إجبار المهربين للمهاجرين على القفز في البحر قبالة اليمن يقتل المئات

كشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن المهاجرين الأفارقة الذين يغادرون الصومال على متن قوارب لتهريب البشر للوصول إلى اليمن، يتعرضون للعديد من الانتهاكات، حيث يجبرهم المهربون الخائفون من الاعتقال على القفز في المياه على مسافات بعيدة قبالة ميناء عدن.
وأوضحت الصحيفة - في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، اليوم الإثنين - أن مجموعة تتكون من أكثر من 100 مهاجر بينهم أطفال لا يستطيعون السباحة تم إجبارهم الأسبوع الماضي على القفز في مياه البحر قبالة سواحل اليمن، ما تسبب في مقتل 50 شخصا على الأقل.
وأشارت الصحيفة إلى أن الحادث هو الأخير في سلسلة أدت إلى غرق مئات وربما الآلاف من المهاجرين.
وقال الناجون الذين تواصلت معهم الصحيفة في اليمن إن أفراد القارب المسلحين ببنادق "إيه كيه 47" أبلغوا نحو 120 رجلا وامرأة وطفلا على متن القارب أنهم لن يستطيعوا الوصول بهم إلى الشاطئ في اليمن، وأجبروهم على القفز في المياه على بعد كيلومتر واحد على الأقل، فجر الثلاثاء الماضي.
وغادر المركب مدينة بوصاصو الصومالية الموجودة على خليج عدن قبل نحو 16 ساعة من إجبارهم على القفز في المياه خوفا من أن تلقي السلطات اليمنية القبض عليهم، بعد أن اعتقلت سابقا بالفعل عددا من المهربين.
وقال عبدالرحيم آنو (25 عاما) العامل في بوصاصو، للصحيفة، إن "بعض الناس صرخت بينما ترجى آخرون المهربين لتقريب المسافة إلى الشاطئ، لكنهم رفضوا وبدؤوا في ضربنا بالعصى. كان لديهم أسلحة إيه كيه 47 فخاف الجميع من الجدال وبدؤوا بالقفز في البحر".
وأضاف آنو، الذي تم التواصل معه عبر الهاتف في اليمن، أنه "مع الأسف نجى قليلون جدا، أتذكر أن بعضهم كانوا صغيرين جدا ولا يعرفون السباحة".
وتقدر المنظمة الدولية للهجرة أن نحو 55 ألف مهاجر غادر القرن الإفريقي متجها إلى اليمن منذ يناير الماضي، بينهم أكثر من 30 ألف صومالي وإثيوبي تحت سن 18 عاما، كما أن ثلثهم من النساء، ويأمل معظمهم في العثور على فرص اقتصادية أفضل في دول الخليج أو السفر إلى أي مكان آخر مثل أوروبا انطلاقا من هناك.
وأشارت الصحيفة إلى حادث آخر وقع الخميس الماضي عندما دفع المهربون نحو 160 مهاجرا إثيوبيا إلى القفز في المياه تحت تهديد السلاح، وتم انتشال 5 جثث فقط لغرقى، بينما تم الإبلاغ عن نحو 50 مفقودا، وكان متوسط أعمار المتواجدين على متن القارب 16 عاما فقط.