استقبل البابا فرنسيس صباح اليوم الخميس في الفاتيكان وفدا من الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في فنلندا لمناسبة الزيارة التقليدية السنوية إلى روما في عيد القديس هنريك. ووجه البابا لضيوفه خطابًا استهله بشكر أسقف إسبو اللوثراني على الكلمات التي وجهها للبابا باسم الوفد الزائر، وقال إنه في وقت يُختتم فيه أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين يتوجه الفكر إلى الاحتفال بالذكرى المئوية الخامسة لانطلاق الإصلاح البروتستنتي في العام 1517، لافتا إلى أن هذا الاحتفال ساهم في توطيد العلاقات بين اللوثريين والكاثوليك وشركائهم المسكونيين في العالم كله. واعتبر البابا فرنسيس أن هذا الاحتفال يبقى فرصة خصبة بالنسبة إلى العمل المسكوني، قائلا "لم يشكل نقطة وصول بل نقطة انطلاق بحثا عن مسكونية الوحدة التامة والمنظورة بين المسيحيين، ارتكازا إلى الامتنان والتوبة والرجاء وهي كلها ضرورية إذا ما أردنا أن نشفي الذاكرة". وأشار البابا إلى البعد المسكوني للصلاة واللقاءات الذي طبع هذا الاحتفال المشترك، وساهم في تخطي صراعات ومشاكل الماضي. وشدد على أن الاحتفال بهذه الذكرى المئوية تم في أجواء ساعدت على الفهم أن حدث الإصلاح يشكل دعوة إلى مواجهة تحدي فقدان مصداقية المسيحيين وإلى تجديد الاعتراف المشترك بالإله الأوحد والثالوث. وانتقل البابا إلى الحديث عن أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين الذي يتزامن سنويا مع زيارة الحج التي يقوم بها الوفد اللوثري إلى روما، كما أن هذا الحدث الهام يذكّرنا بأوضاع الحاجة التي يعيش فيها الأشخاص في العديد من مناطق العالم، والتي تتطلب منا أن نعتني بهم يوحدنا الالتزام المشترك نفسه. ودعا البابا بعدها إلى رفع الصلوات للرب كي يجعل من جميع المسيحيين أدوات لسلامه في العالم كله، ويعضدهم ليقوموا برسالتهم وسط الشعوب المقسّمة، ويعملوا معًا كشهود وخدام لمحبته التي تشفي وتُصالح. هذا ثم جدد البابا ترحيبه بزواره وقال إنه يسأل الله أن يباركهم ويبارك جميع المسيحيين في فنلنديا. تجدر الإشارة إلى أن بابا الفاتيكان أجرى زيارة إلى السويد في الحادي والثلاثين من أكتوبر 2016 وشارك في صلاة مسكونية في لوند إحياء لذكرى الإصلاح البروتستنتي وقال في هذه المناسبة: "نريد أن نُظهر رغبتنا المُشتركة في البقاء متحدين بالرب لننال الحياة. لنطلب منه "ساعدنا يا رب بنعمتك لنكون أكثر اتحادًا بك لنُعطي شهادة فعالة في الإيمان والرجاء والمحبّة". لقد بدأنا كاثوليك ولوثريون بالسير معًا على درب المصالحة، والآن، وفي إطار إحياء الذكرى المئوية الخامسة لإصلاح عام 1517، لدينا فرصة جديدة لنقبل مسيرة مُشتركة تمّت خلال السنوات الخمسين الأخيرة في الحوار المسكوني بين الاتحاد اللوثري العالمي والكنيسة الكاثوليكيّة. لدينا الإمكانية للتعويض عن مرحلة أساسيّة من تاريخنا ونعترف بأن الإصلاح ساهم في إعطاء محوريّة أكبر للكتاب المقدّس في حياة الكنيسة. لنطلب من الرب أن تُبقينا كلمته متّحدين، لأنها مصدر غذاء وحياة، وبدون إلهامها لا يمكننا أن نعمل شيئًا".