في مشهد جنائزي مهيب اختلط بالدموع والحزن على رحيل ثاني شهداء مدينة شربين بمحافظة الدقهلية، بعد يوم واحد من اشتشهاد المجند أحمد حامد يوسف دهب، المجند بالخدمات الأمنية بقوات الأمن ببورسعيد، والذي استشهد بعد إصابته بطلقات نارية بالرأس والظهر. شيع الآلاف من أهالي قرية أبو جلال، مجند الصاعقة عادل أحمد زكي الهلالي "22 سنة" والذي استشهد بطلقات جماعة "بيت المقدس" الإرهابية خلال مطاردة القوات المسلحة للعناصر الإرهابية لتطهير سيناء، وشارك في توديع الشهيد قيادات وضباط وجنود القوات المسلحة من زملاء الشهيد، والمحاسب عبدالعزيز فرج، رئيس مجلس مدينة شربين، والعميد مجدي أبو شادي، مأمور مركز شربين، والنقيب أحمد محمد حسين، معاون مباحث شربين. وقام أهالي قرى أبو جلال باستقبال جثمان الشهيد بمدينة شربين قبل وصوله لقريته المهندس، والتي تبعد عن المدينة ب 20 كيلو متر، بمسيرة كبيرة.. واحشد الأهالي في 10 سيارات ربع نقل، وقاموا بتركيب الميكرفونات ورددوا هتافات "لاإلة إلاالله.. الشهيد حبيب الله "،"الإرهاب عدو الله "، حتى وصلوا لمسجد القريه الكبير، حيث أقيمت جنازة الشهيد، وما أن وصل الجثمان حتى علت أصوات زغاريد سيدات القرية. والشهيد هو الإبن الأصغر لأسرته المكونة من 6 أفراد، شقيقه الأكبر محمد، متزوج ويعمل مزارعًا، وشقيقتاه أحلام وإيمان متزوجتان، ووالده كان يعمل مزارعًا بسيطًا بقطعة الأرض الصغيرة، والتي لا تتعدى عدة قراريط، غير أنه توفي منذ شهرين. وبدموع الحسرة والألم، قالت صابرين محمدالقصبى عيسي، والده الشهيد، فوضت أمري لله العلي القدير.. ينتقم لإبني من الظلمة.. دول مش أخدوا ضنايا بس دول أخدوا عيني وروحي الوحيد. وأضافت أن الشهيد كان دائم السؤال عليها من بعد وفاة والده قائلة" أنا حاسه بالحسرة بس هو اللي كان بيصبرني وبيقول لي ما تخافيش يا أمي أنا عمري ما هاسيبك.. وإنتي هتبقي معايا بعد ما اتجوز وأنا اللي هاخدمك وعمرك ما هتتحوجي ولا تحتاجي لحد وأنا موجود. وروت والدة الشهيد تفاصيل أخر مكالمة بنجلها قائلة" اتصل بيا قبل المأمورية ب 6 ساعات وطلب مني أدعي له هو وزمايله وقال لى "احنا رجاله يا ما وهنموت فدا البلد اللي كلنا عايشين من خيرها، والأنجاس دول هنسحقهم وربنا هينصرنا عليهم لأنهم على باطل واحنا اللي على حق والحق حبيب الرحمن". وأضاف رضا زكي الهلالي، موظف بالتربية والتعليم وابن عم الشهيد عادل الهلالي، أن ابن عمه كان يستعد لحفل زفافه فى شهر فبراير المقبل أي بعد شهرين، حيث كان من المقرر أن ينتهي من فترة تجنيده، وأنه اتفق معه في آخر إجازة شاهدته فيها منذ 10 أيام على تقديم الشبكة بعد الانتهاء من تشطيبات عش الزوجية بمسكن أسرته غير أن الإرهاب حوّل فرح الأسرة لمأتم. وأشار مصباح شوشة، ابن خالة الشهيد، إلى أن آخر اتصال معه كان من يومين قبل استشهاده، وسأله عن صحه والدته المتدهورة حزنا على وفاة أبيه وعلى خطيبته وجميع أقاربه، وطلب منه توصيل سلامه للجميع. فاطمة على مراد، خطيبته وابنه قريته التي كان يستعد لزفافه عليها، أصيبت بحالة عصبية والصدمة افقدتها النطق ولكن دموعها التي تنهمر كالمطر لا تتوقف. وقالت والدة خطيبتة، أنه اتصل بخطيبته للاطمئنان عليها قبل استشهاده بيومين وأنه كان يضحك معها ويقول لها "يلا خلصي حاجات الجهاز علشان فاضل شهرين وأنزل اتجوز وأبدأ حياتي بقى"، ولكن القدر لم يمهله الفرحة. أما خالات الشهيد الأربعة، وهم زينب وفايزة وثريا ورضا القصبي عيسى، فقد أصبن بحالة من البكاء الهستيري، وكل منهم تقول أنها فقدت ابنا وليس ابن أخت، فهو كان دائم السؤال، ويساعدهن في كل مناسباتهم وأفراحهم ولا يترك واجبًا، كان رغم صغر سنه حنونًا عطوفًا بارًا بأهله وعف اللسان. وتابعت سارة الشربيني الحسين، جارة الشهيد عادل، وهي طالبة عمرها 15 عاما "أنا ما عدش ليا حد يسأل عليا، أخويا مات، الله يرحمك يا عادل كنت نعم الأخ" وكان "بيعطف عليا وبيراعيني زي أخويا وأكثر وأنا فقدت ظهري وسندي ربنا ياخد الإرهابيين، ومصيره في الجنة ان شاء الله ونعيمها" وقال رمضان المتولي الخضرجي، اعرف الشهيد عادل من طفولته محترم ومهذب على الفطرة، وليس له أي انتماءات سياسية وعمره ما زعل حد". وطالب الخضرجي الحكومة والجيش والشرطة والرئيس عدلي منصور باتخاذ أقصى درجات العقوبة ضد من يرفع السلاح فى وجه أي مصرى، مطالبا بفتح باب التطوع لكافة أبناء الشعب المصري لمساندة الجيش في حربة ضد الإرهاب.