شدد كتاب ومحللون ليبيون على أن "تنظيم الحمدين"، كان له دور محوري في تأزيم الأوضاع ببلادهم، من خلال دعمه للجماعات الإرهابية، وقوى الإسلام السياسي، وتآمره على مؤسسات الدولة الليبية، وعلى النسيج المجتمعي، مؤكدين أن جرائم قطر في ليبيا لن تنسى وستبقى راسخة في ذاكرة الأجيال وملطخة بدماء الأبرياء ودموع الأرامل والثكالى والأيتام وأنين المصابين والمشردين والنازحين والجياع. وأكد الكاتب والمحلل السياسي والناطق السابق باسم الحكومة المؤقتة عبد الحكيم معتوق، أن قطر تقود مشروعًا صهيونيًا في ليبيا منذ عام 2011، وكان لديها مخطط بتحويل ليبيا إلى نقطة انطلاق عملياتها الإرهابية ضد دول المنطقة وخاصة مصر، وأن الشعب الليبي يدرك حجم التآمر القطري على بلاده ومقدراتها وثرواتها وموقعها، وكذلك على أمنها واستقرارها وواقعها السياسي والاقتصادي ودورها الحضاري. وأوضح في تصريحات نقلتها فضائية "العربية"، أن سلطات الدوحة مارست كل أشكال الإجرام والإرهاب في حق الشعب الليبي منذ فبراير 2011 ولا تزال مستمرة في نهجها العدواني الذي أدى لسقوط الضحايا وسفك دماء الأبرياء وتهجير مئات الآلاف من السكان الى الخارج وتدمير مقومات الدولة الوطنية ومؤسساتها خدمة لمشروع جماعة الإخوان الإرهابية وتنظيم القاعدة، كما نهبت الثروات والوثائق والأرشيف الوطني وملفات المخابرات والأمن الخارجي والآثار التي لا تقدر بثمن. وأضاف معتوق أن العالم لم يلتفت إلا أخيرا لمأساة الشعب الليبي التي كانت دولة قطر وراءها، مؤكدا أن الشعب الليبي سيورث للأجيال القادمة صفحات من كتاب الألم الذي حبرته قطر في بلادهم، والذي سيبقى ملطخا بدماء الأبرياء ودموع الأرامل والثكالى والأيتام وآهات المعذبين فوق الأرض بسبب مؤامرات حكام الدوحة. كما أوضح الكاتب والمفكر محمد عبد المطلب الهوني، أنه في ظل ما سمّي ب«الربيع العربي»، دخلت قطر أتون المعركة بعد أن أعدت نفسها لها بكافة الأسلحة المتاحة في حوزتها، من أموال وإعلام وسلاح وتخابر وغدر وخداع، فتدخلت في أحداث تونس وساهمت في إسقاط الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي ولا يزال يرنّ في آذاننا الصوت الذي صرخ «بن علي هرب»، وكانت تبثه قناة الجزيرة على مدى أشهر، وعندما بدأ العهد الجديد في تونس كانت قطر تتدخل في مسار الأحداث لمصلحة الإخوان، غير أن القوى المدنية والنخب البورقيبية استطاعت أن توقف هذا المد القطري، ثم أتت أحداث مصر، وكانت قطر من أهم محركيها، وساعدت الإخوان على امتطاء صهوة الأحداث، وتم لها ما أرادت باستيلاء الإخوان على السلطة. ولولا يقظة الشعب والجيش، لأصبحت مصر محكومة من الدوحة رغم كل ثقلها البشري وميراثها الحضاري. وتابع الهوني: لقد جاءت قطر بإرهابي معروف يدعى عبدالحكيم بالحاج، ونصّبته ممثلًا لليبيا في اجتماع الحلف الأطلسي، فتصدر تلك الجلسة بين كبار جنرالات العالم. ودبّرت جريمة اغتيال اللواء عبدالفتاح يونس، وقد كان اغتياله للمشروع الليبي بالكامل، وبسقوط مشروعها في تونس ومصر، أضحت قطر أشد إصرارًا على الهيمنة على ليبيا، من أجل الاستيلاء على مقدراتها وموقعها الجغرافي.