ناقشت 3 كاتبات إماراتيات التحديات التي واجهنها خلال محاولتهن سرد القصص والحكايات التراثية، ضمن جلسة خاصة نظمها مشروع "كتب - صُنعت في الإمارات"، الذي ينفذه المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، والمعهد الألماني "معهد جوته" بمنطقة الخليج، ضمن فعاليات الدورة ال36 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب. وترأست الجلسة التي شاركت فيها كلٌّ من أميرة بن كدرة، وميثاء الخياط، وعلياء الشامسي، الكاتبة والرسامة الألمانية أوته كراوس التي تمتلك خبرة طويلة في مجال الكتابة الإبداعية من خلال تأليفها 22 كتابًا مصورًا وغير مصور للأطفال، فضلًا عن رسمها 400 كتاب للأطفال واليافعين. وأكدت كراوس خلال الجلسة أن الكثير من القصص والحكايات الشعبية تتصف بعالميتها "نلاحظ وجود عناصر متشابهة في هذه الحكايات بجميع أنحاء العالم، ويتماثل بعضها لدرجة تجعلنا متأكدين من أنها أتت من المصدر نفسه بطريقة أو بأخرى"، مشيرة إلى أهمية وجود قراءات مختلفة "لأننا حين نتأمل هذه الحكايات، نجد أن الأجيال تناقلت بعضها في الصحراء، وبعضها الآخر في البحار، وفي الجبال، والسهول، ولهذا تختلف هذه الحكايات وفق أساليب الحياة، والبيئة، وطرق التواصل المختلفة، وإذا لم يروِ الآباء لأبنائهم هذه الحكايات على اختلافها، فإن الأبناء لن يصبحوا قرّاء". ووافقت الكاتبة الإماراتية ميثاء الخياط على طرح كراوس "عند خط سطور القصة التراثية التي أوكلت إلى كتابتها، شعرت بحاجتي للمحافظة على الهيكل السردي للحكاية، لكنني أردت كتابتها بطريقتي الخاصة، وبما أن أبناءنا وبناتنا لا يعرفون بعضهم جيدًا، ولا يعرفون تراث مجتمعنا بشكل موسّع، يقع سرد هذه الحكايات وكتابتها على عاتقنا ككاتبات ورسامات، أما مهمة جعل هذه الكتب جذابة، ومثيرة، وممتعة، فهي مسؤولية الناشرين"؛ وأشارت أميرة بن كدرة إلى مواجهة بعض الصعوبة أثناء العمل على كتابها "لأنني أردت التأكد من أن رسالة القصة وجذورها التراثية واضحة، لكنني شعرت بأن القصة جامدة بعض الشيء، وأنني بحاجة إلى كسر هذا الجمود، فقمت بإضفاء بعض الطرفة والدعابة والمرح عليها". وأكدت الكاتبة علياء الشامسي أن أغلب الحكايات التي رُويت لها، وتلك التي سمعتها من أشخاص آخرين، تبعث على التأمل والتفكير "كانت مقلقة، ووجب علي التخفيف من حدتها بطريقة ما، لكنها كانت مقبولة نوعًا ما تماشيًا مع حياتنا اليومية، إذ نحتاج أحيانًا أن نروي بعض القصص المخيفة لأطفالنا، فعندما تمتلك 6 أطفال، ستساعدك هذه الطريقة في بقائهم بجانبك، والتأكد من أنهم لن يتركوك ولن يضيعوا منك". وبعد أن أكملت الكاتبات كتابة قصصهن، سيقمن بإضافة الرسوم عليها بالتعاون مع الرسام الإماراتي عبد الله الشرهان وفريق عمله وتجهيزها للنشر قبيل الدورة المقبلة من مهرجان الشارقة القرائي للطفل، في أبريل المُقبل؛ وسبق للكاتبات المشاركة في ورشة عمل استضافها معهد الشارقة للتراث على مدار 4 أيام في أبريل الماضي -أدارتها أيضًا كراوس- تناولت كيفية إحياء فن سرد الحكايات الشعبية والتراثية، وتدوينه في كتاب، وأُقيمت ضمن الدورة السادسة لمشروع "كتب - صنعت في الإمارات".