عاش جون لوجي بيرد في أحضان أسرة فقيرة، فلما بلغ الثانية عشرة من عمره عمل جاهدا لمساعدة والده، فكان يجمع بعض الخردوات فيصلحها ويبيعها في السوق. وعلى الرغم من أن خطوات تطوير التلفزيون كانت نتيجة عمل العديد من المخترعين، لكن جون بيرد كان الرائد الأول في هذا المجال كونه كان صاحب الخطوات الرئيسية على طريق تطوير التلفزيون، فقد أصبح أول شخص قادر على عمل صورة تلفزيونية متحركة وحية مستفيدا من خواص انعكاس الضوء؛ في حين أن الكثير من المخترعين أمثاله قد أخفقوا في هذا المجال. في محاولاته الأولى من أجل تطوير نظام تلفزيوني يعمل بشكل صحيح؛ أجرى بيرد تجاربه على قرص من نوع نيبكو، وفي بداية عام 1923 وبسبب اعتلال صحته انتقل بيرد إلى ساحل جنوب إنكلترا حيث استأجر ورشة في أحد البلدات هناك وتوصل في عام 1924 إلى إثبات إمكانية التوصل إلى نظام تلفزيوني نصف ميكاني صحيح، ويعمل بشكل جيد وقادر على تشغيل واستقبال صور متحركة وحية. في يوليو من العام نفسه 1924 وأثناء أحد التجارب تعرض لصدمة كهربائية بقوة 1000 فولط لكن لحسن الحظ نجا من هذه الحادثة، لكنه أصيب بحروق في يديه من جراء هذا الحادث، لكن– ولسوء حظه– طالبته السلطات بإغلاق ورشته، فانتقل إلى لندن وتابع تجاربه التي تطورت بشكل كبير ومبشر. وفي الثاني من أكتوبر في مختبره، تمكن جون بيرد بنجاح من إرسال صور تلفزيونية متحركة ذات لون رمادي بمعدل خمس صور في الثانية، بعدها قام بيرد ببث صور ل أحد العمال المسمى ويليام إدوارد ذو العشرين عاما ليصبح وليام إدوارد أول وجه بشري يظهر في التلفاز. في 26 يناير 1926 راسل بيرد أعضاء المؤسسة الملكية، حيث تم عمل حوار معه من قبل جريدة ال تايمز في مكان إقامته بمنطقة سوهو، لندن. خلال هذا الوقت حسن جون بيرد قدرة التلفزيون ليصبح قادرا على عرض 12 صورة في الثانية الواحدة، حيث أصبح اختراع بيرد أول تلفزيون يظهر للعلن قادرا على استقبال وعرض صور حية ومتحركة مصحوبة بمؤثرات صوتية. بعد ذلك قدم بيرد للعالم أول بث ل صور تلفزيونية ملونة وذلك في 3 يوليو 1928 مستخدما أقراصا ذات فتحات متقابلة ومصادر ضوئية ذات فلاتر ملونة، وفي العام نفسه تمكن جون بيرد من جعل الصور التلفزيونية ذات طبيعة مجسدة تقارب الواقع، وفي عام 1932 توصل إلى إمكانية بث موجات تلفزيونية قصيرة هي الأولى من نوعها في العالم. بدايات البث في عام 1927 تمكن جون بيرد من بث إشارات تلفزيونية قادرة على عبور مسافات طويلة حيث تم هذا البث باستخدام خط هاتف بين مدينتي لندن وگلاسگو ولقد كانت المسافة الكلية لذاك البث حوالي 700 كيلو متر. في ذلك الوقت كان جون بيرد أول شخص في العالم يبث إشارات قادرة على قطع مسافات كبيرة، فقد استطاع إرسال صور متحركة من لندن إلى الفندق المركزي في مدينة گلاسگو. بعد ذلك أسس جون بيرد شركة محدودة باسم " شركة تطوير تلفزيون بيرد "، وفي عام 1928 قام بيرد بأول بث تلفزيوني عبر المحيط الأطلسي من لندن إلى مدينة نيويورك، وقام أيضا بعمل أول برنامج تلفزيوني ل قناة بي بي سي. وفي نوفمبر 1923 قام جون بيرد وبرنارد ناتان بتأسيس أول شركة فرنسية للتلفزيون وكانت باسم " Télévision-Baird-Natan"، وبعدها قام جون بيرد بمجموعة من التحسينات والتطويرات على التلفزيون مثل زيادة مساحة شاشته وتحسين قدرته على الاستقبال. من عام 1929 حتى عام 1936 استمرت بي بي سي باستخدام أنظمة جون بيرد من أجل إذاعة برامجها التلفزيونية والتي أصبحت قادرة على عملها في استديوهاتها بسبب تطوير نظام جون بيرد لكن بعد 1936 استخدمت بي بي سي نظاما جديدا قامت به شركة آي إم آي الإلكترونية والتي كانت قد اندمجت مع شركة ماركوني آنذاك، حيث استطاعت هذه الشركة تطوير نظام التلفزيون ليصبح أكثر كفاءة وقدرة ووضوحًا. وخلال الأعوام القليلة التالية تمت الاستعاضة بشكل كلي عن نظام بيرد التلفزيوني لتحل أنظمة شركات أخرى في هذا المجال. بعد ذلك تابع بيرد تطويره التلفزيون حتى توصل إلى نظام التلفزيون الملون كليًا وذلك في عام 1939 حيث استخدم أشعة " كاثود " التي زادت من نقاء ووضوح الصورة التلفزيونية.