استقبل البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، صباح اليوم الإثنين، في القصر الرسولي بالفاتيكان، المشاركين في مؤتمر حول مسؤوليّة الحكومات والمؤسسات والأفراد في كفاح معاداة السَّاميّة والجرائم المتعلِّقة بالحقد المعادي للساميّة. وألقى البابا كلمة، رحّب بها بضيوفه: "أنا ممتنٌّ للهدف الشريف الذي يجمعكم: التأمُّل معًا، من وجهات نظر مختلفة، حول مسؤوليّة الحكومات والمؤسسات والأفراد في كفاح معاداة السَّاميّة والجرائم المتعلِّقة بالحقد المعادي للساميّة، وأريد أن أسلِّط الضوء على كلمة مسؤوليّة. أن نكون مسؤولين يعني أن نكون قادرين على الإجابة. ليس الأمر مسألة تحليل لأسباب العنف ورفض منطقها الفاسد وإنما الاستعداد والفعّاليّة في الإجابة عليها. وبالتالي فالعدو الذي ينبغي علينا أن نكافحه ليس الحقد في جميع أشكاله وحسب وإنما جذوره أيضًا: اللامبالاة، لأنَّ اللامبالاة هي التي تشلُّنا وتمنعنا من القيام بما هو صحيح حتى عندما نعرف أنّه صحيح". وأضاف: "أود بهذا الصدد أن أذكر وثيقة للجنة العلاقات الدينية مع اليهود والتي تصادف هذا العام الذكرى العشرين على صدورها. عنوانها: "نحن نذكر: تأمل حول المحرقة النازية" (16 آذار 1998)، لقد تمنى القديس يوحنا بولس الثاني أن نسمح للذكرى بأن تقوم بدورها الضروري في عمليّة بناء مستقبل لا تتكرّر فيه شرور المحرقة النازيّة. يتحدّث النص عن هذه الذكرى التي وكمسيحيين قد دُعينا للحفاظ عليها مع إخوتنا اليهود؛ ليست مجرّد مسألة عودة إلى الماضي؛ وإنما يطلب منا المستقبل المُشترك لليهود والمسيحيين أن نتذكّر، لأنّه لا مستقبل بدون الذكرى". وأكمل: "لكي نبني تاريخنا نحن بحاجة لذكرى مشتركة حيّة وواثقة لا تبقى محبوسة في الندم وإنما وبالرغم من ليل الألم الذي يعبرها تنفتح على رجاء فجر جديد. إن الكنيسة ترغب بأن تمدَّ يدها وأن تتذكّر وتسير في هذه المسيرة "إنَّ الكنيسة التي تشجب الاضطهادات كلها ضد الناس أيًا كانوا، تتأسف للبغضاء وللاضطهادات ولكل مظاهر مقاومة السامية التي استهدفت اليهود في أي زمن كان وأيًا كان مقترفوها. والكنيسة لا تدفعها في ذلك الدوافع السياسية بل محبة الإنجيل الدينية متذكرة التراث المشترك مع اليهود." (المجمع الفاتيكاني الثاني، البيان "في عصرنا"، عدد 4)". وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول: "أيها الأصدقاء الأعزاء لنساعد بعضنا البعض لنخمِّر ثقافة مسؤوليّة وذكرى وقرب ونقيم عهدًا ضدّ اللامبالاة وضدّ كلِّ لامبالاة. ستساعدنا بالتأكيد قوّة المعلومات وإنما الأهم هي التنشئة؛ لذا من الملحِّ أن نربي الأجيال الشابة على الالتزام بشكل فعال في الكفاح ضدّ الحقد والتمييز، وإنما أيضًا في تخطّي تناقضات الماضي وعدم التعب من البحث عن الآخر. في الواقع، لكي نعدَّ مستقبلًا إنسانيًّا لا يكفي أن نرفض الشر وإنما يجب أن نبني الخير معًا".