ياسمين تنفق على المنزل بعد مرض والدها الحياة دون هدف ليس لها معنى، وقاعدة النجاح الأولى هى عدم الاستسلام عندما تواجهك العقبات فى طريقك لتحقيق حلمك، وألا تترك الظروف تعبث بك كيفما تشاء. وهذا ما فعلته «ياسمين»، عندما رفض والدها قرارها بالاستمرار فى طريق الفن، وأجبرها على التخلى عن حلمها فى الالتحاق بكلية الفنون الجميلة، وعملًا بالمثل القائل: «عصفور فى اليد ولا عشرة على الشجرة»، قررت الالتحاق بكلية التجارة؛ لأن والدها كان يعمل محاسبًا فى أحد البنوك، ووعدها بأن يوفر لها وظيفة مرموقة بعد تخرجها. ولكن كان للقدر رأى آخر، فمرض والدها وتقاعده من وظيفته، جعلها كالتائهة لا تدرى ماذا تفعل، فأبواب سوق العمل كانت مقفولة أمامها، حتى المرة الوحيدة التى ابتسم القدر لها فيها والتحقت بوظيفة محاسبة فى إحدى الشركات، لم تستمر فيها فترة طويلة، ولكن الأحلام لا تموت، ووجدت «ياسمين» ضالتها أخيرًا فى هوايتها المفضلة، التى كانت تمارسها عندما تريد الهروب من ضغط المذاكرة، وهى العمل فى مجال «التجميل والزينة». وتقول ياسمين على، 30 سنة، من منطقة شبرا مصر: «أنا كنت متفوقة جدا فى الدراسة، وطول عمرى بحب الرسم والتلوين، وعمل «الميك أب» وكدا، بس بعد الثانوية، بابا قرر إنى أدخل كلية تجارة علشان أشتغل معاه فى البنك». وتكمل ياسمين: «وأنا فى سنة رابعة بابا تعب، وخرج معاش مبكر، واتخرجت لقيت كل الأبواب مقفولة فى وشى، والشهادة إللى عافرت فى كلية مش حباها، علشان أخدها بقت زى قلتها، وبالصدفة لقيت إعلان على «الفيس بوك» إن فى شركة فى الدقى طالبة محاسبين، اشتغلت فيها فترة، وما صدقت الدنيا ضحكتلى واستقريت فى وظيفة، ملحقتش أفرح لقيت صاحب الشركة ساب البلد وسافر وقفل شركته». أما عن مهنتها الحالية، وكيف بدأت فيها فتقول: «كان عندى هواية التجميل، من الميك أب والصبغات والبروتين، وكنت بساعد أصحابى وأهلى فى البداية دون مقابل مادى، لحد ما صحابى شجعوني، وقالولى إنتِ شغلك أحلى من مراكز التجميل الكبيرة، كبروها فى دماغى، وخلونى عملت صفحة على «الفيس بوك»، وبدأت أنزل شغلى عليها». وتتابع «ياسمين»: «لقيت تفاعل مكنتش أحلم بيه بفضل ربنا، والناس عجبها شغلي، وبقوا يجولى من المحافظات، جالى من إسكندرية وطنطا وكفر الشيخ وبنها وبهتيم والعياط والمنصورة، الحمد لله قدرت أحقق حلمى، ولقيت نفسى فى مجال التجميل».