعه هو أن تصبح على وفاق مع أهل المدينة، أو تتوقع منهم أن يأخذوك فى أحضانهم، أو يدعوك لزيارة منزلهم، أو أن يشتروا لك مشروبا. ربما، بمحض الصدفة، لو كانوا فى موقف خطير، يصبحون بشكل بدائى متعاونين، لكن فى الأغلب سيتجاهولنك بتنهدات الغضب المنطلقة من أناس فى عجلة من أمرهم. عندما تتوه ستظل تائها.
التايمز هو سر لندن العظيم، إنه السبب الأول والأخير فى وجود لندن هنا، لكن الناس يقفون غير مبالين لأننا نحتفظ بذاكرة طويلة وأنوف أطول. والنهر هو أفضل السبل لترى المدينة. تنساب لندن وراءك كجيولوجيا بشرية. مشهد المدينة من أعلى على نحو خاص ليس باهرا، كباريس أو نيويورك، رغم أن بمقدورك أن تصعد إلى بريمورس هيل وهابمستيد هيث وتنظر إلى الخلف، وهو مشهد ساحر تصنعه المسافة. شاعرنا ويليام وردز وورث قال إن الأرض لم يكن بها شىء أجمل لتراه فى مشهد الصباح من جسر ويستمينيستر. لو بُعث وردز وورث بعد مئتى عام فلن يتعرف على هذا المشهد، لكنه لا يزال باهرا إلى حد كبير.
الأماكن الأقدم موجودة فى الشرق، برج لندن وحائط روما يشهدان على بداية المدينة. من جهة الشرق توجد المرافئ والطبقات العاملة، وما يعد الآن أكثر البقاع فى لندن حداثة ونضارة وأناقة. وكلما ازدادت المدينة ثراء، تتجه غربا، حيث مايفير وتشيلسى وكينسينجتون ونوتينجهيل، وغلب عليها الطابع الفيكتورى.
أشك بأن هناك أى شىء يمكن أن أقوله ليقنعك بأن أفضل السبل لترى تاور بريدج هو طابع بريد، وأن برج لندن صندوق ضخم باهت محتشد بأطفال المدارس، أو أن الأمر ذاته ينطبق على هارودز. لكن بينما يتعين تجنب اللندنيين الأحياء، فإنه يجب البحث عن الأموات منهم. كاتدرائية سانت بول هى أبرشية لندن، وهى أكبر مبنى منفصل فى بريطانيا، صممه كريستوفر رين. وهى رقيقة ومتحضرة ورشيدة وإنسانية، بل فيها كل شىء ليس موجودا فى اللندنيين. بها تحف لإم جيه دبليو تيرنر، دوق ويلينجتون، وبالطبع جون دون، الذى كان يقدم العظات فيها. وخلف الهيكل، توجد كنيسة تذكارية صغيرة، ونافذة زجاجية ملونة مهداة إلى أمريكا والمساعدة التى قدمتها للندن والأمة البريطانية فى الحرب العالمية الثانية.
دير ويستمينستر أبيى هو كنيسة الدولة العظيمة. يضم قبر المحارب المجهول، وكرسى التتويج، الذى من الغريب أنه مغطى بكتابات التلاميذ من مدارس ويستمينستر، وهناك ركن الشعراء.
نظرية «الأول هو الأفضل».. طريقك إلى الفشل
هيلث داى
ترجمة: إبتهال فؤاد
أظهرت دراسة حديثة، أنه عند اتخاذ القرارات السريعة، يميل الأشخاص إلى تفضيل الخيار الذى عرض عليهم أولاً.
وتوصل باحثون من كلية «هاس» لإدارة الأعمال فى جامعة كاليفورنيا، بيركلى، إلى أن هذه الفكرة تُطبق على كل شىء بدءا من اختيار الأشياء الموجودة على إحدى القوائم إلى اختيار الكلية واتخاذ القرارت التى تتعلق بأى المرشحين أفضل لتعيينه فى إحدى الوظائف، بما فى ذلك كيفية تسويق المنتجات للمستهلكين. تقول دانا كارنى، الباحثة المشاركة فى الدراسة وأستاذ مساعد فى الإدارة، فى بيان صحفى فى الجامعة: «ترتيب الأفراد المؤديين فى برامج المواهب مثل برنامج (أمريكان آيدول)، وترتيب الشركات المحتملة التى يوصى بها سماسرة البورصة، وترتيب خطابات القبول فى الكليات التى يتم تلقيها من قبل الطلبة المتقدمين للمرات الأولى لها وضع مميز». وتضيف «أظهرت أبحاثنا أن المديرين الموجودين فى الإدارة والتسويق -على سبيل المثال- ربما يرغبون فى تطوير استراتيجيات عملهم، مع العلم أن اللقاءات الأولى هى المفضلة لعملائهم أو المستهلكين». فى التجربة الأولى، طلب مما يزيد على 120 مشاركا لتقييم ثلاث مجموعات: فريقان. اثنان من مندوبى المبيعات من الرجال واثنان من مندوبى المبيعات من النساء، ومجموعة المشاركين. تم تقديم المشاركين للفريقين واحد تلو الآخر. وعلى الفور بعد أن تم تقديمهم، كان على المشاركين أن يختاروا أى المجموعتين عليهم أن ينضموا إليها. تم إخبار المشاركين فى ما بعد أنهم من المقرر أن يشتروا سيارة، ثم جرى تقديمهم إلى اثنين من مندوبى المبيعات، واحد تلو الآخر. وحينما سألوا عن أى شخص يرغبون فى شراء السيارة منه، فضل المشاركون دائما الشخص الأول الذى قدموا أنفسهم إليه. فى اختبار نظريتهم عن أفضلية المنتجات الاستهلاكية، سأل الباحثون ما يزيد على 200 راكب فى محطة القطار أن يختاروا بشكل سريع بين قطعتين متشابهتين من حلوى اللبان. مرة أخرى، عندما أجبروا على اتخاذ القرار على الفور، اختار معظم المشاركين اللبان الذى قدم إليهم أولا. لاختبار نظرية «الأول هو الأفضل» على القرارات الأكثر سلبية، طلب الباحثون من 31 مشاركا رؤية صور لوجهى اثنين من المجرمين فى عمر ال29 معروف عنهما أنهما ارتكبا نفس الجرائم العنيفة. وبعد رؤية الصور، طُلب منهم أن يقرروا من الذى يجب أن يحصل على إطلاق سراح مشروط، مرة أخرى، عند «التفكير السريع» حكم المشاركون أن الشخص الأول هو الشخص الأحق بإطلاق السراح المشروط.
وأوضح العلماء أنه فى المواقف التى يجب على الأشخاص أن يتخذوا قرارات سريعة، كانت تفضيلاتهم لا شعورية، وعلى الفور انساقوا وراء الاختيار الذى قدم إليهم أولا. على الرغم من أنه فى بعض الأحيان تكون الأسباب منطقية لأنهم يرغبون فى ما قدم إليهم أولا. إلا أن الدراسة قد توصلت إلى أن الاختيارات الأولى هى المفضلة حتى دون أن يكون هناك سبب وجيه لها.
كيف تحصل على إجازتك دون أن يستولى عليها العمل؟
آن فيلد
ترجمة: ابتهال فؤاد
أدرك شاد أوكلى منذ عامين مضيا، أنه يجب عليه تغيير الطريقة التى يحصل بها على إجازته، خوفا من عواقب انقطاعه عن العمل لفترة طويلة، بينما يقول أوكلى، رئيس شركة «تشارلز أريس»، إحدى شركات البحث التنفيذى بمدينة جرينبورج، نيويورك، إنه يقضى معظم الوقت فى أثناء إجازته على الهاتف أو على الكمبيوتر، محاولا اختلاس «بضعة لحظات من الاسترخاء» عندما يستطيع، والنتيجة عندما «حاولت القيام بالأمرين فى آن واحد، انتهى بى الأمر أن أقوم بالاثنين معا على نحو سيئ». يعرف أوكلى أن الأمر يحتاج إلى التخطيط للحصول على إجازة حقيقية. لذلك بدأ بالاعتماد بشكل أكبر على موظفيه ال30. فقد قام بإعداد وتدريب هؤلاء الموظفين الذين يعملون معه بانتظام على مهمات التوظيف، وقام بتسليم المسؤوليات بشكل جيد قبل مغادرته. وبدأ فى إخبار عملائه بأنه قد يكون بعيدا. الآن، وفقا لأوكلى، أصبح قادرا على الحصول على راحة حقيقية عندما يذهب فى إجازة مع زوجته وأطفاله الثلاثة. «إن لم تحصل على الراحة فستهلك من التعب، ولن تكون قادرا على تحقيق مستوى النجاح الذى تهدف إليه»، تقول ديبرا كوندرين، الحاصلة على درجة الدكتوراه فى علم النفس ومؤسّسة «مانهاتن للتدريب الإدارى» (Manhattan Business Coaching)، إحدى شركات التدريب التنفيذى، ومقرها فى نيويورك. ومن ناحية أخرى، تضيف بقولها، إن حصلت على استراحة، فمن المحتمل أن تعود منتعشا وأكثر قدرة على إدارة أعمالك. وهذا الدليل يقدم بعض الخطوات المقدمة من قبل أصحاب الشركات الذين تمكنوا من الحصول على إجازة حقيقية.
ابدأ بإعداد موظفيك
حتى يسير العمل على ما يرام وأنت بعيد يجب أن يكون موظفوك قادرين على اتخاذ القرارات الصحيحة. وهذا يتطلب التأكد من أن لديهم كل المعلومات التى يحتاجونها للقيام بعملهم – وربما أجزاء من عملك أنت أيضا. وعلى سبيل المثال، حينما يعمل أوكلى بانتظام مع كل موظف على كل مهمة بحث. فهو لديه ذلك الشخص الذى يتولى زمام الأمور لمدة أسبوع تقريبا قبل أن يغادر. ويتناقشون حول ما قد يحتاجه هذا الشخص للقيام به حينما يكون أوكلى بعيدا، والمعلومات الهامة عن كل مهمة وموقف قد يحدث. والأمر الأكثر أهميه، هو أنه يرفع يده عن العمل ويترك الأمر لموظفيه لمدة نصف ساعة أو ساعة أسبوعيا ليديروا الاجتماعات الهامة التى تتعلق بتحديثات العملاء، والتى يوفر فيها أوكلى بشكل عام استعراضا مفصلا لكل حالة مشروع (هو تقرير مفصل عن المشروع)- إحدى المهام التى اعتاد أن يعقدها حتى عندما يكون فى إجازة.
قم بإدارة توقعات العملاء
ربما يكون الأمر الأكثر إزعاجا من التخطيط للحصول على إجازة هو إخبار عملائك بأنك ستكون بعيدا. بالطبع، يجب عليك أن تتأكد من أنهم يفهمون أن العمل سيسير على نفس المستوى خلال غيابك. تقول ديبرا، «دعهم يعرفوا من الذى سيتولى الأمر فى أثناء غيابك وما المهام التى سيقومون بها وأنه يمكن لموظفيك الاتصال بك فى حالات الطوارئ».
خطط لإجازتك فى الأوقات التى يقل فيها ضغط العمل
إذا كان عملك موسميا أو هناك أسابيع يمكن التنبؤ بأنها أقل فى ما يتعلق بضغط العمل، فهذا غالبا أفضل وقت يمكنك فيه أن تحصل على إجازة. وعلى سبيل المثال، تخطط شافيتز، موظفة بإحدى الجامعات، لرحلاتها خلال الأشهر التى تكون أقل أهمية بالنسبة لعملائها المقيدين من طلبة الجامعة. وهذا يعنى عدم التخطيط لأى إجازة من شهر يوليو إلى يناير أو خلال أبريل، شهر ملء الاستمارات الذى يكثر فيه العمل، عندما تقوم الكليات بإبلاغ المتقدمين من الطلبة أنه قد تم قبولهم.
قم بوضع جدول زمنى
البعض من أصحاب الأعمال الصغيرة يستطيعون التوقف عن العمل وقطع الاتصال مع العمل المكتبى. فى كثير من الأحيان، ومع ذلك يخصصون وقتا محددا خلال اليوم لمراجعة البريد الإلكترونى أو إجراء المكالمات. تقوم شافيتز بقراءة بريدها الإلكترونى مرة واحدة فى الصباح ومرة فى المساء، وتقول، «يجعلنى هذا الأمر أفضل بكثير عندما أستطيع القيام به».
يقتطع أوكلى من وقته ساعتين فى الصباح، قبل أن يستيقظ أطفاله، لمتابعة العمل، ويقوم بإعلام موظفيه بخططه مقدما. والذين يقومون غالبا بتحديد وقت معه إذا كان لديهم تساؤلات أو غيرها من المسائل التى لا يمكنها الانتظار حتى عودته. والأهم من ذلك، بالنسبة إلى أوكلى، هو الالتزام بخطتك الخاصة. «من السهل عليك أن تقول، هيا نقوم بعمل جدول للاتصال فى وقت الظهيرة». يقول أوكلى «لكن لا يمكنك أن تترك العمل يتسلل ويستولى على إجازتك».
هل تخبرين أطفالك عن تعرُّضك للإساءة الجنسية فى الصغر؟
كيه دجيه ديل أنتونيا
ترجمة: سماح الخطيب
من أصعب الأمور التى تواجهكِ حين تصبحين أُمًّا، تلك الأسئلة التى غالبا ما تكون بلا جواب. أنت تصنعين اختياراتك، وبعدها تتمنين الأفضل، فأنت لا تستطيعين حقا معرفة الأمر «الصحيح» لفعله، أو ما إذا كان ما فعلتِه «صحيحا» حين قمتِ به.
ما حدث الأسبوع الماضى يندرج ضمن هذه الفئة الواسعة. عاشت السيدة كيه طفولة جائرة، وهى تحاول أن تقرر متى وكيف ستخبر أطفالها الصغار البالغين عن ماضيها من التعرض للاعتداء الجنسى. دعوتها لتخبرنى بمزيد من التفاصيل ولكنها فضلت أن لا تفعل قائلة إنه سيكون أمرا جيدا أن تتعرف خيارات الناس فى ظروف مختلفة، وأن تفكر فى ما مر به الآخرون من تجارب.
كانت النصيحة التى تكررت عبر معظم الإجابات هى أن كيه لا بد أن تكون متأكدة من أن أى قرار تتخذه، يضع فى الاعتبار احتياجات أطفالها لا احتياجاتها.
معظم القراء، سواء كانوا هم أنفسهم ضحايا للاعتداء، أو لهم والد/ة أخبرهم بذلك الجانب من ماضيه أو ماضيها، شعروا بأن الإفصاح عن الأمر عادة أفضل من إبقائه سرا. أما هؤلاء الذين عارضوهم فكانوا هم من شعروا بأنهم سيكونون مثقلين إن عرفوا كثيرا عن تاريخ والدهم أو والدتهم أو الظنون التى تتبع الكشف عن مثلك تلك الأشياء. كتبت آنجيلا كونفيدينشال: «تعرضت أمى للاعتداء الجنسى من قِبل أخيها، وللإيذاء الجسدى على يد أبيها. وكانت معرفة ما حدث لها، خاصة بعض الأجزاء المزعجة من القصة، قد أثقلت كاهلى منذ أن أخبرتنى. أبلغ من العمر 39 عاما، وليس الأمر أننى أريد دفن رأسى فى الرمال، ولكنى أتمنى أحيانا لو أننى لم أعرف».
حاولت أمى مؤخرا إخبارى بمزيد من التفاصيل عن الاعتداء الذى تعرضت له قائلة إنها اعتقدت أن ذلك قد يساعدنى فى فهمها بشكل أفضل. أخبرتها بأننى عرفت كل الأمور التى احتجت إلى أن أعرفها عنها، وتلك الأمور هى أنها أمى، وأنها صالحة وحنون وأننى أحبها كثيرا. كانت أمى متفهمة بما يكفى لتبقى الأمر عند هذا الحد ولتجنبنى مزيدا من الأسى. لهذا فأنا ممتنة لها وأحترمها لتقديم احتياجاتى على احتياجاتها الخاصة».
وكتبت كيه إتش تقول إنها احترمت قدرة أمها على إطلاعها على ماضيها من الإساءة المعنوية والجسدية التى تعرضت لها على يد والدتها، الأمر الذى ساعد كيه إتش أن تفهم تصرفات أمها وإحساسها بعدم الأمان، وقالت كيه إتش: «لكن أمى بدت كأنها تحتاج إلى أن تسمع منى إقرارا متواصلا بأنها تعرضت لسوء المعاملة. بدا كأنها تحتاج إلى تحويلى إلى معالجة مصغرة لنحقق فى علاقة الأم الخاصة بابنتها، كل الأمور التى لم تحظَ بها مع أمها، وهو دور لم أستطع ببساطة -ولم يجب- أن أشغله، على الرغم من أننى حاولت فعل ذلك فى بعض الأحيان. باختصار، نعم أخبريهم، فى السن المناسبة، ولكن لا تدعى الأمر يسيطر على علاقتك بأطفالك، فهم يستحقون علاة أبوية خالية قدر الإمكان من آثار الإساءة، وإن كنتِ لم تعيشى ذلك مع والديك». إذا كانت كيه تقرر إخبار أبنائها، فما قدمه لها القراء لا أعتقد أنها استطاعت إيجاده فى مكان آخر، حيث التنوع الواسع من الخبرات والحكايات التى يمكن أن تعلم منها كيف ومتى تخبرهم بحكايتها.
هناك إيمى التى قالت إن أمها لم تُخفِ الماضى قط، ولكنها جعلته «جزءا من الحديث»، فقد أخبرتنا باستمرار أنه «لا ينبغى لأحد أن يلمسنا بشكل غير لائق».
ديان لان تقوم ببطولة مسرحية «طائر الشباب الجميل» فى شيكاغو
ميلينا ريزيك
ترجمة: محمد عطية
تقوم الفنانة ديان لان بأداء دور نجمة هوليوودية تفقد بريقها السينمائى فى مسرحية للكاتب الأمريكى تينيسى ويليامز بعنوان «طائر الشباب الجميل»؛ حيث تمثل هذا الدور على مسرح «جوودمان» فى شيكاغو، وفقا لما أعلنه القائمون على المسرح الأربعاء.
ويلعب أمامها الفنان فين ويتروك دور «تشانس واين» شخصية «جيجولو» يبيع جسده للسيدات مقابل المال، فى العمل الذى يخرجه ديفيد كرومر.
فى وقت مبكر كان يستعد كرومر لإخراج هذا العمل على مسارح برودواى، على أن تسند أدوار البطولة إلى نيكول كيدمان وجيمس فرانكو؛ لكن الأمر لم يكتمل، وبذلك يتأهب كرومر لإطلالته الأولى له على مسرح «جوودمان».
لان عرفت بأدوارها الشهيرة فى فيلمى «Unfaithful»، و«Secretariat»، وستظهر قريبا فى دور والدة سوبرمان فى الفيلم الذى سيخرجه زاك سنايدر.
أما ويتروك، خريج مدرسة جوليارد (من أكبر المعاهد الأمريكية المتخصصة فى فنون الأداء كالغناء والرقص)، فقد لعب دور «هابى» فى النسخة الجديدة من رائعة الأديب الأمريكى آرثر ميللر «موت بائع متجول» التى حازت جائزة تونى لهذا الموسم.
ومن المقرر أن يبدأ عرض مسرحية «طائر الشباب الجميل» فى الفترة ما بين 15 سبتمبر و21 أكتوبر فى افتتاح موسم مسرح «جوودمان».
نعومة القطن هوس يجتاح عالم الموضة والأزياء
تشيلسى زالوبانى
ترجمة: ابتهال فؤاد
متى كانت آخر مرة تحققت فيها من نسيج ملابسك؟ وما عدد القطع المصنوعة من القطن الخالص بنسبة 100% لديك؟ خذ دقيقة لتقييم ما ترتديه، وستندهش بهذا الكم الذى تحتويه تلك الملابس من مزيج الألياف الصناعية المختلفة. لا عجب أننا كنا نتصبب عرقا فى الأسبوع الماضى (بعيدا عن موجة الحر).
وتقول مصممة الأزياء ماريا كورنيجو صاحبة متجر (Zero +Maria Cornejo) فى نيويورك: «لا يوجد شىء مثل القطن: فهو يتنفس، ويسطع ويجدد الهواء».
وتضيف بقولها، «بصفة عامة، وعلى الرغم أن كل القطع القطنية متوفرة بسهولة وبكميات كبيرة فى الماركات التجارية الأقل سعرا. فإنه من الصعب العثور عليها لدى المصممين». فعلا، محاولة العثور على أكثر من تى شيرت أو قميص مصنوعا من الخامات القطنية؛ يعد بمثابة التحدى.
ويقول ماكس أوسترويز صاحب متجر «سونو»، الذى لديه عديد من الفساتين القطنية متعددة الألوان وعليها خصم الوقت الحالى: «تضاعفت أسعار القطن تقريبا فى العام الماضى. وقد يؤدى هذا إلى انخفاض عدد الملابس القطنية فى الأسواق، كما كانت المطاحن أقل حماسا بشأن شراء الأوراق المالية»، ويضيف «لحسن الحظ، انخفضت الأسعار مرة أخرى بشكل معقول، وبناء عليه يجب أن تتوفر كثير من الملابس القطنية بحلول الربيع المقبل».
«غير مستعد للانتظار حتى ذلك الحين، ومن المحتمل أن تعانى من يوم حر آخر لهذا الصيف»، هكذا ذهبت مجلة «T (المعنية بأخبار الموضة والأزياء)» للبحث عن كل شىء مصنوع من القطن بدءا من ملابس عطلة نهاية الأسبوع التى تشبه بدلات القفز فى الهواء حتى ملابس النوم.
شقيقتان تفرقّهما الحياة ويجمعهما «يونيون سكوير»
إيه. كيو. سكوت
ترجمة: أحمد السمانى
فيلم «يونيون سكوير (ساحة الاتحاد)» رائعة نانسى سافوكا التى طال انتظارها، والتى عادت بها إلى عالم الأفلام الروائية، بقصة شقيقتين فرّقت بينهما الجغرافيا والمزاج والطبقية. الشقيقة الأولى التى ستقابلها هى لوسى (التى تؤدى دورها ميرا سورفينو)، متفجرة المشاعر والأحاسيس، والتى تحب أن تتسكع فى شوارع مانهاتن مستخدمة هاتفها الذكى، وهى تحتضن كلبها بالإضافة إلى قدر ضئيل من الأمتعة القليلة المحببة إليها. وبعد مجموعة من الرسائل النصية والمكالمات الهاتفية الغاضبة مع حبيبها وزوجها (الذى لم يظهر قط فى الفيلم، وسُمع بالكاد صوته) تقوم لوسى بجولة تسوُّق مبالَغ فيها من موسم التخفيضات فى شارع 14، وتصل لوسى إلى شقة أختها جينى (التى تؤدى دورها تامى بلانشارد).
يصعب القول إنها كانت موضع ترحيب من جينى، حيث لاقت استقبالا فاترا، والمشاهد يحتاج إلى فترة كى يفهم أن هناك رابطة دم بين المرأتين. ليس الأمر لمجرد أن لوسى شخصية فوضوية مزعجة، طويلة، شعرها أشقر، بينما شقيقتها جينى مختلفة تماما عنها فهى خجولة ذات شعر أسود كاحل، ولكن لأن جينى حاولت على ما يبدو مرة تلو الأخرى تفنيد أى أمر يمثل شيئا بالنسبة إلى شقيقتها.
لو أنصتَّ عن كثب، يمكنك أن تلاحظ إشاراتهم وتلميحاتهم عن خلفيتهما الطبقية، وأنهما من الطبقة العاملة فى برونكس (ضاحية فى نيويورك) من خلال صوت جينى الهامس لشقيقتها لوسى الممزوج بأصوات نفير السيارات فى إحدى الإشارات المرورية الكثيفة. جينى التى نشأت فى ولاية ماين، وتعمل رسامة كاريكاتير فى إحدى الصحف اليومية، وهى الفتاة الأنيقة واللبقة، عندما تتكلم لا يمكن لأحد أن يتصور أنها تحمل أيا من صفات شقيقتها.
كانت قد مرت ثلاث سنوات على آخر مرة التقت فيها جينى ولوسى، ولكن تفاصيل تلك القطيعة إلى حد ما لا تزال غامضة وقد تكون غير قابلة للتصديق أيضا، غير أن سافوكا، التى كتبت سيناريو العمل بمساعدة مارى توبلر، كانت أقل اهتماما من أن تعتصر عصارة فكرها وتعالج تلك السقطة الدرامية فى قصتها المحبوكة بإتقان، بدلا من أن تجعل شخصيات عملها تدور فى فلك وإطار ضيّق ملىء بالمشاعر المتناقضة والأحاسيس الجامحة.
بينما يقترب عيد الشكر، تبدأ الأسرار تتكشف، والأحقاد تنفث من الصدور، وتزيد الحاجة إلى احتساء قدر كبير من الفودكا التى تجعل الشخص فى حالة سكر بالغة، وبعض من هذا يحدث لأبطال العمل وهم بصحبة سارة (التى تؤدى دورها دافين روبن-فيجا)، الصديقة والجارة السابقة فى الحى القديم حيث كانت تقيم الشقيقتان، والتى تربطها علاقة أقوى بجينى أكثر من لوسى. وتجد أيضا خطيب جينى، بيل (مايك دويل) عريض الفكين وحسن التنشئة والمهذب، رغم كرمه فإنه يشعر بالحيرة إزاء تلك الاستضافة، وتشعر أيضا جينى بالخوف نوعا ما منه. وقد يكون هذا الخوف لمجرد أنها مرعوبة من أن تؤدى علاقتها الهشة والمفتعلة مع شقيقتها لتدمير علاقتها بخطيبها، علاوة على أنها تخشى من أن تحاول لوسى نفسها تحطيم تلك العلاقة.
لكن لوسى لم يكن يعنيها كل هذا فهى تعدّ لخطة أبسط من كل هذا، فهى خلقت حالة من الفوضى العارمة كانت فعالة فى أن تشتت أفكار أى شخص آخر أو تعميه عن وجود جينى، التى كانت قد كرست حياتها للحفاظ على أسلوب النظام واللياقة التى تحب أن تعيش فيه. شقة جينى المرتَّبة المنظمة -التى هى أيضا المقر الرئيسى لشركة الأطعمة الصحية التى تديرها مع بيل- ستجد أنها أشبه بمعبد للنظم والقواعد: ممنوع فيها ارتداء الأحذية، أو التدخين، أو أكل اللحوم داخلها، أو استخدام الصوت العالى الجهورى، أو المشاعر الفوضوية.
هذا هو ما جعل المكان يبدو أنه ليس مناسبا بما يكفى لشخصية مثل لوسى، والأمر ذاته كان بالنسبة إلى يونيون سكوير ذاته. سورفينو قدمت شخصية دافئة طبيعية مضحكة، وهو أمر نادرا ما نجد أحدا يجيده بهذا الإتقان على شاشات السينما فى السنوات الأخيرة، وصوتها العالى وأداؤها الصادق الصاخب قدم لنا مليودراما على نطاق واسع. سافوكا استغلت كل الإمكانيات بالمصادر المحدودة المتاحة لها، سواء بالفريق المساعد الضئيل، ومواقع التصوير القليلة، واضطرارها إلى استخدام كاميرات الديجيتال بدلا من كاميرات التصوير المعهودة.
أعمالها الثلاثة الأولى الرائعة: «الحب الحقيقى» 1989، و«الصراع العنيف» 1991، وفيلمها الرائع «قديسو المنزل» 1993، كانت أكثر أعمالها بساطة، حيث قدمت فيها خيالا خصبا متميزا، مستخدمة فيها إحساسا روائيا عاليا نحو شخصياتها والتفاصيل الدقيقة للعمل. لكن فيلم «يونيون سكوير» تشعر أنه يحمل ثراء العمل المسرحى، وتشعر أنها أُجبرت كثيرا على أن تنجزه فى وقت قصير، لكنها قدمت لنا عملا مليئا بالحيوية والتعاطف الواسع مع نساء غير متطابقات فى جوهرهن.
معلومات عن الفيلم:
إخراج: نانسى سافوكا. كتب السيناريو سافوكا ومارى توبلر. مدير التصوير ليزا ليونى. الموسيقى التصويرية: مادلين بايروكس.
مدة عرض الفيلم: ساعة و20 دقيقة.
الفيلم بطولة: ميرا سورفينو (لوسى)- تامى بلانشارد (جينى)- مايك دويل (بيل)- مايكل ريسبولى (نيك)- دافون روبن-فيجا (سارة)- باتى لوبون (لوسيا).
جونى ديب يعيد بريق ديزنى فى مهرجان «كوميك-كون»
بروكس بارنز
ترجمة: محمود حسام
سان دييجو: عادت شركة «ولت ديزنى ستوديوز» إلى مهرجان «كوميك-كون» المقام حاليًا فى مدينة «سان دييجو» الأمريكية، بعد غياب عام كامل بسؤال كبير يبحث عن إجابة: هل تعد مجموعة الأفلام القادمة من إنتاج الشركة من أفلام ال«لايف أكشن» نقطة تحول بالنسبة إليها؟
الإجابة بناء على العرض ورد فعل المشاهدين، تبدو بشكل كبير «نعم». كانت السنوات الأخيرة قاسية بالنسبة إلى أفلام اللايف أكشن التى تحمل اسم «ديزنى»، نتيجة لعدم استقرار الإدارة، وفشل ذريع لفيلم «جون كارتر» وما تبعه من تركيز من جانب وسائل إعلام لا تهدأ. لكن أحد المدراء نجح فى الاحتفاظ بموقعه فى الشركة وهو شون بايلى، رئيس الإنتاج بالشركة وهو يقدم فى هدوء أفلاما يبدو أن لها فرصا فى النجاح.
احتشد نحو 6 آلاف من عشاق «ديزنى» فى مركز مؤتمرات سان دييجو عصر الخميس فى أثناء عرض جذاب ورشيق لمجموعة الأفلام القادمة ل«ديزنى». تتضمن هذه الأفلام «Frankenweenie» وهو فيلم رسوم متحركة بالأبيض والأسود من إنتاج تيم بورتون وتدور أحداثه حول الجهود التى يبذلها صبى لبث الحياة فى كلبه، وكذلك فيلم Oz: The Great and Powerful من إنتاج سام رايمى، وهو جزء جديد من فيلم Wizard of Oz.
وربما ما كان يبعث بمزيد من الاطمئنان بالنسبة إلى السيد بايلى وفريقه، هو بشائر نجاح لفيلم «The Lone Ranger»، بطولة جونى ديب، الذى نال تصفيقا مطولا.
لكن ما زال أمام «ديزنى» طريق طويل، بالطبع. ألان هورن، رئيس «ولت ديزنى ستوديوز» الجديد، بدأ لتوه ترتيب خطوط التطوير فى الشرطة. لكن عرض «ديزنى» فى معرض كوميك -كون قدم نافذة على استراتيجية السيد بايلى: وهى رهانات أكبر مع موهبة أفضل. ويعنى هذا تقديم منتجين مثل السيد بورتون والسيد رايمى (المعروف بثلاثيته «سبايدرمان») وممثلون مثل ميشيل ويليامز وميلا كونيس (كلاهما شارك فى فيلم Oz).
وتتضمن الأفلام الأخرى التى ما زالت فى طور الإنتاج «Maleficent» بطولة النجمة أنجلينا جولى، و«إنقاذ السيد بانكس» وهو عمل درامى يقوم على سلسلة أفلام Mary Poppins إنتاج عام 1964، وينتظر أن يقوم ببطولته توم هانكس وإيما تومبسون.
والمخرج براد بيرد الذى انتقل بنجاح إلى أفلام اللايف أكشن العام الماضى من خلال فيلم «مهمة مستحيلة» من إنتاج شركة «باراماونت» من المرجح جدا أن يقدم عمله القادم مع شركة «ديزنى».
لم تشارك «ديزنى» فى نسخة العام الماضى من مهرجان «كوميك-كون»، ومن السهولة بمكان أن تفهم سبب ذلك الغياب، فعلى مدار الأعوام الأربعة الماضية، كانت صناعة «ديزنى ستوديوز» من أفلام اللايف أكشن تأتى إلى هذا المحفل الكبير بآمال عريضة، وتقدم نجوما وتنفق ببذخ على حيل تسويقية لتتعرض لانتكاسة بدرجة ما فى كل مرة.
فى 2007، كان العمل الرئيسى لديزنى فى مهرجان «كوميك-كون» هو «سجلات نارنيا: الأمير قزوين» (كان أداء الفيلم فى شباك التذاكر بمثابة خيبة أمل دفعت (ديزنى) إلى وقف إنتاج سلسلة «نارنيا»). فى 2008 كان فيلم «أمير فارس» بمثابة فشل آخر، وفى 2009 كان فيلم «كريسماس كارول» فشلا أكبر.
أما فى 2010 فجاءت «ديزنى» إلى المهرجان ب «Tron: Legacy»، وصادف نجاحا فجمع 400 مليون دولار من عائدات التذاكر ليس بإنجاز صغير، لكنه لم يؤد إلى نجاحات أخرى مما تسبب فى انتقادات إعلامية.
والعام الماضى لم تشارك «ديزنى» فى المهرجان أصلا، مفضلة أن تعرض فيلم «جون كارتر» فى «D23 Expo» وهو تجمع كل عامين لعشاق «ديزنى».
لهذا اكتسبت عودة «ديزنى» إلى المهرجان هنا يوم الخميس أهمية إضافية. ربما لا تكون «ديزنى» هى صاحبة الحضور الأكبر من الأفلام فى نسخة هذا العام (وساعدها من دون شك قرار شركات «فوكس القرن العشرين» و«باراماونت» و«يونيفرسال» بعدم المشاركة). إن «ديزنى» لم تعد بعرض كبير فحسب، بل إنها أعلنت عن اثنين من أفلامها القادمين هما «Frankenweenie» وفيلم أنيميشان بعنوان «Wreck-It Ralph»، وجاءت الإعلانات عبر مئات من اللوحات المضيئة فى شوارع وسط مدينة سان دييجو.
كان هناك ترويج لفيلم «Frankenweenie» الذى دارت أحاديث فى البداية عن إمكانية ترشيحه لجائزة الأوسكار (فى قسم أفضل أفلام الأنيميشن)، فى الطابق المخصص للعرض التجارى. وجذبت الصور والرسوم المأخوذة من الفيلم الذى جرى تصويره بتقنية ال«stop motion» صفوفا طويلة من الناس. وهذا ومن المقرر أن يقدم المهرجان عروضه فى عدة مدن فى أنحاء الولايات المتحدة قبل أن يزور فى النهاية 7 دول من بينها فرنسا واليابان والمكسيك.
وأفلام السيد بورتون تقدم صورا ساخرة لزملائه من أيام الدراسة الابتدائية فى بربانك، بولاية كاليفورنيا، وهى فترة كان من الواضح أنه عاش أزمة نفسية خلالها، حتى إنه قال لعدد من عشاق كتب الكوميكس إن السير على سلالم المدرسة يثير بداخله «ذكريات مروعة».
وبعدها سأله أحد المشاهدين عما إذا كانت لديه أحلام يستلهم منها أعماله، قال السيد بورتون إنه كانت لديه كوابيس عن مدرسة شبيهة بالمدرسة فى فيلم «Frankenweenie».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.