* منسق حركة المقاومة الشعبية الفلسطينية في النبي صالح: ظروف حياة عهد كوّنت شخصيتها القوية * وزيرا الدفاع والتربية الإسرائيليان يطالبان بسجن المراهقة الفلسطينية مدى الحياة اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي المراهقة الفلسطينية بعد أن انتشر مقطع لها تظهر فيه وهي تركل وتدفع بشراسة جنديا إسرائيليا مسلحا، في محاولة لطرده من ساحة بيتها أثناء مواجهات في قريتها، قرية النبي صالح، الجمعة الماضي. وكان توثيق مقاومة عهد التميمي، 16 عاما، قوات الاحتلال الإسرائيلي في قريتها، النبي صالح، بالضفة الغربية، سببا أكبر في اعتقالها من قبل قوات الاحتلال، الثلاثاء، باقتحام بيتها وتفتيشه ومصادرة الأجهزة الإلكترونية منه. ورصد مقطع الفيديو، «عهد» وهي تصفع الجنديين الإسرائيليين على وجهيهما؛ لعدم تلبيتهما مطلبها بمغادرة منزلها، واحتل المقطع الذي تداوله النشطاء على مواقع التواصل على نطاق واسع صدارة الاهتمام إقليميا حتى على وسائل الإعلام الإسرائيلية. وعلقت وزير التربية الإسرائيلي، نفتالي بينيت، على الفيديو وما فعلته عهد قائلا: «عليها أن تقضي حياتها في السجن». فيما قال وزير الحرب الإسرائيلي، أفيجادور ليبرمان، إن مهاجمي «الجنود سوف يعتقلون». وفي الفيديو المتداول تظهر عهد وهي تدفع الجندي ليخرج من ساحة بيتها، مضطرا إلى الانسحاب، وقد لقي المشهد تفاعلا كبيرا في وسائل التواصل الاجتماعي. وفي تصريح لوالدها باسم التميمي على حادث اعتقالها، قال إن جنود الاحتلال هاجموا منازل قرية النبى صالح بالضفة الغربية، وأطلقوا النار على رأس فتى يبلغ من العمر 14 عاما. وأضاف والد عهد أن «هؤلاء الجنود قبل إطلاق النار على الطفل، محمد، في رأسه، ولا يزال في وحدة العناية المركزة، قبل أن يطلقوا النار على وابل من الغاز المسيل للدموع». وكشف أن ابنته طلبت تغيير ملابسها قبل الاعتقال، فدخلت معها مجندتان إلى الغرفة، فضلا عن أن الجيش صادر كل الإلكترونيات في البيت من كاميرات وأجهزة كمبيوتر وهواتف، وأن والدتها «ناريمان:» ذهبت لتسأل عنها فاعتقلت». ووفقا لموقع «العربية نيوز» تسلمت عهد التميمي جائزة «حنظله للشجاعة» عام 2012، من قبل بلدية «باشاك شهير» في إسطنبول؛ لشجاعتها في تحدي الجيش الإسرائيلي، والتقت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وكان يشغل منصب رئيس الوزراء التركي، وعقيلته. ونشأت «عهد» في عائلة رفضت أن تخضع لقوانين الاحتلال، ما أدى إلى اعتقال والدها 9 مرات، أما والدتها سلطات الاحتلال 5 مرات، واعتقلت أخاها مرتين، بخلاف ما عانته من فقدان للعم والخال على يد الاحتلال. ويقول ناجي التميمي، منسق حركة المقاومة الشعبية الفلسطينية في قرية النبي صالح، غرب رام الله: إن "الظروف التي عاشتها عهد كوّنت شخصيتها القوية، فقد شاهدت والدها وهو يتعرض للضرب والعنف والاعتقال أمام عينيها، فضلًا عن أنها من أسرة تتعرض لعمليات اعتقال وتفتيش واقتحامات مستمرة من قبل الاحتلال". وأضاف التميمي على موقع "فيس بوك"، الثلاثاء: «اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي بيتي وألقت القبض على ابنتي عهد التميمي وصادرت جهاز الكمبيوتر والكاميرات وضربت زوجتي وأطفالي». وفي صباح اليوم التالي، قال إن القوات الإسرائيلية اعتقلت أفرادا آخرين من أسرته. وفي الوقت نفسه، قالت الشرطة الإسرائيلية إنها ألقت القبض على والدة أحمد، وإن كلا من عهد وأمها سيبقون رهن الاحتجاز حتى يوم الخميس على الأقل. وجاءت المداهمات الإسرائيلية لقرية «النبي صالح» بعد يوم من اندلاع اشتباكات عنيفة فى الضفة الغربيةالمحتلة عقب احتجاجات على اعتراف الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل. وقد أدان المجتمع الدولي هذه الخطوة التي قام بها ترامب. واستخدم السياسيون الإسرائيليون اللقطات التي تظهر فيها عهد تضرب الجنود للثناء على الجيش الإسرائيلي واتهام الفلسطينيين باستفزاز الجنود من أجل تصويرهم باستجابة عنيفة. وقد احتلت «عهد» عناوين الصحف قبل القيام بأعمالها ضد الجنود الإسرائيليين. وفي عام 2015، تم تبادل صورة على نطاق واسع على الإنترنت عن مراهقة عضت يد جندي إسرائيلي كان يخاول اعتقال شقيقها. وبعد اعتقالها شنّ رواد مواقع التواصل الاجتماعي حملات للإفراج عنها. فيما كتب المتحدث الرسمي للجيش الإسرائيلي «أفيخاي أدرعي»، قائلا: «تخيلوا ماذا كان ليحدث لهذه المستفزة لو تصرفت بهذا الشكل مع ضباط أو جنود عندكم؟» وفقا لتعبيره. وليظهر جنود الاحتلال أنهم لم يبدأوا بالعنف، ادعى «ادرعي» أن «التحقيق الأول الذي أجراه قائد الكتيبة يتضح أن «الضابط الإسرائيلي وصل إلى المنزل لمنع دخول المشاغبين، وتعامل بمهنية عندما لم ينجر إلى العنف»، حسب ادعائه.