* أشهر كتاب القرن العشرين.. وليام سومرست موم، الذي يوافق اليوم ذكرى مولده، هو روائي وكاتب مسرحي إنجليزي معاصر كان من أشهر كتاب بداية القرن العشرين وكان من أكثر الكتاب ربحا في الثلاثينيات من القرن العشرين، اشتهر بكثرة كتاباته التي تنوعت ما بين روايات مسرحية وقصص وكتب سياسية، وامتاز بأنه كاتب واقعي يستمد قصصه من الحياة ومن ملاحظته للناس في أسفاره العديدة، ولد سنة 1874 وتعلم في مدرسة الملك ب "كانتربري" ورحل في نشأته إلي باريس فتعلم اللغة الفرنسية واتقنها ثم عاد ودرس في إنجلترا وبعدئذ انتقل إلى جامعة هيدلبرج بألمانيا ثم سافر إلى إيطاليا وتعلم اللغة الإيطالية بمدينة فلورنس، وهكذا جمع في سن شبابه محصولاً وافرا من المعارف والمعلومات واتقن عده لغات وقد ألف روايته "ليزا أوف لمبث" وهو في الثالثة والعشرين من عمره واستمد موضوعاته من ملاحظاته وهو طالب طب يتدرب في أحد مستشفيات لندن، حيث عرف الفقر ووقف على ظروف الفقراء، ومع أنه درس الطب لكنه لم ينجذب إليه كما لم تعجبه مهنة المحاماة من قبل، ومال إلى الأدب وحده، وخصوصاً بعد أن نجحت روايته الأولى "ليزا اوف لمبث" وعدت من بدائع القصص الواقعية. * أثر الأدب على الطب والمحاماة.. كان أبوه وجده محاميين وقد وصل اأوه اللورد موم إلى منصب وزير المالية البريطانية ولكن وليم سومرست آثر الأدب على كل منصب وكل مهنة، وبعد نجاح روايته الأولى شرع يؤلف المسرح غير أن مديري المسارح رفضوا رواياته الهزلية التي قدمها حتى كاد ييأس من النجاح في هذا المجال، وإذا بهزلية تدعى "اللادي فردريك" يقبلها مدير أحد المسارح فتنجح نجاحاً منقطع النظير وتدور حوادثها حول شاب وقع في غرام حسناء أكبر منه سناً ثم تلتها مسرحيات هزلية اخرى وقد نجحت كلها كذلك، عندما نشبت الحرب العالمية الأولى 1914 دخل الخدمة الطبية العسكرية في فرنسا، ثم نقل إلى المخابرات البريطانية ومن هنا كتب روايته الشهيرة "عندما كنت جاسوسا"، وقد تأثرت صحته من العمل المتواصل فسافر إلى الجنوب ماراً بأمريكا، ووجد في تلك الجزر الهدوء الذي ينشده وعاد بملاحظات أعانته في تأليف رواياته "القمر وستة بنسات"، ولكنه أوفد قبل أن يتم هذه الرواية ببعثه دبلوماسية إلى روسيا وهناك عاوده المرض ورجع مريضاً بداء الرئة، فدخل مصحّة وأمضى بها عدّة شهور حتى عوفي من دائه، وسرعان ما حفزه حب السفر على الإبحار إلى الصين وهكذا ظل على سفر دائم يستمد من خلاله قصصاً ينشرها بمجلات إنجليزية وأمريكية ويؤلف منها كتبا وروايات، وقبل نشوب الحرب العالمية الثانية كان قد استقر عند رأس فرات بالقرب من مدينة بنس، ولكن الألمان احتلوا فرنسا عام 1940 فاضطر إلى الفرار بباخرة ضخمة حتى وصل إنجلترا ثم لجأ إلى أمريكا حيث استقر في مزرعة بولاية كارولينا الجنوبية. * "القمر وستّة بنسات"، أشهر رواياته.. هناك عاد إلى تأليف الكتب والمسرحيات والقصص، وقد أقبل الأمريكيون على رواياته يخرجون منها أفلاماً فلقيت هذه الأفلام نجاحاً حيثما عرضت في أمريكا أو غيرها من البلدان، ومن أكثر رواياته شهرة "القمر وستة بنسات"، وقد كان "موم" مصابا بداء السل الرئوي الحاد والذي منعه من استكمال أكبر مخاطرة في حياته وهي مهمة العمل مع المكتب السادس البريطاني "المخابرات البريطانية آنذاك" - بالتعاون مع المخابرات الأمريكية - وقد عمل جاسوساً للمخابرات البريطانية أثناء الحرب العالمية الأولى، وكان يتلقى الأوامر من كولونيل أوضح في كتابه "كنت جاسوساً" أنه يكاد لا يتذكر اسمه، فكان منتقلاً ما بين فرنساوسويسراوإيطاليا وقد اختاره الكولونيل لأن عمله كمؤلف روايات يبرر له تحركاته الكثيرة في القارة الأوروبية، وبذلك كتب روايته المشهورة "كنت جاسوسا" والتي حققت مبيعات هائلة، وبعد ذلك اتجه سومرست موم إلى الكتابات الإباحية والمبتذلة ما أدى إلى انحطاط قيمته الأدبية. * كنت جاسوسا.. تجربة شخصية ل "موم".. شخصيات رواية كنت جاسوساً، "أشندن"، اسم الجاسوس الإنجليزي وهو اسم مستعار للكاتب نفسه، "سومرفيل"، اسم مستعار له في إحدى مغامراته في لوزرن في سويسرا، "كايبور" صحفي إنجليزي خان بلاده وعمل جاسوساً للألمان في سويسرا، وزوجته ألمانية أيضاً، "جوستاف" اسم سري لموزع تجاري سويسري يعمل في خدمة المخابرات الإنجليزية واسمه الحقيقي جرانا، "شندرالال" من أحرار الهند العاملين على القضاء على الاستعمار الإنجليزي في الهند، "جوليا لازاري" عشقيه "شندرالال" الإيطالية تحترف الرقص الإسباني الشعبي تحت اسم "مالاحوينا"، "أندرياي" جاسوس لحساب ألمانيا يوناني الجنسية قادم إلى بلاد إيطاليا في مهمة سرية، "الجنرال كارمونا" - المكسيكي الأمرد - جنرال مكسيكي مطرود عقب انقلاب في الحكم ويعمل في خدمة المخابرات الإنجليزية ولا يتورع عن ارتكاب أيّة جريمة، "الكولونيل" مدير المخابرات العسكرية الإنجليزية والرئيس المباشر ل "سومرست موم" والعقل الموجه لخدماته.