حفاظا علي ما اعتبره ثابتا من ثوابت الأمن القومي وإحدي ركائز الاستقرار علي الحدود الشرقية للبلاد، اختصم الخبير الاستراتيجي اللواء أحمد رجائي عطية كلا من رئيس الجمهورية، حال اختياره بصفته، ورئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة بصفته، ورئيس مجلس الوزراء بصفته، ووزراء الدفاع والسياحة والبيئة.. ورئيس المجلس الأعلي للآثار، ورئيس إدارة الأمن القومي.. ومحافظ جنوبسيناء «كل بصفته»، لإلزامهم جميعا بإزالة التعديات الواقعة علي الأثر التاريخي «عيون موسي» والإبقاء علي اسم الوادي المقدس «طوي» كما هو دون تغييره إلي وادي الأربعين. وطالب رجائي في دعواه التي اختصم فيها أيضا المطران المسئول عن دير سانت كاترين بمحافظة جنوبسيناء، بإزالة التعديات الواقعة علي وادي التلعة ووادي جباليا ووادي الطرفة.. ومنطقة النبي صالح.. وسهل الراحة بسانت كاترين.. وهي عبارة عن إقامة أسوار ومبان وزراعات، واستجلاب أجانب للإقامة بها بالمخالفة لقانون المحميات.. الأمر الذي يهدد الأمن القومي للبلاد، إذ إن تلك الأماكن تشكل 20% من مساحة جنوبسيناء. وأوضح رجائي في دعواه، التي حصلت «روزاليوسف» علي نسخة منها، أن الرهبان الموجودين بدير سانت كاترين، التزموا حتي وقت قريب بالحدود التي بني عليها الدير، وجزء من الوادي الذي أمامه لزراعة أشجار الزيتون، وبعض أشجار الفاكهة والخضروات التي يقتاتون بها. وكانت تحركاتهم تحت إدارة سلاح الحدود. لكن في منتصف الثمانينيات بدأ نشاط مشبوه في هذه المنطقة المقدسة وفي التراب المصري وتحت أبصارنا، بل بمباركة المسئولين وأجهزة الأمن.. وقد تمثلت هذه التصرفات في تغيير اسم الوادي المقدس «طوي» إلي اسم «وادي الأربعين»، علي جميع الخرائط الرسمية أو السياحية، والأربعون هذه نسبة إلي مقتل أربعين راهبا إبان الحكم اليوناني في هذا المكان. ثم بدأ الدير في شراء الوديان المؤدية إلي المنطقة من البدو وتم بناء سور علي جميع أضلاع الوادي إلي أن وصل ارتفاع السور في بعض الأمكنة منها إلي ثلاثة أمتار، ثم إقامة بوابة علي المكان بعد وضع الصلبان علي جميع الأسوار والبوابات وهذه الوديان هي: 1- وادي التلعة.. وهو المطل علي سهل الراحة من الجهة الشمالية. 2- وادي جباليا.. وهو المسلك الوحيد إلي مدينة الطور عبر جبال سربال. 3- منطقة النبي هارون.. وهي المطلة علي سهل الراحة ومفترق الطرق لهذه المنطقة. 4- وادي الطرفة.. وهي منطقة حاكمة في وادي فيران المؤدي إلي الدير وبه الطريق المؤدي إلي شرم الشيخ.. في مساحة لا تقل عن 3000 فدان. 5- مدخل سهل الراحة عند جبل النبي صالح. 6- الطامة الكبري في وادي «طوي» إنهم لم يكتفوا بتبديل اسم الوادي المقدس طوي إلي وادي الأربعين، بل تعمدوا أيضا إخفاء الأثر القرآني المتمثل في الاثنتي عشرة عينا التي أمر الله موسي بأن يضرب الحجر «الجبل» فتنزل المياه العذبة من كل ضربة حتي يعلم كل قوم إسرائيل بمشربه نسبة إلي الاثني عشر سبطا. قال الله تعالي: «وإذ استسقي موسي لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا». لقد أقاموا علي حرف هذا الجبل من ضمن السور الذي تم بناؤه.. سورا عاليا ثم أهالوا حجارة الجبل عليه.. فاختفي هذا الأثر واندثر.. إنه بالتحديد علي بعد مسيرة حوالي خمس عشرة دقيقة من مدخل الوادي.. إن جميع هذه الأراضي المسورة خالية تماما من أي بشر أو أي حياة، حتي أن المكان المغتصب عند وادي الطرفة.. بدعوي أنه دير للراهبات، وليس به أي راهبة، ولا أي شخص، إلا بعضا من الرهبان الذين يأتون في كل أسبوع من دير سانت كاترين ليبيتوا فيه ثم يغادرونه في اليوم التالي. ومن الغريب أن الاتحاد الأوروبي تبرع بمشروع لمد مياه النيل التي وصلت لمنطقة رأس سدر ولمسافة حوالي 270 كيلومترا علي الأقل لكي تصل إلي منطقة سانت كاترين، وبتكلفة مبدئية 100 مليون دولار.. وهو ما يعني أن هناك مخططا لاستيطان ما!