لماذا نزين شجرة عيد الميلاد وما هي قصتها؟ عندما نرجع إلى قصة ميلاد المسيح في الإنجيل، لا نجد أي رابط بين حدث الميلاد وشجرة الميلاد، ومن هنا يأتي تساؤل من أين جاءت هذه العادة ومتى بدأت؟ وبالبحث توصلت إلى العديد من الأساطير، ولكن الحقيقة الوحيدة أنه لا يوجد أي ذكر لشجرة الميلاد بالإنجيل، فهي عادة وثنية في الأساس، والفكرة بدأت في القرون الوسطى بألمانيا، الغنية بالغابات الصنوبرية الدائمة الخضرة، حيث كانت العادة لدى بعض القبائل الوثنية التي تعبد الإله "ثور" إله الغابات والرعد، أن تزين الأشجار ويقدم على إحداها ضحية بشرية. ومن أهم الأساطير الأقرب إلى الحقيقة، في القرن السابع الميلادي ذهب القديس بونيفاسيوس للتبشير بألمانيا، وحدث أن شاهدهم وهم يقيمون حفلهم تحت إحدى أشجار البلوط، وقد ربطوا طفلًا وهموا بذبحه ضحية لإلههم (ثور) فهاجمهم وخلص الطفل من أيديهم، فوقف فيهم خطيبًا مبينًا لهم أن الإله الحي هو إله السلام والرفق والمحبة الذي جاء ليخلص لا ليهلك، وقام بقطع تلك الشجرة، وعند سقوطها دمرت العديد من الأشجار إلا شجرة التنوب (شجرة الكريسماس الحالية)، فحتى يتقرب منهم أخذ الشجرة ووضعها بأحد المنازل على أنها أعجوبة. وقد استخدم تلك الشجرة للتبشير فقال لهم إنها تمثل الطفل يسوع، وخاطبهم قائلاً: "تستخدمون أخشاب هذه الشجرة البسيطة لبناء بيوتكم، فلتجعلوا المسيح هو حجر الزاوية في منازلكم، واستخدم اخضرارها قائلاً: المسيح يهِب حياتكم الإخضرار الذي لا يذبل، ودوام إخضرارها اعتبره نور المسيح الدائم في حياتهم، وعن أغصانها الممتدة في كل الاتجاهات استخدمها لحثهم على محبتهم للناس بعضهم بعضا، وأعلى الشجرة يشير إلى السماء، فإن المسيح هو راحتكم ونوركم". وفي القرن السادس عشر تم وضع رسم في كاتدرائية ستراسبورج بألمانيا عام 1539 م. أسطورة أخرى تقول إن مارتن لوثر مؤسس المذهب البروتستانتي كان ماشيا في الغابة، في إحدى ليالي عيد الميلاد وبينما كان يمشي اندهش لجمال وروعة ملايين النجوم التي كانت تتلألأ من خلال أغصان الأشجار الدائمة الخضرة، لخلق ذات الجو الساحر، وقام لوثر بقطع أحد الأغصان ووضَعه في بيته وزيَنه بالشموع. أسطورة أخرى تقول في ليلة الميلاد وفي أحد الأيام، صادف أن التقى حطاب فقير بصبي مفقود وجائع، ورغم فقره أعطى الحطاب الأكل والمسكن للصبي الفقير لتلك الليلة، وفي الصباح استيقظ الحطاب ليجد شجرة جميلة تتلألأ خارج بيته بينما اختفى الصبي. أسطورة أخرى تقول ربما أتى أصل شجرة الميلاد من مسرحية الفردوس في القرون الوسطى معظم الناس لم يكن لهم القدرة على القراءة والكتابة، وكانت المسرحيات تستخدم لتعليم دروس الكتاب المقدس في جميع أنحاء أوروبا. وبعد أن تم استخدام الشجرة، بدأ المسيحيون في تزيين شجرة الميلاد وزينة الشجرة لها دلالات، جميعها لها معانٍ خاصة لكن مع مرور الزمن، وبسبب علمانية عيد الميلاد فقدت هذه الرموز معناها الحقيقي، فاستخدموا النجمة وهي رمز أن الله أرسل مخلصه للعالم، ونجمة بيت لحم كانت علامة قادت الماجوس رعاة الغنم، إلى مكان ولادة الطفل يسوع. كما استخدم اللون الأحمر لتذكيرهم بدم المسيح الذي سفك من أجل أن تحصل البشرية على الحياة الأبدية. واللون الأخضر وهو لون الشجرة الدائمة الإخضرار، الذى يرى أن العلاقة مع المسيح تجعل الشخص دائم الأمل والشباب والحياة واستخدموا الجرس رمزا للمسيح وهو يبحث عن الخروف الضال وينادي عليه بهذا الجرس. والشموع تمثل نور الله، والهدية المربوطة رمز هدية السماء للبشرية للسلام والحب والأمل. وأخيراً تزيين الشجرة بالعكازة وهي تمثل عصا الراعي والتي يستخدمها حتى يقرب الخراف من بعضها ليرشدها الطريق.