قال معارضون من داخل حزب المحافظين البريطاني لزعيمته ورئيسة الوزراء تيريزا ماي: إن هناك احتمالات كبيرة لأن يواجهوا ماي ويطلبوا تنحيها خلال الأيام الثلاثة المقبلة من منصبها قبل نهاية العام، وفقا لما نشرت صحيفة "ذا تليجراف" البريطانية على موقعها الإلكتروني، اليوم الخميس. وقالت الصحيفة: إنها علمت أن "متمردي" حزب المحافظين الحاكم، والذين ينالون دعم نحو 30 من نواب الحزب بالبرلمان، يرون أن هنام "نافذة فرصة صغيرة" لإجبار ماي على التنحي من منصبها، مؤكدين أنهم إذا تمكنوا من جذب الدعم الكافي فسيواجهون رئيسة الحكومة مباشرة ويطلبون منها الرحيل. ونقلت الصحيفة عن وزير الثقافة والاتصالات والصناعات الإبداعية السابق إد فيزي قوله إن "عددا لا يستهان به من الناس يدعمون بشكل حازم الرأي الذي يقول إنها ينبغي أن تستقيل" بعد خطابها في مؤتمر الحزب، والذي وصفوه بال"كارثي". وتواجه رئيسة الوزراء البريطانية تحديات كبرى من داخل حزبها منذ فشلها في تأمين الأغلبية له داخل البرلمان في الانتخابات المبكرة التي دعت لها والتي أُجريت في يونيو الماضي بسبب الحملة الانتخابية التي رأوا أنها سيئة، حيث واجهت ماي دعوات متكررة للاستقالة، وسط الخلافات بين أعضاء الحزب والحكومة على خلفية برنامج الأخيرة لتنظيم الانسحاب من الاتحاد الأوروبي "بريكست". ونقلت "ذا تليجراف" عن أحد معارضي ماي من المحافظين -لم تذكر اسمه- قوله "ينبغي أن يكون الكل أو لا شيء.. لا يمكن أن يكون لدينا موقف يذهب فيه القليلون علنا بانتقادهم والباقون يتلاشون. هناك نافذة فرصة صغيرة هنا، المزيد من الناس يتقدمون". وأضاف السياسي المحافظ "لا يتعلق هذا بأي كراهية شخصية تجاه تيريزا ماي، إنها فقط لم تعد بعد الآن تُرى على أنها موثوقة أو مؤهلة". وشهد خطاب ماي، أمس، خلال المؤتمر السنوي لحزب المحافظين والذي دعت فيه إلى التوحد خلفها، حالة من الفوضى، حيث فوجئت ماي بأحد المشاركين وهو الكوميدي سايمون برودكن يسلمها نموذجا يعبأ لدى الرغبة في ترك الوظيفة، قائلا إن وزير الخارجية بوريس جونسون هو من أرسله. وتدهور الموقف بشكل أكبر بعد سقوط بعض حروف الشعار المرفوع على الجدار خلفها، وهو "بناء بلد للجميع". وساهم الخطاب المتعثر لماي في تقوية شوكة معارضيها في الساعات التي أعقبت اليوم الأخير من المؤتمر. وبموجب القانون، يتطلب التحرك رسميا لإجراء انتخابات مبكرة على زعامة الحزب توقيع 48 من نوابه على خطاب للجنة 1922 بالبرلمان لسحب الثقة من رئيسة الحكومة. لكن المطالبين بالإطاحة بماي يتحركون باستراتيجية مختلفة، حيث يسعون إلى مواجهة ماي مباشرة بخطاب لها يطالبونها فيه بالتنحي في محاولة لإجبارها على وضع جدول زمني لاستقالتها، ينتهي بنهاية العام، بحسب "ذا تليجراف". كانت الحكومة البريطانية قد أعلنت في وقت سابق أن رئيسة الوزراء لن تستقيل من منصبها وأن أعضاء الحكومة التفوا حولها لتقديم الدعم والمساعدة.