يواصل المهرجان الوطني للتراث والثقافة "الجنادرية 32" ندواته، حيث أقيمت ندوة "مشاركة المرأة في الشأن العام وصناعة القرار في المجتمعات"، التي نظمها البرنامج الثقافي للمهرجان بالتعاون مع جامعة الأميرة نورة بن عبد الرحمن. شاركت فيها وكيلة جامعة الأميرة نورة للدراسات العليا والبحث العلمي، الدكتورة هدى الوهيبي، وأستاذة الأدب الإنجليزي العميد المساعد لعمادة شؤون الطالب والطالبات والتسجيل بجامعة الفيصل، الدكتورة هند بنت تركي السديري، والباحثة والكاتبة، الدكتورة ناديا بنت أحمد الهزاع، وعضو هيئة التدريس سابقا في جامعة الدمام والكاتبة الصحفية في جريدة اليوم الدكتورة أمل الطعيمي. وقد بدأت الندوة بورقة عمل قدمتها الدكتورة هدى الوهيبي، بعنوان "دور المرأة في التنمية وتكامله مع دور الرجل" ذكرت فيها: أن التنمية تشمل أربعة عناصر رئيسة لتحقيق الرقي والتقدم في جميع مجالات الحياة الإنسانية، للوصول بالإنسان للاستقرار المعيشي والرفاهية وهي: (العدالة الاجتماعية) بتساوي الأفراد في الحصول على نفس الفرص، وضمان حصول الأفراد على تنمية مستدامة (الاستدامة)، (الإنتاجية)، وهي توفير الظروف المناسبة لرفع إنتاجية الفرد، و(التمكين) بتوفير الوسائل الثقافية والتعليمية والمادية، حتى يتمكن الأفراد من المشاركة في اتخاذ القرار. وأضافت: إن تكامل دور المرأة التنموي مع دور الرجل يأتي بالتوظيف الأمثل للموارد البشرية، وزيادة معدلات الإنتاج، ومردود الاستثمار في تعليم الفتيات أعلى من أي مردود آخر، وانخفاض معدلات الفقر إذا ما تحسن وضع المرأة، وتحقيق مصلحة الفئات المجتمعية المختلفة من خلال التمثيل العادل في مواقع صنع القرار. وتحدثت عن العوامل التي تساعد في الرفع من مساهمة المرأة في التنمية والتي تتم: بالتعليم وهو مدخل المرأة إلى سوق العمل، وبتمكيني المرأة السعودية في الوظائف القيادية ومواقع اتخاذ القرار، ومراجعة وتطوير الأنظمة والتشريعات المنظمة لعمل المرأة. من جانبها، قدمت الدكتورة هند بنت تركي السديري، ورقة "المرأة والصورة النمطية عن طبيعة عملها ومشاركتها الفعالة"، ذكرت فيها أن هناك نقصًا كبيرًا في توثيق مشاركة المرأة قبل أربعينات القرن الماضي، ما يعطي انطباعا بسلبية هذه المرأة وبُعدها عن الشأن العام. وأضافت: إن توثيق مشاركات المرأة السياسية والاجتماعية تكاد تكون معدومة، ما ساعد على هذا الغموض، وعزت ذلك إلى أن التوثيق المحلي همش المرأة، بينما التوثيق الغربي كان صعبا بما أن معظم الحالات كانت رجالا ولم يكن مرحبا بهم في الأوساط النسائية، كما كانت اللغة حاجزا آخر صعب الاختراق. وقدمت الدكتورة ناديا بنت أحمد الهزاع ورقة عمل بعنوان "حقوق المرأة"، ذكرت فيها أن المرأة اليوم دخلت في كل حقول التعليم من طب وهندسة وجميع الأعمال التجارية من بنوك وريادة أعمال، مضيفةً أن المرأة السعودية في كل زمن من الأزمنة لها دور في المجتمع والوطن. وأضافت أن مساهمة المرأة في اتخاذ القرارات شكلت نقلة نوعية لوضع المرأة، ودمجتها في حقول كثيرة، فالمرأة السعودية فندت كل الادعاءات التي تشير إلى عجزها عن الدخول في معترك العمل بما وصلت إليه من مستوى تعليمي وخبرات عملية. وذكرت الدكتورة "الهزاع"، أن القيادة الرشيدة اختارت أن تدخل التاريخ بقوة باتخاذ قرارات شجاعة في مختلف القطاعات، وتمكنت المرأة من إثبات نفسها. وتم ختام الندوة بورقة عمل حول "مخرجات التعليم وأهميتها في فرص مشاركة المرأة المجتمعية"، قدمتها الدكتورة أمل الطعيمي، حيث قالت: إن مخرجات التعليم تعني دور الفرد في اكتساب المعلومة والخبرة ليستطيع أداء عمل معين ليكون منتجا، وفاعلا، ومؤثرا، وفقا للمادة المعرفية والخبرات المكتسبة طوال سنوات الدراسة وخارجها. وقالت: لكي تتحقق الفاعلية المرجوة من مخرجات التعليم والتعلم نريد أن: يبدأ العمل من أجل مخرجات التعليم والتعلم منذ الصف الأول الابتدائي، وتطوير النظام التعليمي بإضافة التدريب المستمر للطالب وفق توجهه وموهبته، وتوسيع مجالات دراسة الأعمال الحرفية ورفع مستوى كفاءتها، وإيجاد برامج خاصة تساعد الطالب على فهم قدراتهم وتوجيهها في الطريق الصحيح، ورفض القوالب الاجتماعية التي تحدد التخصص. وفي سياق متصل، أقيمت في جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن ندوة بعنوان "المرأة وتعزيز دورها في المجتمع"، شارك فيها كل من الدكتورة ريم السويلم، أستاذة الحديث وعلومه المساعد في جامعة الأميرة نورة، والدكتورة سهيلة الحريري، الأستاذ المساعد في قسم القراءات في كلية الدعوة وأصول الدين في جامعة أم القرى، وألقت كلمة الافتتاح الدكتورة سمراء القرطاش باحثة وأكاديمية في القضايا البشرية، وأدارت الجلسة الدكتورة منى الدخيل عميدة كلية الآداب بجامعة الأميرة نورة. وقد تحدث المشاركون عن أهمية دور المرأة في المجتمع وأنه لا يمكن لأي مجتمع أن يحيا ويعيش ويستمر دون أن يكون للمرأة دور فعال في كافة المجالات وأن تكون صاحبة أدوار رئيسة وفعالة ومؤثرة في المجتمع. وفي البداية، تحدثت الدكتورة ريم السويلم عن مبادرات الدولة ودورها في تشجيع وتعزيز دور المرأة، وتاريخ المجتمع السعودي مع المرأة من خلال تطرقها لبعض محاور رؤية المملكة 2030 . وأضافت: إن المرأة نصف المجتمع وتصنع النصف الآخر، وإن الأسرة هي نواة المجتمع السعودي فهي تربي أفرادها على أسس العقيدة الإسلامية، وكانت أبرز مبادرات الدولة للمرأة في نظام تعليمها لتكون مشاركة للرجل في نهضة المجتمع وتأسيس الأسرة الصالحة. وأوضحت السويلم دور المرأة في المجتمع النبوي في النُصرة والتضحية، ودورها في المجال العلمي والطبي والسياسي والتعليمي. وشاركت الدكتورة سهيلة الحريري بورقة علمية بعنوان "مشاركة المرأة لتعزيز دورها في التوازن المجتمعي"، حيث أكدت على أن المرأة من أهم الموارد البشرية في المجتمع، ويجب إبراز دورها في جميع مجالات الحياة، فالتاريخ الإسلامي مليء بالأعمال التي قامت بها المرأة من تعليم وطب وتجارة. وأكدت الحريري على التوزان في أنظمة وقرارات رؤية المملكة 2030 في ظل الشريعة الإسلامية. وأضافت: إن الشريعة الإسلامية مع المرأة، وفي المملكة العربية السعودية صدرت الأنظمة واللوائح والقوانين للمرأة لتمنحها حقوقا وامتيازات وفي المُقابل تكلفها بواجبات ومسؤوليات في المجتمع.