تحولت ولاية هاواي "أرخبيلية" الشكل والمكونة من 19 جزيرة رئيسية قابعة في المحيط الهادي من جنة إلى جحيم وذلك بعد أسبوعين من تصاعد نافورات من الحمم والغازات السامة من بركان كيلاويا الثائر. وعلى الرغم من أن ثورات بركان هاواي تعد الأكثر جاذبية للسياح كونها آمنة، إلا أنها في هذه المرة كانت مدمرة حيث تسببت في تدمير 37 منزلا ومنشآت أخرى في منطقة صغيرة في جنوب شرق الجزيرة وأجبرت نحو ألفي شخص على مغادرة منازلهم. وتستعد هاواي لتدفق المزيد من الحمم البركانية التي اعتادت عليها مع الثورات المتكررة للبركان الذي تحتضنه أرضها ومع تجدد ثورة البركان اضطر المئات للفرار من منازلهم في منتصف الليل والاحتماء في الأماكن الآمنة والملاجئ التي أعدت لإيوائهم للهروب من الرماد مع ارتفاع مستويات الغاز السام. وهاواي هي آخر الولايات التي انضمت إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية ولديها العديد الذي يميزها عن غيرها من الولايات فبالإضافة إلى احتلالها لآخر حد في الجنوب الأمريكي(أي أنه لا توجد ولاية أخرى تقع جنوبها)، تعد الولاية الوحيدة التي تقع بالكامل في المناطق الاستوائية..وهي واحدة من الولايتين اللتين تقعان خارج التواصل الجغرافي للولايات المتحدة مع ألاسكا كما أنها تعد الوحيدة التي تزداد مساحتها باستمرار بسبب النشاط البركاني وتدفق الحمم البركانية وبشكل خاص في جزيرة كيلاو. وغالبا ما تبدأ ثورات بركان هاواي بتكوين صدع في القشرة الأرضية تنبعث من خلاله ستارة من الحمم المتوهجة على شكل نافورات. وثوران فوهة بركان كيلاويا، الذي لا يعد من البراكين الشهيرة في العالم كونه من البراكين الساخنة، أحدثت من قبل أثناء ثورته في عام 1959 نافورة من الحمم بارتفاع 580 مترا مكونة مخروطا بطول 38 مترا، وهو نوع من أنواع الثوران البركاني حيث تتدفق الحمم من فتحة في قمة البركان بطريقة هادئة منخفضة المستوى وبشكل نموذجي. وتعتبر البراكين نوعا من أنواع التضاريس البرية أو البحرية التي تتميز عن غيرها من التضاريس بخروج مواد منصهرة حارة مصحوبة بغازات من أعماق القشرة الأرضية إلى سطحها عبر التشققات التي تسمح بخروج حمم اللافا أو الرماد، الأمر الذي يؤدي إلى ظهور أشكال أرضية جديدة كالتلال المخروطية أو الجبال البركانية عندما تبرد الحمم البركانية وتتشكل الصخور وقشرة أرضية جديدة ولهذا تعتبر البراكين وسيلة طبيعية للتخلص من حرارة الأرض وضغطها الداخلي وتحقيق التبريد. وبالرغم من اعتبار البراكين أحد أخطر الكوارث الطبيعية إلا أن هذه الكارثة لا تخلو من جانب مضيء، إذ تعد الحمم والرماد الناتج عنها غذاء للتربة يزيد من خصوبتها للزراعة كما أنها عامل مهم في توليد الطاقة الحرارية الأرضية. ويوجد في العالم نحو 500 بركان نشط، 75% منها توجد فيما يطلق عليها حلقة النار في المحيط الهادي وأعلى جبل أكونكاجوا في الأرجنتين حيث يصل ارتفاعه إلى 7 الاف متر تقريبا.