مع دخولنا شهر أكتوبر، يتردد في أذهان الكثير من المواطنين ذكرى واحدة من أهم المعارك الحربية في التاريخ الحديث. وهي "6 أكتوبر" والنصر المجيد، الذي حققه الجيش المصري وقتها، إلا أن هذا الشهر لا يخلو من الذكريات العظيمة والتي تكللت بميلاد نابغة الملحنين بليغ حمدي في السابع من أكتوبر عام 1933، فتعاقب الذكرتان يذكرنا بالدور الوطني والجليل الذي قدمه بليغ خلال الحرب، من خلال متنفسه وسلاحه الوحيد وهو الموسيقى. فمع إعلان أنباء عن عبور الجيش المصري لقناة السويس، وانتصار شبه مؤكد على العدو الصهيوني في معركة استرداد الأرض والكرامة، توجه بليغ لمبنى الإذاعة والتليفزيون "ماسبيرو" إلا أنه لم يتمكن من الدخول بسبب ظروف الحرب، فتواصل مع الفنان وجدي الحكيم لعمل تصريح دخول له، وبالفعل تمكن من الدخول وأصدر أولى أغانيه "على الربابة بغني" للفنانة وردة، وتم إذاعتها مباشرة علي الراديو، فمبني ماسبيرو كان في حالة طوارئ مثله مثل جبهة القتال مباشرة، فصلاح جاهين وعبدالرحيم منصور يؤلفان كلمات الأغاني وبليغ وفرقته يستعدون لوضع الألحان وبدء التسجيل، لمواكبة النصر الهائل الذي حققه الجيش على خطوط القناة. قدم الفنان بليغ حمدي في ذلك الوقت القصير رصيد هام وضخم من الأغاني الوطنية تظل تردد حتي اليوم، أبرزها: "بسم الله.. الله أكبر" و"عبرنا الهزيمة" للفنانة شادية، وأغنية "عاش اللى قال"، والعديد من الأغاني.