يتوجه البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، إلى السويد اليوم الإثنين للمشاركة في بدء إحياء الذكرى الخمسمائة لإصلاحات القس الألماني مارتن لوثر وذلك في زيارة نالت إشادة من اللوثريين ونقدا من المحافظين الكاثوليك. وبدأ مارتن لوثر عصر الإصلاح في عام 1517 عندما كتب 95 أطروحة ينتقد فيها الكنيسة الكاثوليكية في روما بسبب الفساد بما في ذلك شراء الامتيازات الكنسية والمحسوبية والمراباة وبيع صكوك الغفران. وأدى ذلك إلى حدوث شقاق عنيف وسياسي أحيانا في أوروبا والمسيحية وكان من بين العوامل التي أدت إلى نشوب حرب الثلاثين عاما وتدمير أديرة إنجليزية وإحراق العديد ممن وصموا بالهرطقة من الجانبين. ويسافر البابا فرنسيس إلى مدينة لوند في جنوبالسويد حيث تأسس الاتحاد اللوثري العالمي في 1947 لحضور قداس مشترك مع اللوثريين لإطلاق مراسم إحياء ذكرى إصلاحات مارتن لوثر التي ستتواصل في أنحاء العالم على مدى العام المقبل. ومن المقرر أن يقيم البابا اليوم الإثنين مع قادة الكنيسة اللوثرية صلاة مسكونية في الكاتدرائية اللوثرية في لوند ويحضر حدثا آخر ما بين الأديان في مدينة مالمو القريبة. وفي يناير كانون الثاني الماضي طلب البابا فرنسيس - الحريص على استمرار الحوار الكاثوليكي اللوثري - من البروتستانت والكنائس المسيحية الأخرى الغفران على الاضطهاد الذي مارسته الكنيسة الكاثوليكية بحقهم في الماضي. ويعتقد المحافظون الكاثوليك أن كنيستهم قدمت تنازلات أكثر من اللازم للوثريين ويجب ألا تشارك في أي حدث يشيد بلوثر. ووصف البابا فرنسيس لوثر بأنه "رجل ذكي" كان رافضا عن حق للفساد والدنيوية والطمع والشهوة للسلطة التي كانت موجودة في الكنيسة الكاثوليكية في ذاك الوقت. وقال إنه يريد أن تسود روح التواضع لدى الجانبين خلال تلك المراسم لإحياء ذكرى الإصلاح. وعلى الرغم من وجود خلافات مذهبية قال البابا إن بإمكان الكنيستين العمل معا في قضايا مثل تخفيف الفقر ومساعدة المهاجرين واللاجئين.