تنفيذ خطة رائدة لإنتاج الكهرباء من الرياح وتحافظ على الطيور المهاجرة فى نفس الوقت تشهد مصر الفترة الحالية موسم هجرة الطيور؛ حيث تبدأ الطيور رحلتها الشتوية بدءًا من منتصف أغسطس وتستمر حتى منتصف نوفمبر 2017، وهى فترة وصول الطيور المهاجرة، وتمر على البلاد بالعودة من منتصف مارس وحتى نهاية إبريل المقبل. واتهم عدد من المؤتمرات العالمية مصر بقتل الطيور المهاجرة بمنطقة جبل الزيت، التى تشتمل على توربينات شاهقة الارتفاع لتوليد طاقة الرياح، وأوضحت الدراسات المزعمة أن تلك التوربينات تقتل الطيور، مما يهدد بوقف المنح والتمويلات الأوروبية. ومن جانبه، صرح الدكتور أيمن حمادة، مدير وحدة الأنواع والأجناس بقطاع حماية الطبيعة بوزارة البيئة، بأن منطقة خليج السويس وجبل الزيت تعد من أهم المناطق لتوليد طاقة الرياح على مستوى العالم، مشيرا إلى أن سرعة الرياح بتلك المنطقة تتعدى الظروف المثالية لتوليد طاقة الرياح، لافتا إلى أن المستوى الطبيعى لسرعة الرياح تصل إلى 8 إلى 10 أمتار/ الثانية، ولكن فى جبل الزيت تصل طاقة الرياح إلى 14 مترا، وأحيانا تصل إلى 18 مترا/ ثانية. وأكد أنه فى إطار الموارد الطبيعية الموجودة لمصر، كان لا بد من استغلال منطقة طبقة الزيت لتوليد الطاقات المتجددة، مشيرا إلى أنه صدر قرار رئاسى يتضمن تخصيص منطقة جبل الزيت لإنتاج الطاقة الجديدة والمتجدة. خط سير أساسى وأوضح أن منطقة جبل الزيت تعد خط سير أساسيا لمسار هجرة الطيور، وثانى أهم مسار لهجرة الطيور الحوامة على مستوى العالم، مشيرا إلى وجود حوالى 37 نوعا من الطيور الحوامة «الجارحة» التى تمر على منطقة جبل الزيت، والتى تشتمل على النسور والصقور وغيرها من الطيور الجارحة، موضحا أن الممر الوحيد لها، يدعى «الحدود الإفريقى العظيم للبحر الأحمر»، وهى الواقعة بجبل الزيت بمصر. وقال: يمر بالبحر المتوسط من 1.5 مليون إلى 2 مليون طائر سنويا خلال هجرة الطيور، قادمة من أوروبا وشمال آسيا، وتذهب فى مدار رحلتها الشتوية وتمر على سيناء وبالتحديد بمنطقة رأس محمد، وخليج باب المندب وتذهب إلى قارة إفريقيا، وتقوم بعملية التشتية والتكاثر، وتعود مرة أخرى فى الربيع. وتمر أن هذه الأعداد على مصر خلال الفترة من 20/8 إلى 20/11، مشيرا إلى أن فترة الخريف والربيع تعد من أهم الفترات التى تشهد تكاثفا ملحوظا فى أعداد الطيور،لافتا إلى أنها تمر مرة أخرى على البلاد بداية من 20/3 إلى نهاية سبتمبر. وأوضح مدير وحدة الأنواع والأجناس بوزارة البيئة، أنه لإجراء التوازن بين الحفاظ على هجرة الطيور، وبين إنتاج طاقة الرياح بجبل الزيت، والتى تشتمل على مسافة 1200 كيلو متر مربع، كان لا بد من إجراء التنسيقات والاستعانة بالتكنولوجيا الحديثة المتطورة لإنهاء تلك المشكلة، والتى تتمثل فى الحفاظ على الطيور المهاجرة وإنتاج الطاقة المتجددة، موضحا أنه تم إنشاء مشاريع كبرى لطاقة الرياح وجار حاليا استكمال باقى المشاريع، لتغطية ال1200 كيلو متر بالكامل حماية الطيور المهاجرة أكد أنه تم اتباع نموذج «موديل» للإدارة الفاعلة والنشطة لتوربينات طاقة الرياح بجبل الزيت بالبحر الأحمر، موضحا أن هذا البرنامج سيساهم فى حماية الطيور المهاجرة والحفاظ على إنتاج الطاقة المتجددة فى ذات الوقت، لافتا أن هذا المشروع إذا نجح ستعد مصر أولى البلاد تطبيقا ونجاحا لهذا المشروع. وقال لأول مرة يتم تطبيق نموذج للإدارة النشطة لتوربينات الرياح على مساحة شاسعة بهذا القدر على مستوى العالم. الجهات المعنية وقال إن الجهات المعنية بأمر إنتاج الطاقات المتجددة بجبل الزيت والحفاظ على هجرة الطيور، هى وزارة البيئة، وهيئة الطاقة الجديدة والمتجددة بوزارة الكهرباء والشركة المصرية لنقل الكهرباء، مشيرا إلى أن جهاز شئون البيئة قام بتوقيع بروتوكول مع هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة والشركة المصرية لنقل الكهرباء، والمركز الإقليمى للطاقة الجديدة والمتجددة، بشأن إدارة توربينات الرياح، لافتا إلى أن المركز الإقليمى للطاقة الجديدة والمتجددة يشارك به حوالى 15 دولة عربية. وأوضح أن برنامج الإدارة النشطة والفاعلة لإنتاج طاقة الرياح بمنطقة جبل الزيت مسئول عن ترويج ودعم إنتاج الطاقة الجديدة والمتجددة فى مصر، ويناقش الإطار الاستراتيجى، والتنفيذى للتأثير البيئى لرصد الطيور، والأثر البيئى لها بالإضافة إلى التحكم فى توربينات طاقة الرياح طبقا لمعدلات هجرة الطيور بالمنطقة العربية. رادارات لرصد الطيور قال إن وزارة البيئة قامت بإلزام هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة بأن يتم رصد هجرة الطيور بواسطة، التقنيات التكنولوجية الحديثة والتى تتمثل فى طريقتين.. الأولى تتضمن الالتزام بتركيب ردارات خارج محطات توربينات الرياح، لاكتشاف وجود أسراب من الطيور أثناء هجرتها وقدومها للمحطات، والطريقة الثانية تتمثل فى وجود أفواج لتتبع هجرة الطيور. كما ألزمت وزارة البيئة المشاريع الاستثمارية بتركيب ردارات خارج محطات الرياح لاكتشاف وجود أسراب أو أعداد قبل قدومها إلى البلاد بمقدار خمس إلى عشر دقائق، لإغلاق توربينات الرياح، وتسمى طريقة «الغلق عند الحاجة»، مشيرا إلى أن هناك بعضا من الدول العالمية التى تقوم بإغلاق توربينات الرياح أثناء موسم هجرة الطيور نهائيا، ولكن البلاد لا تستطيع عمل ذلك، لأنه يتسبب فى فقد طاقة بكميات كبيرة، بالإضافة إلى إلزام الحكومة بدفع تعويضات للمستثمرين نتيجة إيقاف تلك التوربينات. تقرير «ناشيونال جيوجرافيك» أوضح مدير وحدة الأنواع والأجناس بقطاع حماية الطبيعة، أن التقرير الذى نشرته قناة «ناشيونال جيوجرافيك» العالمية، يُوقع مصر تحت ضغوط سياسية عديدة من الاتحادات والمؤتمرات الدولية، ويهدد البلاد بعدم الحصول على تمويلات ومنح لخدمة البيئة وخدمة البلاد. وأكد أن الدولة متمثلة فى وزارة البيئة قامت بالعمل بجدية لمدة عامين لرصد الأرقام الحقيقية للطيور التى تقتل أثناء هجرتها بالبلاد، موضحا أن اتفاقية المجلس العالمى للطيور، هى التى رصدت تلك الدراسات الخاطئة، واستعانت منها قناة «ناشيونال جيوجرافيك»العالمية، والتى تزعم بقيام مصر بقتل 5.7 مليون طائر أثناء هجرة الطيور، وتم إثبات أن تلك الدراسات خاطئة واعتمدت على رصد أرقام من التسعينيات، مؤكدا أن الأعداد التى تم تسجيلها بالشباك لا تتجاوز بين 660 ألف طائر، لافتا إلى إن الوفد المصرى استطاع أن يكشف تلك الحقيقة للميديا العالمية من خلال المؤتمرات العالمية. موضحا أن هناك أحد العلماء الذين شاركوا فى التقرير المزعم ب «ناشيونال جيوجرافيك» هو نفسه شارك بالتقارير المصرية وأثبت قتل 660 ألف طائرا فقط، وكانت ألمانيا قد أمرت بمنع السياحة إليها نظرا لقتلها الطيور المهاجرة بعد تقرير «ناشيونال جيوجرافيك»المزعم. الدكتور جمال جمعة، الأمين العام المساعد للاتحاد العربى لحماية الحياة البرية الآثار البيئية وأشار مدير وحدة الأنواع والأجناس بقطاع حماية الطبيعة إلى الانتهاء من الدراسات الاستراتيجية لتقييم الآثار البيئية والاستراتيجية لمشاريع طاقات الرياح المقام بمنطقة جبل الزيت بالبحر الأحمر، مؤكدا أن مصر بصدد وضع الخطوط العريضة لإنشاء بروتوكول موسع يتضمن العديد من البنود التى لا بد وأن يلتزم بها مستثمرو طاقة الريح تجاه البيئة. اتفاقية سايتس ومن جانبه، أوضح الدكتور جمال جمعة، الأمين العام المساعد للاتحاد العربى لحماية الحياة البرية بجامعة الدول العربية، أنه خلال موسم هجرة الطيور تتعرض الطيور لمخاطر كبيرة أثناء رحلتها، وأكد أن هناك العديد من الأفواج من دول الخليج العربى الذين ينتظرون موسم هجرة الطيور الجارحة لصيدها، للتباهى بها، ولكنه قال إن اتفاقية سايتس العالمية والموقعة عليها مصر، تنص على منع الاتجار بالطيور النادرة وتجريم صيد أي من الطيور بصفة عامة أثناء موسم الهجرة. تقييم الوضع ومن ناحيته، قال الدكتور وحيد سلامة، مدير مشروع تنظيم صيد الطيور على طول ساحل البحر المتوسط، إن مسار هجرة الطيور الجارحة غير مسار هجرة الطيور العادية على مستوى العالم، مشيرا إلى أن هناك نوعين يمران على مصر من خلال البحر الأحمر، وأوضح أن هناك التقييم الذى يتضمن الرد على اتهام مصر بصيد طيور بأعداد ضخمة أثناء هجرتها، لافتا أنه يتم تقييم هذا الأمر، ورصد أعداد وأنواع الطيور التى يتم صيدها أثناء موسم الهجرة، مشيرا إلى أنه يتم حاليا تجميع بيانات لرصد أعداد الطيور التى يتم قتلها، وتوضيح وضع الصيد على الساحل الشمالى لمصر، وأنماط الصيد، وتحقيق الاستدامة للصيد وأوضح أن التقييم كذلك يتناول أهمية عملية الصيد لدى المواطنين، وفائدتها البيئية، ونواحيها الاقتصادية والاجتماعية للمواطنين القاطنين بمنطقة هجرة الطيور، وذلك لتحقيق الاستدامة فى الحفاظ على الطيور المهاجرة وحمايتها وحماية حقوق المواطنين، مؤكدا أنه يتم عمل برامج البيئية لمناطق هجرة الطيور حتى تستمر الهجرة بأمان. إزالة الشباك وأعلنت وزارة البيئة، عن تنفيذ حملة بعدد من المحميات الطبيعة لإزالة شباك ووسائل الصيد المخالفة لأحكام السيطرة على المناطق الشاطئية ومنع كافة وسائل صيد الطيور المهاجرة، وأشار المهندس أحمد سلامة، رئيس قطاع حماية الطبيعة إلى أن الحملة شملت المناطق الشاطئية الواقعة شمال الطريق الدولى الساحلى بمسطروة بمحمية البرلس، بالإضافة إلى المناطق الساحلية وامتداد بحيرة مريوط شرقًا والسهول الداخلية بمحمية العميد جنوبًا. وأكد الدكتور محمد العيسوي، مدير عام محميات المنطقة الشمالية استمرار الحملات بجميع المناطق الساحلية الواقعة بنطاق محميات المنطقة الشمالية بمحميات أشتوم الجميل والبرلس والعميد وحتى السلوم طوال فترة موسم هجرة الطيور للموسم الحالي، مشيرا إلى أن الموسم الحالى يشهد القيام بأعمال رصد وعد الأنواع من الطيور المهاجرة وتحديث قواعد البيانات الخاصة بأعداد الطيور المهاجرة وأنواعها.