في تعليقها على نتائج الانتخابات البرلمانية المبكرة في بريطانيا, التي أسفرت عن "برلمان معلق", قالت صحيفة "التايمز", إن المفاجأة التي جاءت بها هذه الانتخابات من عدم حصول حزب المحافظين على أغلبية مريحة, ستدخل البلاد في دوامة من عدم الاستقرار. وأضافت الصحيفة البريطانية في 9 يونيو, أنه كان من المفترض أن تسهم هذه الانتخابات في تثبيت رئيسة الوزراء تيريزا ماي في قيادة حزب المحافظين وقيادة البلاد، وأن تعمل على طمأنة الاتحاد الأوروبي بأن لديه شريكا قويا ومستقرا من أجل المحادثات المزمع انطلاقها خلال عشرة أيام بشأن خروج بريطانيا من عضويته، إلا أن النتائج جاءت على غير المتوقع تماما. وتابعت " التداعيات خطيرة, ويتوقع أن تواجه بريطانيا فترة من الارتباك، والأسواق ستتفاعل تبعا لها بشكل سلبي، وهو ما يعود بضرر بالغ على الاقتصاد, بالإضافة إلى حالة الفزع التي ستنتشر في أوروبا جراء عدم الاستقرار في بريطانيا, واحتمال عدم حدوث انفصالها عن الاتحاد الأوروبي بشكل منظم". وأفادت نتائج شبه نهائية للانتخابات البرلمانية المبكرة في بريطانيا, التي أجريت في 8 يونيو, بحصول حزب المحافظين على 318 مقعدا من مجموع 650 مقعدا، متراجعا 12 مقعدا، وكان يتعين عليه الفوز ب326 مقعدا لنيل الأغلبية المطلقة, أما حزب العمال المعارض فنال 261 مقعدا بزيادة ثلاثين مقعدا، في حين خسر الحزب القومي الأسكتلندي نحو عشرين مقعدا. ومن جهته، حصل حزب الليبراليين الديمقراطيين المؤيد للاتحاد الأوروبي على 12 مقعدا، في حين فشل حزب استقلال المملكة المتحدة المناهض لأوروبا في الفوز بأي مقعد، مما دفع زعيمه للاستقالة، وكانت نسبة المشاركة التي بلغت 68.72% الأعلى في انتخابات بريطانية ببريطانيا منذ 1997. وواجهت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي عقب إعلان النتائج شبه النهائية دعوات من المعارضة، وحتى من داخل حزب المحافظين، لتقديم استقالتها. وأكدت مصادر مقربة من ماي أنها لن تستقيل من منصبها بعد فشلها في الحصول على التفويض الواسع الذي سعت إليه بالدعوة لانتخابات مبكرة، وأضافت المصادر أن ماي عازمة على تشكيل حكومة تحقق الاستقرار بعد حصول حزبها على العدد الأكبر من مقاعد البرلمان. وكانت ماي دعت في إبريل الماضي لانتخابات مبكرة لنيل تفويض شعبي أقوى لإدارة مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي، إلا أن نتائج الاقتراع خيبت أملها، واعتُبرت ضربة سياسية مؤلمة لها. ومن جانبه, دعا زعيم حزب العمال البريطاني المعارض جيريمي كوربن رئيسة الوزراء للاستقالة لأنها خسرت التفويض الممنوح لها، حسب تعبيره. وفي تعليقهم على الانتخابات البريطانية، أكد مسؤولون أوروبيون ضرورة عدم تأثر الجدول الزمني لمفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست), التي تنطلق في العشرين من يونيو, بتداعيات نتائج هذه الانتخابات. وقال المفوض الأوروبي بيار موسكوفيسي إن تيريزا ماي خسرت رهانها، وباتت في وضع أصعب للتفاوض حول بريكست. كما قال المفوض الأوروبي للموازنة غونتر أوتينغر إن الجانب الأوروبي بحاجة لحكومة بريطانية يمكنها التفاوض على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. ومن جهته، رأى رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب أن نتائج الانتخابات التشريعية البريطانية تشكل نوعا من المفاجأة، لكنها لن تعيد النظر في موقف بريطانيا من بريكست. وبدورها، أكدت وزيرة خارجية السويد ضرورة أن يتم الانفصال بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي بصورة منظمة، في حين دعا نظيرها التشيكي للإسراع بتشكيل حكومة جديدة في بريطانيا من أجل الدخول في مفاوضات بريكست. وقبيل توجه ماي لقصر باكنجهام، أعلن الحزب الديمقراطي الوحدوي في إيرلندا الشمالية (الخاضعة لسيادة بريطانيا) أنه سيدعم حكومة تيريزا ماي الجديدة في مجلس العموم، وفاز هذا الحزب بعشرة مقاعد. وحسب "رويترز", قالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إنها ستشكل الحكومة الجديدة، وذلك بعد لقائها الملكة إليزابيث في قصر باكنجهام. وأوضحت ماي أنها ستشكل حكومة أقلية بالتحالف مع الحزب الديمقراطي الوحدوي الإيرلندي (الشمالي). جاء ذلك بعد لقاء ماي الملكة في قصر باكنجهام لطلب تفويض لتشكيل حكومة جديدة, رغم تعرضها لنكسة انتخابية، حيث خسر حزب المحافظين الأغلبية في مجلس العموم مقابل صعود مفاجيء لحزب العمال المعارض.