في قضية فساد مستمرة منذ الثمانينات، أقام المواطن أحمد رجائي محمد دعوة قضائية، ضد عدد من الوزارات، بسبب التعدي على مقدسات أراضي سيناء والعمل على ضياع هيبتها الدينية. حيث بدأ الأمر في العصر الحديث، حين كان رهبان دير سانت كاترين ملتزمين بالحدود التي بنى عليها الدير وجزء من الوادي المقابل للدير لزراعة أشجار الزيتون وبعض الفاكهة والخضروات التي يقتاتون بها، ولكن في منتصف الثمانينات من القرن العشرين، بدأ رصد بعض الأنشطة المشبوهة، والتي قامت بتغيير اسم "الوادي المقدس طوى" إلى وادى الأربعين" بجميع الخرائط الرسمية والسياحية ورغم أن الاسم القديم هو الاسم الذى اختاره الله وذكره في القرآن، وجاء الاسم الجديد نسبة لمقتل أربعين راهبا إبان الحكم اليوناني في هذا المكان. ومن ثم بدأ الدير بشراء الوديان المؤدية إلى المنطقة من البدو، وقام ببناء سور علي كافة أضلاع الوادي وإقامة بوابة علي المكان، وهى 6 وديان أهمها "منطقة النبي هارون ووادي تلعة ومدخل سهل الراحة عند جبل النبي صالح". ولم يستقر الأمر علي ذلك، بل قام المتعدون بإخفاء الأثر القرآني المتمثل في الاثنتي عشرة عينا، التي كانت إحدى معجزات الله على يد نبيه موسي، حين عطش بنو إسرائيل في صحراء سيناء خلال الأربعين عاما التي حكم الله عليهم فيها بالضياع ولقبت ب "سنوات التيه"، حيث قاموا ببناء سور عالٍ على حرف جبل مستكملا باقي السور الذى تم بناؤه على الوديان، ومن ثم أهالوا عليه الحجارة إلى أن اختفى. كما أكد المذكور في دعوته المنظورة أمام المحكمة أن الأرض المسورة خالية تماما من أي بشر أو حياة، بما فيها المكان الذى تم اغتصابه عند وادي الطرفة بدعوى أنه دير للراهبات وليس به أي راهبة إلا عدد من الرهبان الذين يأتون في كل أسبوع من دير سانت كاترين، ليبيتوا فيه ثم يغادرونه في اليوم التالي. والغريب في الأمر أن رد قرار جهة الإدارة كان سلبيا، حيث امتنع عن إزالة التعديات الواقعة على أراضي الدولة بمحافظة جنوبسيناء، خاصة محمية سانت كاترين الطبيعية والأثر القرآني عيون موسي، والمتمثلة في إقامة أسوار ومبان وزراعات واستجلاب أجانب للإقامة بها بما، يخالف القانون مع ما يترتب علي ذلك من أثر، كما كان نفس الرد في الدعوى المقامة على إعادة الأسماء الحقيقية للأماكن مرة أخري، خصوصا أن تلك الأسماء هي التي ذكرها الله في كتبه المقدسة، كمنطقة الطور والذى اقسم به الله عز وجل والوادي المقدس طوى الذى ذكره الله حين ألقى رسالته على النبي موسي وحقق له معجزة تحول عصاته الشخصية لثعبان ليضاهي بها سحرة فرعون. ومازالت القضية تحت النظر منذ عام 2011، والغريب في الأمر أن الاتحاد الأوروبي وبدون سابق إنذار تبرع بتكلفة مشروع لمد مياه النيل لهذه المنطقة، والتي وصلت لمنطقة رأس سدر بتكلفة 100 مليون دولار وذلك ليس إلا مشروع استيطان.. حسب ما جاء في الدعوى المقدمة من قبل "أحمد رجائي"، سيما وأنه عندما يحاول أي من البدو حفر أى بئر لإقامة حديقة أو رعي أغنام، تقوم السلطات بردمه وتوقيع أقصى الغرامات. واستطرد قائلا في نص دعواه، أنه فوجئ بأن الأعين الاثنتي عشرة المقدسة غير مدرجة كأحد المواقع الأثرية بالمنطقة حين استنجد بالمنطقة الأثرية بسانت كاترين، ولكنهم يعتبرونها أحد المزارات السياحية وقام دير سانت كاترين ببنائها في فترة زمنية بعيدة بغرض حمايتها.