رجّح المفاوضان الأمريكيان السابقان مع كوريا الشمالية جويل ويت وروبرت كارلين، أن كوريا الشمالية جادة بالفعل في إجراء مناقشات مع جارتها الجنوبية، وأن السبيل الوحيد لمعرفة مدى جديتها هو اختبار ذلك، على أن تقود الولاياتالمتحدة الطريق نحو استراتيجية شاملة تجمع بين العقوبات والتصريحات الحذِرة والمفاوضات. وقالت صحيفة نيويورك تايمز، في افتتاحيتها على موقعها الإلكتروني، اليوم الخميس: إن المفاوضين السابقين توصلا إلى هذه النتيجة بعد قيامهما بتحليل خطاب الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون الذي ألقاه بمناسبة بدء العام الجديد، إلى جانب بيان حكومي منفصل. وذكرت الصحيفة أن هناك ما يدعو إلى الحذر من نوايا كيم، نظرًا لتاريخه من العنف والتهديدات بشن هجوم نووي ضد الولاياتالمتحدة، بما في ذلك خطابه الغاضب الذي سبق تغريدة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب شديدة اللهجة، واعتبرت أن إعلان كيم عن اهتمامه بالمحادثات مع كوريا الجنوبية، قد يكون محاولة لإثارة الخلاف بين الرئيس الكوري الجنوبي "مون جيه- إن" ونظيره الأمريكي، الذي رفض المفاوضات القائمة على عرقلة فرض عقوبات مشددة ضد كوريا الشمالية. ورأت الصحيفة أن الرئيس مون مُحق في إصراره على أن العقوبات وحدها لن تُنهي برنامج الأسلحة النووية الكوري الشمالي، وقالت: إنه بينما يعد الحوار بين الكوريتين بمثابة أمر حاسم لحل القضايا الخلافية بشكل سلمي، لا يزال دور الولاياتالمتحدة محوريًّا للتوصل إلى أي حل، لكنه يحتاج إلى تنسيق وثيق بين واشنطن وسول. وأشارت، في هذا الصدد، إلى أن سول طالبت الولاياتالمتحدة بتأجيل المناورات العسكرية المشتركة لضمان الهدوء خلال دورة الألعاب الأوليمبية، ويبدو ذلك منطقيًّا، على أن تتخلى كوريا الشمالية عن أي تجارب نووية أو صواريخ خلال هذه الفترة. وأضافت أنه سواء كانت هذه التدابير المؤقتة يمكن تمديدها إلى ما بعد دورة الألعاب الأولمبية، فإن ذلك يعتمد على ما إذا كانت المفاوضات مثمرة. واختتمت الصحيفة تعليقها بالقول: إنه رغم الخشية من أن تقدم كوريا الجنوبية- في إطار أي حوار- تنازلات كثيرة، مثل الموافقة على إنهاء المناورات العسكرية مع الولاياتالمتحدة أو عدم مشاركتها في العقوبات المفروضة ضد الشمال، فإن الحوار مع بيونج يانج يبقى مجازفة تستحق المحاولة.