على أطراف شارع سوق السلاح أسفل مسجد الأمير محمد عارف باشا.. يجلس رجل فى محل صغير متهالك ويرتدى عدسة مكبرة من أيام الستينيات ويحمل فى يده إحدى الساعات القديمة ذات طراز نادر محدقا بها يحاول إصلاحها ، وعندما اقتربنا منه لفت انتباهنا جديته الشديدة في عمله رغم كبر سنه وضعف نظره.. كلامنا عن أحمد ياسين الساعاتى فى شارع سوق السلاح ،يقول: ورثت هذه المهنة من والدى عليه رحمة الله، وهو ورثها من اجداده الذين كانوا يعملون فى شارع أحمد فؤاد، وعملت فى هذه المهنة مايقرب من 48 سنة، وكانت بدايتي فى تعلم هذه المهنة من خلال محل والدي عندما كنت أجرب اصلاحها من ورائه، وفى يوم من الأيام وجدنى اصلحت الساعات فعرف أننى " شربت المهنة "، وزمان كنت اكسب من المهنة بشكل جيد، وقتها كان أكبر راتب للموظف الحكومى 11 جنيها شهرياً، فى حين كنت أنا أكسب من مهنة تصليح الساعات وقتها 5 أو 6 جنيهات فى الأسبوع، لكن للأسف.. هذه المهنة أوشكت على الانقراض، فالشباب حالياً لا يحبون المهن التى تحتاج إلى فن وخبرة خاصة، فأولادي على سبيل المثال استضغروا مهنتى ورفضوا أن يتعلموها، لهذا أخشى على مستقبل هذه المهنة ، وأيضا هناك دخلاء على المهنة يفتقدون إلى فنيات اصلاح الساعات، فتصليح الساعات في الأصل فن .. بينما حالياً أى شخص يقول لك أنا ساعاتى.