«ضرب الحبيب مثل أكل الزبيب»، جملة شعبية مأثورة، ربما قيلت بسبب المذاق الحلو للزبيب الذى يشبه مذاق الرومانسية، وقبول أخطاء الحبيب كما لو كانت بمذاق الزبيب. «أم محمد» التى لم تكمل العقد الخامس من عمرها، فى سوق الثلاثاء بالزقازيق، تفترش الأرض ببضاعتها التي تسوقها منذ أكثر من 25 عامًا، تنادى المارة بصوتها الهادئ أو ربما المبحوح من مجادلة الزبائن وفصالهم: «الكبايتين بخمسة جنيه يا بلاش، صنع إيديا يازبيب». وتقول: «دى شغلانتى من أكثر من 25 سنة، بعد زواجى من راجل على قد حاله، خلفنا 4 عيال، وعاش المكتوب له فى الدنيا من عمره، وكان لازم أكون أب وأم بعد مماته. وتتابع ابنة «منية البندرة»، محافظة الغربية قائلة: «أنا كل يوم فى محافظة شكل بسعى على أكل عيشى، النهاردة فى الزقازيق بكره فى إسكندرية بعده فى زفتى»، قائلة بابتسامة: «من غير كدا البيت ما يمشيش ولا نتعشى يابنتى». وتقول بائعة الزبيب: «بشترى كل سنة قولى "10 طن"، وأديه للمصنع يسلقه وآخده أنشفه فى البيت وبكدا يكون زبيب». واستكملت بنبرة رضا: «كنت ببيع كباية الزبيب بجنيه واحد، النهاردة الاتنين بخمسة جنيه، والزباين بتستغلاه، والبيع قل عن الأول». واختتمت كلماتها بابتسامة عريضة: «رغم الشدة مصر جميلة وخيرها كتير بس للى يسعى».