تقاليع غريبة وأفكار جديدة يتنافس مصممو أشجار "الكريسماس" في ابتكارها مع حلول احتفالات أعياد الميلاد كل عام. وأثناء معايشة هذه الطقوس السنوية تتجدد التساؤلات الحائرة عن أصل هذه الشجرة وحقيقة ما يرتبط بها من أساطير وحكايات وأهم أنواعها وأحدث فنون وبدع تصميمها و تزيينها. أصلها ظهر أول مرجع مطبوع عن أشجار عيد الميلاد فى ألمانيا سنة 1531م، وتشير إحدى الموسوعات العلمية إلى احتمال بدء فكرة استخدام شجرة الكريسماس في الاحتفاء بعيد الميلاد في القرون الوسطى بألمانيا - الغنية بالغابات الصنوبرية الدائمة الخضرة - حيث كان تزيين الأشجار عادة شائعة لدى بعض القبائل الوثنية التي تعبد الإله (ثور) إله الغابات والرعد، مع قيام إحدى القبائل المشاركة في الاحتفال بتقديم ضحية بشرية من أبنائها. في حين تفسر إحدى التحليلات أصل الشجرة بأنه ما بين عامي 722 و727م، أوفد إلى هذه القبائل الوثنية القديس البريطاني "بونيفاسيوس" كي يبشرهم، فشاهدهم وهم يقيمون حفلهم تحت إحدى أشجار البلوط، وقد ربطوا طفلا وهموا بذبحه ضحية لإلههم (ثور)، فهاجمهم وأنقذ الطفل من أيديهم. ثم قام بقطع هذه الشجرة و نقلها إلى أحد المنازل وزينها، لتصبح فيما بعد عادة ورمزا لاحتفالهم بعيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام، وأطلق عليها الراهب "شجرة يسوع"، ثم انتقلت هذه العادة من ألمانيا إلى فرنساوانجلترا ثم أمريكا، وسائر دول العالم. بينما يعود استخدام الشجرة - حسب بعض المراجع - إلى القرن ال10 في انجلترا، وهي مرتبطة بطقوس خاصة بالخصوبة - حسبما وصفها أحد الرحالة العرب - وهذا ما دفع السلطات الكنسية إلى عدم تشجيع استخدامها، ولكنها انتشرت بأشكال مختلفة في أوروبا خاصة في القرن ال15 بمنطقة الالزاس في فرنسا، حين اعتبرت الشجرة تذكيرا ب"شجرة الحياة" المذكورة في سفر التكوين، ورمزا للحياة والنور، ومن هنا ظهرت عادة تعليق عناقيد الإنارة عليها.