"لا كهرباء أو مياه أو وحدة صحية أو مواصلات، أو مدرسة قريبة لأبنائنا" هكذا يصرخ أبناء الحى السادس من العاشر من رمضان، بمحافظة الشرقية، وسط الآلاف من الوحدات السكنية داخل عمارات متراصة، فقد تم الإعلان عن تخصيصها للشباب من محدودى الدخل الذى يتضمنه البرنامج الانتخابى للرئيس ضمن مشاريع الإسكان الاجتماعي، إلا أن المستفيدين من هذا المشروع الذين اضطروا للسكن فيه بسبب عدم قدرتهم على توفير بديل آخر لكن نقص الخدمات والمرافق زاد من أعبائهم المادية والحياتية، حيث كانوا يريدون الاستقرار دون دفع مبالغ طائلة، وتحركت الدولة لتنفيذ مشروعات فى هذا الشأن. وأنفقت وزارة الإسكان والمجتمعات العمرانية مليارات الجنيهات على مشروعات الإسكان، إلا أن عيوب «التشطيب» وبطء تنفيذ الخدمات، وانعدام الأمن وتلاعب البنوك فى الأقساط يهدد مشروعات الإسكان بالفشل. يقول «محمد مكى»، أحد سكان الحى السادس عشر: قدمنا على الشقة فى شهر مايو 2016، والحمد لله اسمنا كان ضمن الفائزين بالقرعة وفرحنا لأن ربنا هيتوب علينا من التنقل من شقة لأخرى كل فترة بنظام الإيجار، ولكن تأخر التسليم وعدم استكمال المرافق والخدمات أصبح كابوسًا بالنسبة لنا. وأضاف «أحمد عطية» أن عدم التزام الشركة المصرية المنفذة بالتسليم والتشطيب وضعف فى الشبكة المحمول والسرفيس وتوقف أعمال البناء فى المدرسة التى تخدم سكان الحى والغاز الطبيعى والمشكلة الأكبر تفاوت أسعار الشقق. وقال السيد طه من أهالى الحى السادس عشر: بعد استلامنا فوجئنا بعدد من المخالفات والمشكلات، بالإضافة إلى تجاهل تام من قبل المسئولين والمشرفين عن مشروع الإسكان الاجتماعى فى مدينة «العاشر من رمضان». وأضاف وليد إبراهيم: أنا أقطن فى المنطقة 3 بالحى السادس عشر والخدمات لم تكتمل بعد، بالإضافة إلى توقف أعمال التشييد بالمدرسة منذ شهر يناير من العام الماضي، ولا يوجد مستشفى أو وحدة صحية والمنطقة لا يوجد فيها مسجد واحد، بالإضافة إلى الظلام الدامس الذى يسود الحى السادس عشر ليلا بسبب أعطال فى أعمدة الإنارة. وتابع محمد عامر المنسى أحد أهالى المنطقة 4/5: "أقرب مدرسة بل الوحيدة فى أول الحى ولم يتم الانتهاء منها بعد، وأنا أعمل موظفا بإحدى الشركات بالمدينة، فكيف لى أن أقوم بتوصيل ابنى فى الصباح؟ وكيف آمن عليه بالذهاب وحده فى وسط الشوارع المكسرة والبلاعات المفتوحة وأسلاك الكهرباء اللى فى الشارع وعلب الكهربا المفتوحة؟ مأساة بمعنى الكلمة". ويؤكد شريف شهاب طبيب عدم التزام الشركة المنفذة بمواعيد التسليم، قائلا "أقوم بدفع الأقساط للبنك منذ عامين، ولم أتسلم بعد الوحدة المخصصة لى، ومن المفترض أنى كنت قد تسلمت من سنة، هذا بخلاف سوء التشطيب".