أكد الدكتور أحمد رخا، رئيس جهاز التفتيش والالتزام البيئى، ورئيس قطاع الفروع الإقليمية على مستوى الجمهورية، والمسئول المباشر عن ملف السحابة السوداء بوزارة البيئة، استعداد الوزارة لمواجهة السحابة السوداء هذا العام، مشيرا إلى توفير ما يزيد على ألف من المعدات، وميزانية بلغت 150 مليون جنيه. وأضاف فى حواره مع «البوابة» أنه تم تحرير 400 محضر حتى الآن فى المحافظات الست التى بدأت حصد الأرز، مشيرا إلى تصدر محافظة كفر الشيخ أعلى نسب للمحاضر، حيث يصل عدد المحاضر حتى الآن 271 محضرا. وإلى نص الحوار: ■ فى البداية كم تبلغ ميزانية التصدى للسحابة السوداء العام الحالى؟ - يبلغ إجمالى ما تم إنفاقه على السحابة السوداء حوالى 150 مليون جنيه، أى نحو حوالى 120 مليونا قيمة المعدات التى يتم تأجيرها للمتعهدين، و20 مليونا دعما للمتعهدين والفلاحين المعنيين لتجميع 350 ألف طن قش، و10 ملايين لتدوير 220 ألف طن قش. ■ هل جميع محافظات الجمهورية بدأت فى حصاد محصول الأرز؟ - لا، فمحافظات الجمهورية لا تجمع محصول الأرز فى وقت واحد، فقد بدأت وزارة البيئة موسم السحابة السوداء رسميا فى منتصف أغسطس الماضى، وفعليا على أرض الواقع من 5 سبتمير الحالى، منذ بدء حصاد وجمع قش الأرز، فى محافظات كفرالشيخ والدقهلية والغربية والشرقية، ومحافظتى القليوبية والبحيرة لم يتم الحصاد بهما بعد، وحتى الآن لم تتعد نسبة الحصاد على مستوى الجمهورية 10٪. ■ ما الإجراءات التى اتخذتها الوزارة هذا العام للتصدى للسحابة السوداء؟ - وزارة البيئة قامت بمضاعفة التعاقد مع المتعهدين المتخصصين فى جمع قش الأرز هذا العام، نظرا لزيادة الكميات المنزرعة لعام 2017 عن الأعوام السابقة، بالإضافة إلى استخدام العديد من التقنيات الحديثة، كالتواصل من خلال الواتس ورصد الحرائق بالقمر الصناعى، كما قامت البيئة بتشكيل لجان من الرقابة والرصد والمرور على المنشآت الصناعية. ■ كم بلغ ما تم تجميعه حتى الآن من قش الأرز؟ - تم تجميع حوالى 13.4 ألف طن قش أرز على مستوى الجمهورية، وأعلى نسبة للحصاد فى محافظة كفر الشيخ حاليا، لأنها بدأت بالحصاد مبكرا، عن باقى محافظات الجمهورية. ■ كم عدد المحاضر التى تم تحريرها على مستوى الجمهورية؟ - تم تحرير 400 محضر فى الست محافظات، التى يتم تطبيق منظومة المخلفات الزراعية بها، وتصدرت محافظة كفر الشيخ أعلى نسب للمحاضر، حيث يصل عدد المحاضر حتى الآن 271 محضرا. ■ وماذا عن عقوبات المخالفين من المزارعين؟ - عقوبات الحرق المكشوق لقش الأرز، تتراوح مابين خمسة آلاف إلى 100 ألف جنيه، بالإضافة إلى الحبس، تبعا لحكم القاضى، ويتم إرسال المحاضر التى تم تحريرها إلى النائب العام، للتعامل معها. ■ وماذا عن تعاون الوزارة مع الأرصاد الجوية لرصد الحرق بالقمر الصناعى؟ - هذا العام يشهد تعاونا كبيرا بين الوزارة ووحدات الإنذار المبكر لرصد حالة الجو، والحالة البيئية لمحطات الرصد والأتربة والغازات، من خلال المحطات التى قامت وزارة البيئة بتركيبها على مستوى الجمهورية لرصد حالة الجو. وقد استعانت الوزارة من خلال إدارة نوعية الهواء باستخدام مؤشرات الأرصاد الجوية فى التنبؤ بأماكن تركيز الحرق المكشوف من قبل الفلاحين، وتبعا لسكون الرياح. ■ هل تم رصد تجاوزات للحرق المكشوف على مستوى الجمهورية؟ - حالة الجو حتى هذه اللحظة لم تتجاوز الحدود، ولم تسجل محطات رصد نوعية الهواء التى تم توزيعها بالقاهرة الكبرى وحدود الدلتا أى انبعاثات زائدة عن المسموح بها قانونا، وأقول لا يوجد حتى هذه اللحظة أى آثار للسحابة السوداء. ■ ماذا عن مكامير الفحم وقرارات المحافظين بتوقيفها لحين انتهاء موسم السحابة؟ - هناك ست محافظات ضمن منظومة المخلفات الزراعية، قامت بوقف مكامير الفحم غير المطورة منذ منتصف أغسطس، فهناك لجان تقوم بحملات مكبرة تشن يوميا لمراقبة المكامير، والرقابة عليها ورصدها لمعرفة ما إذا كانت تعمل أم لا؟، وحال وجود مكمورة غير مطورة تعمل يتم تحصيل غرامتين ضدها، الأولى تتمثل فى المادة 37، التى تنص على منع الحرق المكشوف للمخلفات الزراعية، حيث تم تحرير محضر ويعرض صاحب المكمورة على النيابة، ويتم تغريم صاحب المكمورة. أما العقوبة الثانية فتتمثل فى غرامة إدارية لمخالفة قرار المحافظة بمنع عمل مكامير الفحم، وتنفذها المحليات متمثلة فى المحافظة ومجالس المدن وتقدر بألفى جنيه، وأؤكد على متابعة وزارة البيئة على تنفيذ قرارات المحافظين بموسم السحابة السوداء. ■ ماالإجراءات المتخذة فى حال وجود تجمع من أصحاب المكامير للعمل رغما عن الدولة؟ - حال تبين للجان وزارة البيئة، أنه توجد تجاوزات كبيرة وتجمعات من قبل أصحاب مكامير الفحم للعمل رغما عن الدولة، فسوف يتم شن حملات مكبرة وإزالات للمكامير بالقوة الجبرية، بمشاركة شرطة البيئة والمحليات، وإزالتها للتأكد من عدم مخالفتها للقانون، حيث إن مصلحة الدولة فوق مصلحة الفرد. ■ ماذا عن الخطواط التى تتخذها البلاد حاليا لتطوير مكامير الفحم؟ - عملية تطوير مكامير الفحم لم تتم فى يوم وليلة، ولكن تأخذ إجراءات واشتراطات، فهناك مكامير تم الموافقة عليها بصفة مبدئية وأخرى بصفة نهائية تبعا للاشتراطات والمواصفات البيئية، فالتصنيع والتركيب وقياس نسبة التركيزات التى تركب على المكامير لضمان موافقتها البيئية تأخذ بعض الوقت. ■ ما أكثر الصوب الحرارية التى عليها طلب من قبل أصحاب مكامير الفحم؟ - تقوم الهيئة العربية للتصنيع التابعة للجيش، بتصنيع العديد من النماذج المطورة لمكامير الفحم، هذا بالإضافة إلى الصوب التى يصنعها المركز القومى للبحوث، وتعد الصوبة الحرارية أو الزجاجية التى ينتجها المركز القومى للبحوث هى الأكثر طلبا من قبل أصحاب المكامير والأكثر انتشارا، وذلك نظرا لسعرها الرخيص، وكفاءة الفحم الناتج منها عالية جدا، ولم تحتل مساحة كبيرة والفترة الزمنية التى تستغرق من أجل تجهيزها بسيطة جدا، فى حين أن الصوب الأخرى يتم تصنيعها من معدن، وتأخذ وقتا كبيرا. ■ هل قرار منع تصدير الفحم النباتى منطبق على جميع المكامير؟ - تم وقف تصدير الفحم النباتى الناتج عن مكامير الفحم غير المطورة، ولكن المكامير المطورة يسمح بتصدير إنتاجها، وحتى لو عملت المكامير غير المطورة للإنتاج المحلى، فإن إنتاجها لا يتجاوز من 15 إلى 20٪ من إجمالى الإنتاج، ولكن أغلب إنتاجها يتم تصديره للخارج لدولة ليبيا، ودول الخليج وإسرائيل، أؤكد أن التجاوز لا يتعدى 10٪، والتى يتمثل فى الإنتاج المحلى. ■ هل تم زيادة عدد مواقع جمع قش الأرز من قبل المتعهدين هذا العام؟ - عدد المواقع الخاصة بالمتعهدين الذين تقدموا لوزارة البيئة لجمع قش الأرز ضعف العام الماضى مرتين، وأؤكد على وجود مؤشرات تدل على وجود اتجاه إيجابى من قبل المزارعين والمتعهدين المتخصصين فى جمع قش الأرز، فمحافظة الشرقية العام الماضى كانت تشغل حوالى 110 متعهدين، وعام 2017 حوالى 350 متعهدا، والدقهلية كان يوجد بها حوالى 93 متعهدا، وهذا العام يوجد 160 متعهدا، وحتى محافظة كفر الشيخ شهدت هذا العام زيادة فى عدد المواقع، حيث كانت تشغل حوالى 15 موقعا فقط العام الماضى، ولكن هذا العام أصبحت تشغل حوالى 38 موقعا، وهذا يدل هذا على وجود إقبال كبير من قبل المتعهدين على جمع قش الأرز، وهذا يدل أيضا على وجود عائد مادى كبير له، وأن هناك سوقا لاستهلاك قش الأرز. ■ هل تستعين مصانع الأسمنت بقش الأرز هذا العام؟ - تستعين مصانع الأسمنت بجزء بسيط من قش الأرز، ولكن تفضل مصانع الأسمنت المخلفات الزراعية الأخرى، كمخلفات حطب الذرة وحطب القطن، لأن القيمة الحرارية له أعلى بكثير من قش الأرز، ولم يحدث أية مشاكل بأفرانها فى حين أن قش الأرز يحدث العديد من المشاكل التقنية والفنية بأفرانها، والقيمة الحرارية له أقل بكثير.
