والدة قتيل إمبابة: أطباء المستشفى سرقوا أعضاءه.. والمستشفى: أعضاؤه متهالكة خالة القتيل: الطبيب فتح جسده وأخرج أعضاءه متعمدا سرقتها وكيل الصحة بالجيزة: استشاري زمالة قام بإجراء العملية له بمساعدة 4 متخصصين "محدش يصرخ.. ابني كان بيقلي محدش يصرخ عليا لما أموت"، كانت هذه كلمات والدة أحمد صبري طلبة، الطالب بالمعهد العالي للتكنولوجيا، الذي دهسته إحدى السيارات، إثر حادث على طريق المحور، مما تطلب نقله إلى مستشفى إمبابة العام، الذي قام باستقباله وإيداعه غرفة العمليات لمدة 3 ساعات. بدأت أحداث الواقعة منذ الأمس، عندما وقع حادث على طريق المحور، بالقرب من منطقة إمبابة، ووقع طالب المعهد تحت عجلات السيارة التي دهسته، وتم نقله بعدها إلى أقرب مستشفى وهي مستشفى إمبابة العام. وقام المستشفى باستقبال الحالة، وإجراء الأشعة وإيداعه غرفة العمليات، لإجراء جراحة عاجلة لها، وظل به لمدة 3 ساعات، على حسب رواية أهله، وبعدما تأكد الأهالي من وفاة نجلهم، وعدم موافقة المستشفى على خروج جثته، إلا بتصريح دفن، قاموا باقتحام مبنى المستشفى، واقتحام غرفة العمليات، والاعتداء على الأمن والأطباء، حسبما أكد شهود عيان داخل بالداخل. تقول والدة الطالب إنه بعد دخول ابنها إلى المستشفى، ومشاهدة الحالة السيئة لها، طلب منها ابنها أن يغادروا المكان، ولكن لم يستطيعوا المغادرة نظرا للحالة الحرجة التي يعانيها، وظلت بجواره إلى أن قام الأطباء بإجراء عملية له، وبعد انتهاء العملية، والتأكد من وفاته، رفضت إدارة المستشفى خروج جثته، إلا بتصريح من الأمن، وقام أقاربه بتقديم بلاغ بما تقوم به الإدارة، وعدم تسلم جثة ابنها، ومدى الإهمال الذي تعانيه المستشفى، وكذلك اتهام الأطباء، بأنهم تسببوا في قتل ابنها وسرقة أعضائه. وقالت خالة المتوفى، وهي منفعلة وتبكي بقلب مفطور، إنه مات نتيجة لإهمال المستشفى، وأكدت أنه دخل المستشفى سليما يمشي على قدميه، ولكن الطبيب فتح جسده وأخرج أعضاءه متعمدا سرقتها. أقاويل بسرقة الأعضاء اشتعلت الأحداث في إمبابة نتيجة نشر أقاويل لم يتم التأكد منها عن سرقة أعضاء "أحمد"، كل من قابلناهم في تشييع الجنازة أكدوا ذلك، مما جعلنا نذهب لتفقد الحقيقة مع الأطباء وإدارة المستشفى والذين قاموا بشرح الحالة لنا بشكل منطقي للغاية وطبي متخصص. حيث نفى الدكتور سيد غزالي، وكيل مديرية الصحة بالجيزة واستشاري جراحة، التهمة الني نسبها أهالي المتوفى، حيث تساءل لماذا سنسرق أعضاءه؟ وهل هي مسألة سهلة كما يتصورون؟ فالموضوع يلزمه محترفون في سرقة الأعضاء، موضحا أن المريض المتوفى كان لديه "Crush Energy in Accident"، أي أن هناك عربية قامت بدهسه، مما أدى إلى انفجار الطحال وانفجار الكلى الشمال، مما أدى إلى انتقالها من مكانها، بالإضافة إلى نزيف بالبطن أي انفجار في الوريد السفلي. وأوضح أن من قام بإجراء العملية له طبيب استشاري معه زمالة بمساعدة اثنين جراحين واثنين من أطباء المسالك وطبيب تخدير، مشيرا إلى أنهم تعبوا وقاموا بالواجب، ونأتي ونتهمهم بسرقة الأعضاء، واصفا ذلك بأنه كلام فارغ ونحن مقدرون حالة أهل المتوفى ومصيبتهم في فقدهم ابنهم. وبسؤال غزالة عن وجود فتحة على حرف "الإل" أكد أنها فتحة طبية ولا علاقة لها بسرقة الأعضاء كما يدعي أهل المريض، موضحا أن الطب الشرعي والمتخصصين هم من سيحكمون ويعرفون أنها فتحة طبية. الجدل الدائر.. "تأمين المستشفيات" وبينما دخلنا إلى المستشفى، كانت آثار التكسير والخراب في كل مكان، فبداية من مكتب الاستقبال مرورا بزجاج الواجهات وغرفة الأدوية وغرفة العمليات والعناية المركزة كانت متكسرة. ويروي عامر سعيد، أحد العاملين بعنبر العمليات، أنه فور إعلان وفاة المريض تجمهر أهله داخل المستشفى مقتحمين كل مكان وحاصروا المستشفى وغرفة العمليات وغرفة الأطباء، تم ذلك لمدة 6 ساعات. ويكمل أن عدد الأهالي كان يفوق عدد رجال الأمن بما يفوق ال500 فرد، وتابع أنهم جروا الطبيب الذي أجرى العملية من يد الأمن وتم تقييده بالجنازير وجره وسحله في الشارع. النقابة تدين الحادث ويأتي هذا مع اشتعال جذوة الثورة التي تقودها منى مينا قبل وبعد توليها أمانة نقابة الأطباء، والتي نادت كثيرا لتأمين المستشفيات من قبل الاعتداء عليها من أهالي المصابين، بالإضافة إلى توفير معدات تحميهم من تهم "الإهمال" التي تلاحقهم دائما وتعرضهم لذنب هم ليسوا مسئولين عنه. حيث أدانت منى مينا أمين عام نقابة ما حدث للأطباء، على صفحتها الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، حيث شددت على أن الجراح حاصل على الدكتوراه وبذل كل جهده من أجل إنجاح العملية، ولكن الحالة توفيت". وأوضحت مينا أن أهل المتوفى قاموا بالاعتداء على الأطباء والعاملين وكسروا المستشفى. ولم تستطع قوات الشرطة الموجودة التحكم في الموقف. ووصفت مينا الحادث بالكارثة، وأعلنت أسفها الشديد، قائلة: "إن الأبشع أن يتم القبض بعد كده على الأطباء -اللي اشتغلوا وتم الاعتداء عليهم- واقتيادهم لقسم العجوزة بالكلابشات". وبسؤال غزالة عن تأمين المستشفى، أوضح أنه كالعادة كان الأمن قليلا، مقارنة بأعداد أهالي المريض التي قاربت الخمسمائة، وقامت بتحطيم كل شيء، قائلا طالبنا أكثر من مرة بزيادة الأمن على المستشفيات، ولكن لا حياة لمن تنادي. ورغم ذلك رفض غزالة دعوات الأطباء بتنفيذ الإضراب الكلي، وعلى رأسهم منى مينا أمين النقابة.