حذرت جامعة الدول العربية من خطة الترتيبات الأمنية التي اقترحتها الإدارة الأمريكية لاتفاق السلام الفلسطيني – الإسرائيلي، مشيرة إلى أن هذه المقترحات تمثل تراجعا أمريكيّاً عن مواقف سابقة للتوصل إلى حلّ نهائي وشامل دون تجزئة، حيث يربط الجانبان: الأمريكي والإسرائيلي، التقدم بمقترحات للحلّ السياسي بالموافقة الفلسطينية المسبقة على الحل الأمريكي الأمني، وهو ما يرفضه الجانب الفلسطيني. وينص مقترح الاتفاق على إدارة مشتركة على الحدود مع الأردن، وخاصة على المعابر، مع إمكانية تواجد أمريكي، وفي هذا الإطار ذكرت الجامعة أن تقييم التواجد العسكري الإسرائيلي مرتبط - خلال الفترة الانتقالية - بمدى قدرات الجانب الأمني الفلسطيني، وهو ما يفتح الطريق أمام وجود إسرائيلي دائم عن طريق المراوغة الإسرائيلية المعهودة. ونوهت الجامعة العربية - في تقرير لها اليوم السبت – عن بيان وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في 16 ديسمبر الجاري، الداعم للجهود الأمريكية، واستعداده لتقديم صفقة غير مسبوقة من الدعم السياسي الاقتصادي والأمني للفلسطينيين والإسرائيليين عند التوصل لاتفاق سلام نهائي. وفي ضوء ما سبق اعتبرت الجامعة العربية أن تصريحات نتنياهو وليبرمان، وأحزاب الائتلاف اليميني الحاكم، هي تعبير عن الموقف الحقيقي للحكومة الإسرائيلية من المفاوضات، والذي يؤكد - بشكل قاطع - غياب شريك السلام الإسرائيلي وعدم وجود برنامج سلام حقيقي لدى الحكومة الإسرائيلية، التي تعمل على إفشال مساعي السلام، والقضاء على أيّة فرصة لنجاح المفاوضات، وتعمد إلى شلّها ووقفها سواء بتصاعد الاستيطان والعدوان على الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته، أو بالتصريحات العلنية أو المواقف المتعنّتة في جولات التفاوض، والتي تلخّص أن مفهوم الأمن لها هو استمرار الاستيطان وتهويد القدس والمقدسات، وتهجير الفلسطينيين قسراً من أراضيهم، والإصرار على السيطرة على الأغوار الفلسطينية المحتلة، وتعتمد تحقيق ذلك عن طريق المماطلة والتمسك بالاحتلال، والعمل على إدارة الصراع وليس حلّه، والتنكّر بشكل كامل لتحقيق تقرير مصير الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.