وصل وزير الخارجية الفرنسي، جون إيف لودريان، أمس الأحد إلى الجزائر في زيارة رسمية يبحث فيها العديد من الملفات الدولية، منها أزمة استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، والوضع في ليبيا، والساحل الأفريقي. ويترأس لودريان، الذي يصاحبه وزير الاقتصاد والمالية برونو لومار، الوفد الفرنسي للدورة الرابعة للجنة المختلطة الجزائرية - الفرنسية. وقالت السفارة الفرنسية في الجزائر، في بيان صحافي، إن لودريان سيتناول مع نظيره الجزائري عبد القادر مساهل، الحوار الثنائي حول المسائل السياسية والأمنية، لافتةً إلى أن الطرفين سيبحثان التحديات الكبرى الجهوية والدولية التي يجب على الجزائروفرنسا مواجهتها خاصة الوضع في ليبيا، والساحل، وأيضاً مكافحة الإرهاب. وكشفت مصادر دبلوماسية لوكالة الأنباء الألمانية، أن وزير الخارجية الفرنسي سيبحث في الجزائر، قضية رئيس الوزراء اللبناني "المستقيل" سعد الحريري، وسبل الحفاظ على الاستقرار في لبنان. ومن المرتقب أن يزور لودريان، السعودية في الأيام المقبلة، في مسعىً للتخفيف من تبعات إعلان الحريري استقالته من الرياض. من جهة أخرى، تشكل الدورة الرابعة للجنة المختلطة الجزائرية الفرنسية، فرصة للتطرق إلى الوضع الاقتصادي والسياسات الاقتصادية والمالية للبلدين، ومساهمة فرنسا في تنويع الاقتصاد الجزائري. ويبحث الوفد الفرنسي مع كبار المسؤولين الجزائريين وأعضاء في الحكومة، الشراكة الصناعية الجزائرية الفرنسية، وإمكانية تعزيز الشراكة الاستثنائية التي تربط البلدين، في إطار التحضير لالتئام اللجنة الحكومية رفيعة المستوى المقبلة التي يترأسها رئيسا وزراء البلدين. وستشهد الزيارة توقيع اتفاقات للتعاون الصناعي وترقية الصادرات، ومنها اتفاقية لإنشاء مصنع لعلامة السيارات الفرنسية "بيجو" بولاية وهران، غربي الجزائر. وتصل المبادلات التجارية بين الجزائروفرنسا إلى 8 مليارات دولار، حيث تعتبر الجزائر في طليعة الشركاء الاقتصاديين لفرنسا في أفريقيا، في حين تعد فرنسا المستثمر الأجنبي الأول في الجزائر، خارج قطاع المحروقات، عبر 450 شركة ساهمت في توفير 40 ألف وظيفة مباشرة و100 ألف وظيفة غير مباشرة، في قطاعات النقل، والسيارات، والصناعات الغذائية، والمواد الصيدلانية.
