أكد أعضاء المجلس الأعلي للقوات المسلحة أن مصر قادرة علي حماية حدودها وتأمين أرض سيناء تأمينا كاملا, وأن أرض مصر سوف تظل حرة وآمنة رغم أنف المدعين والذين يحاولون جاهدين في الآونة الأخيرة النيل من عزم أبناء شعب مصر العظيم, مؤكدين أن بدو سيناء ملتحمون مع قواتهم المسلحة من أجل الذود عن كل حبة رمل في أرض الفيروز. جاء ذلك خلال المؤتمر الشعبي الموسع الذي عقدته نخبة من قيادات القوات المسلحة ظهر أمس مع أهالي محافظة جنوبسيناء بمقر محافظة جنوبسيناء بمدينة الطور, بحضور اللواء أركان حرب عادل عمارة عضو المجلس الأعلي للقوات المسلحة, واللواء أركان حرب صدقي صبحي قائد الجيش الثالث الميداني, واللواء أركان حرب أحمد يوسف عبدالنبي قائد قوات حرس الحدود, واللواء أركان حرب طاهر عبدالله رئيس الهيئة الهندسية, واللواء أركان حرب كمال عامر قائد الجيش الثالث الميداني الأسبق, واللواء محمود يسري الديب مساعد وزير الداخلية, وعدد من شيوخ القبائل وعواقل البدو, وممثلي شركات السياحة والبترول والمستثمرين ورجال الدين الإسلامي والمسيحي وعدد من شباب بدو سيناء. بدأ المؤتمر بكلمة اللواء أركان حرب عادل عمارة عضو المجلس الأعلي للقوات المسلحة, قدم فيها خالص عزائه نيابة عن المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة لأسر الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم في الأحداث الأخيرة التي شهدتها محافظة شمال سيناء, داعيا الحاضرين للوقوف دقيقة حدادا علي أرواح الشهداء. وأضاف أن أهمية هذا اللقاء جاءت من أجل التواصل مع أهالي سيناء دائما ومن أجل الحفاظ علي أمن مصر القومي, خاصة بعد نصر أكتوبر1973, ثم تساءل: كيف يكون هناك استقرار وأمن تحت العنف؟.. لهذا علينا أن نتكاتف جميعا من أجل عودة الاستقرار والأمن لسيناء, وهذا يتطلب تكاتف قوات الشرطة المدنية وقوات الجيش مع أهالي سيناء, وأكد أنه سوف يتم النظر في العديد من الأحكام الخاصة بأبناء بدو سيناء والتي صدرت غيابيا ضد البعض منهم. وأكد أن المجلس علي اتصال دائم بمختلف الوزارات المعنية من أجل خدمة جنوبسيناء, وأن المجلس مستمر في التواصل مع المحافظين, وأعلن أن المشير طنطاوي أمر بإنشاء محطة تحلية جديدة للمياه في جنوبسيناء والعديد من منافذ توزيع المنتجات لأهالي جنوبسيناء, ووعد بأن سيناء سوف تشهد خلال الفترة المقبلة تنمية حقيقية سوف تدخل بها كمنطقة حضارية, مشيرا إلي أن مجلس الوزراء منعقد من أجل حل العديد من المشكلات. وعبر أهالي جنوبسيناء, خلال المؤتمر, عن خالص امتنانهم للمجلس الأعلي للقوات المسلحة, مؤكدين أن القوات المسلحة سوف تعبر بسيناء إلي بر الأمان, كما عبرت بمصر في أكتوبر.1973 وعرض البعض منهم عددا من الاقتراحات مثل تنمية بعض المناطق صناعيا حتي تدر دخلا علي أبناء سيناء وإنشاء مراكز تدريب لأبناء الجنوب, وضرورة إنشاء معدية بالقرب من نفق الشهيد أحمد حمدي, كذلك إعادة تشغيل ميناء الطور الذي يوفر العديد من فرص العمل لشباب جنوبسيناء. وفي استجابة سريعة لذلك, تواصل اللواء عمارة مع المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس إدارة شركة المقاولون العرب, الذي صدق علي إنشاء مركز للتدريب داخل جنوبسيناء لتدريب أبناء محافظة جنوبسيناء للعمل بالشركة. كما أكد أبناء جنوبسيناء خلال المؤتمر أن سيناء سوف تظل مصرية مادام فيها عرق ينبض من أبناء سيناء, فهم في رباط دائم مع قواتهم المسلحة. وجدد شيوخ وعواصل وشباب جنوبسيناء العهد والوعد أنهم علي الدرب سائرون, مؤكدين أن أبناء سيناء لمصر بمثابة العين في الرأس والقلب في الجسم, وهم حافظون لعهودهم في حماية أمن مصر والدفاع عن أراضيها وصون مقدساتها, معلنين أن أمن مصر القومي هو مسئولية كل بدوي من أبناء سيناء. وأضاف اللواء خالد فودة, محافظ جنوبسيناء, أن مطالب جميع أهالي وعشائر بدو سيناء تم رفعها إلي قيادات المجلس الأعلي للقوات المسلحة ومجلس الوزراء, لتحقيق المطالب القانونية منها لشعب سيناء. كما قدم اللواء خالد فودة الشكر للمشير حسين طنطاوي والمجلس الأعلي للقوات المسلحة علي إدارتهم البلاد باقتدار خلال الفترة الماضية والتي كانت خلالها القوات المسلحة درعا للأمن والأمن لشعب مصر العظيم, داعيا أهالي جنوبسيناء إلي توجيه جهودهم للتخلص ممن يسعي لوقف مسيرة الحياة والتنمية. وأكد اللواء محمود يسري, مساعد وزير الداخلية, أن هناك مجموعة من المشكلات تتعلق بتنمية جنوبسيناء والحالة الأمنية, مؤكدا التفهم الكامل لقيادات وزارة الداخلية لتلك المشكلات وحرصهم علي حلها في إطار التعاون ما بين الأهالي ووزارة الداخلية في هذه المرحلة التي أحدثت تغييرات جذرية في تاريخنا, وفتحت الباب لمناقشة مشكلات أهالي سيناء وحلها. وأضاف اللواء محمود يسري أن هناك مصالح لبعض القول, بل وبعض البلاد في استمرار حالة الفوضي التي تستغلها الأيادي الآثمة لبث الرعب ليتغلبوا علي الثورة, وهذا كله ينكره أبناء سيناء الشرفاء ومصر كلها عاقدة العزم علي التخلص من هؤلاء من أجل وحدة أراضيها, مستندين في ذلك علي وطنية أبناء سيناء ومساعداتهم, وكان لزاما علي الجميع التحرك لإعادة الأمن والأمن لكل ربوع سيناء. وأضاف اللواء صدقي صبحي, قائد الجيش الثالث الميداني, أن المجلس الأعلي يسعي جاهدا للتعرف علي مختلف مشكلات أبناء سيناء لدورهم البناء والتحامهم مع الجيش من الأزل, مؤكدا الضرب بيد من حديد علي من يفكر في العبث بأمن هذا الوطن, وأكد أن سيناء لم تكن أبدا مشكلة لمصر, وإنما هي الحل لجميع مشكلات مصر, مؤكدا أن توجيهات المشير طنطاوي في الفترة الماضية لمجلس الوزراء كانت لتنمية سيناء وتحقيق مطالب أبنائها. ووجه اللواء كمال عامر قائد الجيش الثالث الأسبق رسالة اعتزاز للقوات المسلحة لما تقدمه لمصر حتي تحافظ علي أمنها ووحدتها وتعبر بها إلي بر الأمان, مؤكدا أن المجلس الأعلي للقوات المسلحة يواجه تحديات كبيرة من أجل الوصول لمصر المستقبل, وأكد أن الأخلاق البدوية العريقة ترفض أي أعمال تمس الأمن والأمان وتبعد عن سمات الشعب المصري, منوها أن شعب سيناء هم الخط الأول للدفاع عن سيناء. وذكر اللواء طاهر عبدالله, رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة, أن سيناء لم تكن يوما بمنأي عن القوات المسلحة وشعبها الشريف يستحق كل عطاء, مؤكدا أن التنمية في سيناء لم تكن تتحقق لولا أعمال تطهير مسرح عمليات الحروب السابقة التي قامت القوات المسلحة والتي طهرت أكثر من230 ألف هكتار وجار استكمال أعمال التطهير لتصبح سيناء كاملة جاهزة للتنمية. وأضاف أنه تم تنفيذ أكثر من500كم طرق, بالإضافة إلي العديد من محطات تحلية المياه والخطوط في مختلف المناطق, كما تم تنفيذ مستشفي الطور والعديد من الصالات المغطاة ونزل الشباب لرعاية أبناء سيناء, ونحن جاهزون لتنفيذ العديد من المشروعات التنموية قريبا. وأعلن اللواء أحمد يوسف عبدالنبي, قائد قوات حرس الحدود, عن استجابة المجلس الأعلي للقوات المسلحة للعديد من مطالب أهالي جنوبسيناء, مثل إعادة تنظيم الرحلات الصحراوية( السفاري) وعودة الصيد بالتنسيق مع وزارة البيئة, وكذلك تطوير أعمال سقالة الصيد بالمحافظة, وأكد أن المجلس جاهز للتعاون في الإنشاء وتحقيق أي مطالب أخري. كما سجل قائد قوات حرس الحدود شكره وتقديره لتعاون أهالي محافظة جنوبسيناء الشرفاء مع قوات حرس الحدود, والذي كان له أكبر الأثر في إحكام السيطرة والتأمين. وقد ردد الحاضرون في قاعة الاحتفال( إيد واحدة), وكان رد اللواء عادل عمارة علي الجميع أننا أيضا نبادلكم الشعور نفسه, ونحن هنا للاطمئنان علي أحوالكم, وأن أي تهديد لأمن مصر ينتهي بصدور أبناء سيناء الشرفاء. مؤكدا أن القوات المسلحة من الشعب وإلي الشعب, وأنها سوف تسلم مصر دولة مدنية ديمقراطية, تتبوأ مكانة عالية بين دول العالم أجمع, وأننا لن نعود للوراء أبدا.