أعلن الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس تعليق مفاوضات السلام مع متمردي "جيش التحرير الوطني" بعد هجمات قال إن المتمردين نفذوها في وقت سابق الأربعاء في حين تستعد بوغوتا لاستقبال الأمين العام للأمم المتحدة. وقال سانتوس في كلمة نقلها التلفزيون "تحدثت مع رئيس وفد الحكومة إلى كويتو وطلبت منه العودة فورا لتقييم مستقبل العملية". وكان من المقرر استئناف محادثات السلام بين السلطة وآخر الجماعات المتمردة في كويتو، عاصمة الاكوادور المجاورة الأربعاء، لكن مهلة وقف إطلاق النار المستمر منذ قرابة 100 يوم تنتهي منتصف الليل بغياب اتفاق يليها. وأكد سانتوس أن "جيش التحرير الوطني" استأنف "الهجمات الإرهابية ضد المدنيين والقوات المسلحة والبنية التحتية". وناشد قائد التمرد بابلو بيلتران الحكومة مراجعة قرارها مشددا على إرادة معسكره مواصلة المفاوضات حول تمديد وقف إطلاق النار. وصرح بيلتران "نريد مواصلة المحادثات وتفادي انقطاعها بسبب اي حادث، ونناشدهم (الحكومة) اعادة النظر في انسحابهم". ويتزامن الاشكال مع زيارة أمين عام الأممالمتحدة انطونيو غوتيريش إلى كولومبيا في نهاية الاسبوع "لدعم جهود السلام"، على ما اعلن المتحدث باسمه في نيويورك. وأثناء اجتماع لمجلس الامن لبحث ملف كولومبيا ناشدت بريطانيا والسويد بوغوتا و"جيش التحرير الوطني" استئناف محادثات وقف اطلاق النار في اسرع وقت. واكد نائب الرئيس الكولومبي اوسكار نارانخو تروهيدجو لمجلس الامن ان "الحكومة لا تتخلى عن السلام" ودعت الى محادثات عاجلة لانقاذ وقف اطلاق النار. ولم يقدم سانتوس تفاصيل اثناء كلمته المتلفزة لكن السلطات تحدثت عن تعرض نقطة حراسة للبحرية لهجوم بقنبلة يدوية في معقل التمرد في اراوكا على الحدود مع فنزويلا. وافاد الاعلام المحلي عن اصابة عسكريين اثنين. كما تحدثت شركة النفط الوطنية "ايكوبترول" عن "هجوم محتمل" على بئر في مقاطعة كاساناري الشرقية. اكد سانتوس ان "التزامي بالسلام لطالما كان راسخا وسيبقى. لكن السلام ياتي لمن يريده ويقوم بافعال سلام ملموسة، ولا يكتفي بالأقوال". واكد كل من الطرفين على حدة ارادته تمديد وقف اطلاق النار لكن تعذر ابرام اتفاق بهذا الشأن بسبب الاتهامات المتبادلة بالفشل في تنفيذ الالتزامات والاختراقات منذ بدء الهدنة في الاول من اكتوبر. وأقر "جيش التحرير الوطني" مؤخرا بمسؤوليته عن اغتيال مسؤول محلي من السكان الأصليين وطلب المغفرة على ذلك، متهما في المقابل القوات الحكومية بقتل سبعة مزارعين للكوكا وتنفيذ عمليات عسكرية في مناطق تابعة له. وهذه الميليشيا الشيوعية التي تضم ألفي مقاتل على الأقل وفقا للسلطات، هي آخر جماعات التمرد التي لم تلق السلاح وتوقّع اتفاق سلام مع الحكومة. ومن أبرز تلك المجموعات ميليشيا "القوات المسلحة الثورية الكولومبية" (فارك) التي أصبحت حزبا سياسيا بموجب اتفاق السلام بعدما القت السلاح وسرحت مقاتليها. وحاز الرئيس الأرجنتيني خوان مانويل دوس سانتوس على جائزة نوبل للسلام العام الماضي لبذله جهودا في سبيل انهاء النزاع في البلاد. لكن الاممالمتحدة اعربت عن القلق من بطء اعادة دمج المقاتلين السابقين في فارك البالغ عددهم 14 الف شخص في الحياة المدنية. وقال غوتيريش في تقرير رفع الى مجلس الامن الدولي في الشهر الفائت ان "عددا مهما" من عناصر فارك السابقين "انضموا الى جماعات محظورة او منشقة" نتيجة "الاستياء المتزايد لغياب الفرص". وأنهى اتفاق السلام الذي وقعته كولومبيا مع القوات المسلحة الثورية الكولومبية في نوفمبر 2016 نزاعا استمر 53 عاما كان الأقدم في أميركا اللاتينية، واسفر عن مقتل 260 ألف شخص وفقدان ستين ألفا وتهجير سبعة ملايين و100 ألف.