للوهلة الأولى ومع الإضاءة الحمراء الممزوجة بالخضراء، تشعر أنك فى متحف عائد للقرون الوسطى، أو فيلم تملؤه حالة من الغموض والتشويق والرعب أحيانا. فى أقدم ورش لصناعة وتصليح «المانيكان» وتوريدها لأكبر وأفخم محلات القاهرة الكبرى والمحافظات فى منطقة غمرة، يقول محمود حسن، 32 عاما، «توارثت تصليح المانيكان من أبى، كنت أراقبه منذ أن كنت طفلا، وهو يغير من شكل المانيكان بحرفية ويقوم بتصليحها لتصبح كالجديدة، فعشقت هذه المهنة وعملت بها منذ أن كان عمرى ثمانية عشر عاما ورفضت تعلم أى صنعة أخرى». وتابع، «أصلح جميع أنواع المانيكان وبجميع أحجامها، والتصليح يشمل تغيير شكلها أحيانا، فهناك أصحاب محلات يطلبون تغيير شكل المانيكان من المستقيم إلى المشجع على سبيل المثال، والمشجع هو نوع المانيكان الحركى أى شكل إنسان يلعب كرة أو يميل». وأكد «محمود»، أن هذه المهنة لا يمكن أن تنتهى، فنحن نورد لمعظم محلات القاهرة والمحافظات، فلا يوجد محل ملابس يستطيع العمل بدون مانيكان، ولا يوجد محل ملابس لا تتلف عنده المانيكان من كثرة العرض والاستخدام، وحينها نقوم بتصليحها وترميمها وإعادتها للمحل مرة أخرى كالجديدة.