كشف الكاتب الكبير الراحل محفوظ عبدالرحمن أنه كان بمثابة صندوق ذكريات لكثير من القادة السياسيين، نظرًا لامتلاكه ذاكرة فولاذية كما يصفه أصدقاؤه. وقال عبدالرحمن في حوار ل "البوابة نيوز" قبل رحيله إنه كان على رأس هؤلاء القادة السياسيين، سامي شرف، مدير مكتب الرئيس عبدالناصر، وأحد مؤسسي المخابرات المصرية. نص الحوار. "صندوق ذكريات القادة السياسيين" _كنت من مؤيدي الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وقريبا من رجاله وكبار قادته، ومع ذلك انتقدته في مسلسل "عبدالله النديم"؟! _ كنت صندوق ذكريات لكثير من القادة السياسيين، لأن الله وهبني ذاكرة حديدية، وهو ما يعرفه عني المقربون الى، ومن بين هؤلاء القادة بعض رجالات الزعيم عبدالناصر الذي أحبه، لذا فقد كان سامي شرف، مدير مكتب عبدالناصر وسكرتيره وأحد مؤسسي جهاز المخابرات المصرية، دائم الاستعانة بي في الامور التي تخص عبدالناصر، خاصة في الفترات الأخيرة التي كانت تتطلب منه إعادة التذكير بالأمور السياسية للرد عليها، فكان يتصل بي لأذكره ببعض الاحداث والمواقف السياسية. "ناصر 56" كان سهرة درامية وليس فيلمًا رغم انتقادك لعبدالناصر،الا انك عدت وقدمت رائعة ناصر 56، وكان لهذا العمل قصة ايضًا، ما هي؟ كان مشروع فيلم "ناصر 56" سهرة درامية وليس فيلما كما تم تقديمه، وكان ذلك من خلال مشروع أقدم التلفزيون المصري على تقديمه، وهو تقديم اهم الشخصيات التاريخية والفنية والثقافية من خلال سهرات درامية تتناول حياة كل شخصية، وكان المشروع يضم في بدايته مجموعة من كبار كتاب الدراما ومخرجي التلفزيون، إلا أن المماطلة في تنفيذ المشروع والروتين الحكومي أدت الى اعتذارهم، وكان آخرهم الكاتب أسامة انور عكاشة،الذي رأى أن فكرة سهرة درامية لهذه الشخصيات يعتبر اهدارًا لحقوقهم وإهدارًا للدراما التي ستكتب وتختزل في سهرة درامية، أما أنا لعلاقة الصداقة التي تجمعني بالراحل ممدوح الليثي منذ فترة الدراسة الجامعية إبان دراسته بكلية الشرطة، شعرت بالحرج من الاعتذار، فقررت أن أدفعهم للاستغناء عني بدلًا من الاعتذار عن العمل بالمشروع، فقمت بكتابة اسماء 8 شخصيات تاريخية سأقوم بكتابتهم، وكان على رأسهم شخصية الزعيم جمال عبدالناصر، ووضعت اسمه على قائمة الاسماء لعلمي أن هناك أوامر سياسية بعدم ظهور شخصية عبدالناصر على الشاشات، فسيتم رفض تقديمه، وبالتالي أستطيع الاعتذار عن المشروع ككل، وكان يحضر معنا هذه الاجتماعات الفنان الراحل أحمد زكي،الذي تحمس للغاية لتقديم كل الشخصيات وبالأخص شخصية عبدالناصر، فكان معي أثناء تقديم الاسماء لليثي وصدم بمعرفة حقيقة إبعاد ظهور عبدالناصر عن الشاشات، وعند خروجنا قال لي " لو أنت خلصت كتابة مسلسل ناصر النهاردة بالليل، أنا هصوره بكرة الصبح "وهو من قام بإقناع ممدوح الليثي لتقديم العمل، إلا انني طالبت الليثي بموافقة كتابية عليها توقيعه قبل كتابة العمل، وهو ما قام به الليثي، وبعد كتابة العمل زاد حماس أحمد زكي لتقديم الشخصية إلا أنه طالب بأن يُقدم في فيلم وليس سهرة درامية.