مع إطلالة صباح اليوم الثلاثاء، واصل الإرهاب الأسود ممارسة أفعاله الإجرامية، وتكرار محاولاته البائسة لتعكير صفو المجتمع المصري الذي تخلص من نظام الجماعة المحظورة في 30 يونيه، ويتابع بخطوات ثابتة مراحل تنفيذ خارطة الطريق التي توافق عليها بعد ثورته العظيمة. فلم تكد عقارب الساعة تنذر بدخول يوم جديد يختصر المسافة نحو الاستفتاء على الدستور الجديد، حتى انفجرت سيارة مفخخة في مديرية أمن الدقهلية، خلفت عشرات القتلى ومئات المصابين، من المدنيين الأبرياء وضباط وجنود الشرطة الذين كانوا يؤدون واجبهم بمحيط المبنى الذي انهار من جراء الانفجار. الحادث الإرهابي الذي استهدف مديرية أمن الدقهلية وقع في أثناء اجتماع اللواء سامي الميهي مدير الأمن، مع القيادات الأمنية لوضع خطة تأمين الاستفتاء على الدستور الجديد، وفقًا لمصادر أفادت أيضًا بأن السيارة المفخخة كانت تحمل نحو نصف طن من المتفجرات، فأصيب الميهي وعدد من القيادات ونحو 85 من جنود الأمن المركزي، فضلاً عن انهيار واجهة المبنى الجانبي للمديرية وانهيار جزئي في عدد من المباني القريبة من بينها مجلس مدينة المنصورة والمسرح القومى والمصرف المتحد، وإتلاف عدد من سيارات الشرطة والمواطنين. أصابع الاتهام أشارت بلا تردد إلى جماعة الإخوان المحظورة، على اعتبارها الجهة الوحيدة المستفيدة من مثل هذه العملية الإرهابية وتعطيل الاستفتاء على الدستور ، في محاولة للانتقام من الشعب المصري الذي أزاحها عن السلطة بثورته ضد مندوبها في رئاسة الجمهورية المعزول محمد مرسي، كما أن لها سوابق كثيرة في مضمار العنف الذي تبنته منذ نشأتها. وفي الوقت نفسه حمّل الكثيرون الحكومة الحالية ورئيسها الدكتور حازم الببلاوي، مسؤولية إطلاق يد الإخوان لتعبث بأمن الوطن بعد أن تأخر نحو 40 يومًا بعد صدور حكم قضائي بحظر نشاط "جمعية الإخوان" ليعلن الجماعة تنظيمًا إرهابيًا، ويتراجع عن دعوته إلى "المصالحة الوطنية" مع الفصيل الذي يؤكد جميع من تعاملوا معه أنه لا يجوز التعاطي معه إلا من خلال القبضة الأمنية لأنه لا يؤمن بشيء اسمه الوطن، ولا يعرف إلا إعلاء كلمة الجماعة، من خلال عباءة الدين والمتاجرة بالدم. وفيما أشاد محافظ الدقهلية بأهالي المنصورة الذين توافدوا إلى الشوارع والمستشفيات لإنقاذ المصابين وإسعافهم والتبرع بالدم لأجلهم، أطلق عدد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي التابعين للمحظورة، تغريدات تعبر عن شماتتهم في الشهداء والمصابين من جراء الانفجار، فكتب خالد فهمي: "بالشفا يا داخلية".. وكتب عبودة (الذي يضع شعار "رابعة" على صفحته الشخصية): "اللي لازم نكون متفقين عليه إن الانفجار دا هدية عدلي منصور في عيد ميلاده"، وكتبت بنت الخطاب: "الله أكبر بفضل الله مديرية أمن الدقهلية أبيدت عن بكرة أبيها، وعشرات القتلى والجرحى". وأخيرًا أصدر مجلس الوزراء بيانًا، نقلته وكالة أنباء الشرق الأوسط، أعلنت فيه إدراج جماعة الإخوان على قائمة التنظيمات الإرهابية، وشدد رئيس الحكومة الببلاوي، في حديث متلفز على أن الدولة تواجه الإرهاب بكل قوة، ولن تنكسر أمامه، وأنه من غير الصحيح أن العمليات الإرهابية المتكررة تفت في عضد الحكومة وتعطي نفوذًا للإرهابيين. وعلى التوازي، أكد الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، ماهر فرغلي، أن الحكومة لا سبيل لديها الآن سوى استخدام الحل الأمني لا السياسي مع هؤلاء أعضاء جماعة الإخوان الإرهابيين، منوهًا بأنه من الممكن مواجهة الفكر الإرهابي في وقت لاحق بآليات فكرية، لكن الحل الأمني له الأولوية في هذه اللحظة الحساسة، وتمنى ألا يكون قرار الحكومة باعتبار الإخوان جماعة إرهابية انفعاليًا، مشددا على أنه لا سبيل لما يسمى "المصالحة السياسية" التي كانت تتبناها حكومة الدكتور حازم الببلاوي.