أكدت جامعة الدول العربية أهمية دعم ضحايا الإرهاب فى المنطقة العربية، باعتبار الاهتمام بهؤلاء الضحايا لا ينفصل عن الجهود الشاملة لمواجهة الإرهاب، فيما أعلن مندوب اليمن لدى الجامعة، رياض العكبرى، أن 11 مليون طفل فى اليمن من ضحايا الحروب والإرهاب، بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة. وقال الأمين العام للجامعة، أحمد أبوالغيط، فى الكلمة التى ألقاها نيابة عنه الأمين العام المساعد، السفير فاضل جواد، خلال احتفالية اليوم العربى للتوعية بآلام ومآسى ضحايا الأعمال الإرهابية، أمس، أن الجامعة تضع موضوع مكافحة الإرهاب على رأس أولوياتها، وخاصة ما يتعلق بتقديم الدعم لضحايا الجرائم الإرهابية. وأوضح «أبوالغيط» أن الشعوب العربية دفعت ثمنًا باهظًا للعمليات الإرهابية، مشيرًا إلى تداعيات هذه العمليات وما تسببه من هدم للدول العربية، والتأثير النفسى والصحى على الأطفال، بخلاف ما خلفته من خسائر تكبدها المدنيون، بالإضافة إلى تدمير الثقافة والتراث على أيدى التنظيمات الإرهابية ولاسيما تنظيم «داعش». وأشار «أبوالغيط» إلى أهمية الاستراتيجية العربية لمكافحة الإرهاب، التى أكدت ضرورة تقديم المساعدات الملموسة لضحايا الإرهاب، ولم تقتصر على مكافحة الإرهاب فقط، وإنما أكدت على أهمية الحفاظ على نسيج المجتمعات، مشيرًا إلى أن اللجنة المشتركة المكونة من خبراء مجلسى العدل والداخلية العرب، تعمل على سن مشروع قانون عربى لمكافحة الإرهاب. ومن جانبه، أكد مندوب اليمن الدائم لدى الجامعة العربية، السفير رياض العكبرى، على أهمية حشد الطاقات العربية لإنهاء الاقتتال الداخلى فى الدول العربية، وتحقيق السلام والاستقرار وقطع الطريق على تجار الحروب والمتطرفين، وإفشال مخططاتهم فى الاسترزاق من استمرار وتفاقم الحالة المضطربة المأساوية الراهنة. واستعرض «العكبرى» الأوضاع المأساوية فى اليمن وما أحدثه الإرهاب من تدمير لنسيج البلاد الاجتماعى، وخلّف آلاف الضحايا من كل مكونات المجتمع وفئاته وشرائحه من أطفال وشيوخ ونساء ورجال من مختلف المراحل العمرية. وأشار إلى تقرير الأممالمتحدة الذى أكد أن نحو 11 مليون طفل فى اليمن، يقل عمرهم عن 18 عامًا، من ضحايا الحروب والإرهاب، ويعانون من مشاكل صحية ونفسية وبحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة. وأوضح أن منظمة «اليونيسيف» كشفت عن أن 4.5 مليون طفل محرومون من التعليم، بسبب الحرب، إضافة إلى نزوح الآلاف من الأسر وتدمير المدارس، وتحويل المئات منها إلى معسكرات. ويأتى احتفال جامعة الدول العربية بهذا اليوم، فى إطار الاهتمام الذى توليه منظومة العمل العربى المشترك لدحر التنظيمات الإرهابية، وحرصًا منها على الإسهام فى التوعية بمآسى وآلام المتضررين من الجرائم الإرهابية فى الوطن العربى. وقرر وزراء خارجية الدول العربية، فى 11 مارس 2016، أن يكون الثانى والعشرين من أبريل من كل عام يومًا عربيًا للتوعية بآلام ومآسى ضحايا الجرائم الإرهابية، ويوافق هذا اليوم تاريخ اعتماد الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب من قبل مجلسى وزراء العدل والداخلية العرب، فى اجتماعهما المشترك سنة 1998.