«لا السجن ولا الموت يرهبنى.. أنا بنت فلسطين والكل يعرفنى».. هكذا قالت عهد التميمى البالغة من العمر 17 عامًا حين صفعت أحد جنود الاحتلال وهو يقف بجانب صديقه مدججين بالأسلحة أثناء وقوفهما بساحة منزلها بقرية النبى صالح. «عهد» أصبحت أيقونة الشجاعة التى افتقدها الكبار، خصوصا أن لها تاريخا نضاليا، وسبق أن صفعت جنديا إسرائيليا، عام 2012، حينما حاول اعتقال شقيقها الأصغر، قائلة: «كبرنا فى فلسطين وتربينا إننا منخافش»، كما عضت ذراعه لتصفها الصحف العالمية ب«أشجع عضة». «عهد» تصدرت الصحف الإسرائيلية، حيث تحدثت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عنها، واعتبرت فعلتها ظاهرة وهى تشجع الفتيات القاصرات ونساء فلسطين على مقاومة الاحتلال خلال المظاهرات والمواجهات، التى تشهدها الضفة الغربيةوالقدس. بلال التميمى، عم الفتاة والناشط فى مجال حقوق الإنسان والمقاومة، قال ل«البوابة»: «بعد انتشار الفيديو الذى تم تصويره، الجمعة الماضى، وظهرت فيه عهد وابن عمتها نور وهما تطردان جنود الاحتلال، أثارته مواقع التواصل الاجتماعى، وأصبحت هناك مطالبات للحكومة باتخاذ إجراءات عقابية ضدهما واعتقالهما فورًا». وتابع التميمى: «الفيديو الذى تم نشره كان بعد اقتحام جنود الاحتلال للقرية، وإطلاق الرصاص المعدنى على الطفل محمد التميمى، 15 عامًا، ما أدى إلى إصابته إصابة خطيرة فى وجهه، كما أن جنود الاحتلال أقاموا كمينًا فى المنزل للشباب». وعن توقيت الاعتقال قال التميمى، إن «قوة عسكرية اقتحمت منزل والد الطفلة وشرعت بتفتيش المنزل وتخريبه والعبث بمحتوياته، واعتقلتها ونقلتها إلى جهة مجهولة، وفجر الأربعاء اعتقلوا (عهد)، وصادروا أجهزة الاتصال ولابتوب وحاسوب وكاميرا من منزلها». وتابع: «فى اليوم التالى ذهبت والدتها إلى مركز شرطة بنيامن لمعرفة ماذا سيحدث لابنتها، وعلى أثر ذلك تم اعتقال الأم، ولم يكتفوا بذلك، فذهبت قوات الاحتلال إلى منزل ناجى التميمى لاعتقال ابنته نور 21 عاما، طالبة بكلية الإعلام بجامعة القدس أبوديس». أثناء تواصل «البوابة نيوز» مع عم عهد تم اعتقال والدها باسم التميمى، للمرة التاسعة خلال 3 سنوات. وعلى جانب آخر أعلن نادى الأسير ارتفاع عدد المعتقلين منذ اندلاع الاحتجاجات على إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل، 6 ديسمبر الجارى إلى (490) مواطنًا، بينهم (148) طفلًا، و(11) من النّساء، وثلاثة جرحى.